باريس .. تقديم مشروع لإنشاء قرية شمسية بالصويرة

تم مؤخرا بباريس، تقديم مشروع فريد من نوعه لإنشاء قرية شمسية مستقلة بالصويرة. ويطمح هذا المشروع، الذي تم تقديمه خلال ندوة صحفية، والذي ترعاه كل من مؤسسة محمد السادس للبحث وحماية شجرة الأركان، والمجموعة المتخصصة في مواد التجميل (لوبوتي أوليفيي) والمجموعة الفرنسية للأسواق الممتازة (أنتير مارشي)، إلى تحويل القرى المعزولة والمهمشة، إلى قرى عملية، مستدامة ومدركة لأهمية الطاقة النظيفة.
وجاء اختيار الصويرة لإنشاء هذا المشروع المدعوم من قبل مؤتمر (كوب 22) بمراكش، من أجل تحقيق ثلاثة اهداف رئيسية، تتمثل في الحفاظ على الموارد البيولوجية للمشهد الطبيعي والثقافي، وعلى توازن الانظمة البيئية، والمساهمة في التنمية المحلية والإقليمية. ويتضمن هذا المشروع الأول من نوعه في أفريقيا، والمدعوم من قبل شركاء آخرين، ضمنهم إقليم الصويرة، والوكالة المغربية للطاقة الشمسية، محطة لضخ الطاقة الشمسية بقوة 500 وات (5 امتار مكعبة من الماء في اليوم) وتركيب 15 موقدا فرديا، وفرن للخبز، ومحطة شمسية مستقلة تستفيد منها القرية برمتها. وينص المشروع أيضا على تجهيز الطرق الرئيسية بالإنارة، وانشاء خزان للماء الساخن بطاقة 300 لتر. وتقدر تكلفة المشروع الذي سيتم تدشينه في أكتوبر المقبل، بنحو 120 الف أورو.
وأكدت المديرة العامة لمؤسسة محمد السادس للبحث وحماية شجرة الأركان، كاتم العلوي أن هذا المشروع يندرج في اطار الشراكة التي نسجتها المؤسسة مع فاعلين اقتصاديين من أجل إشراكهم في القيم التي تدافع عنها. وشددت أيضا على أهمية هذا النوع من المبادرات في الحفاظ سواء على شجرة الأركان أو البيئة عبر مكافحة عوامل التعرية والتصحر، مشيرة إلى أن هذه القرية التي انطلقت اشغال إنجازها، ستتيح توفير عدة خدمات لفائدة الساكنة المحلية. من جانبه قال إيريك رينار المؤسس المشارك والمدير العام لمجموعة (بوتي أوليفيي)، إن المجموعة انخرطت في هذا المشروع، من أجل مساعدة الساكنة المحلية، من خلال تمكينها من دخل دائم، والمساهمة في الحفاظ على شجرة الأركان. وأضاف أنه سيصبح بإمكان مجموعته عبر هذا المشروع، تأمين التزود بزيت الأركان ذي الجودة العالية.
من جهته أكد فانسان برونسار المكلف بالتوسيق والاستراتيجية بمجموعة (أنتير مارشي) على أهمية هذا المشروع من أجل إبراز زيت الأركان ومنافعه، مضيفا أن مجموعته تلتزم إلى جانب (لوبوتي أوليفيي) بتسويق منتجات هذه القرية.
يشار إلى أن ثلاثة ملايين مغربي يعيشون من الأركان، فيما يتسبب الاستغلال المفرط لهذه الأشجار إلى تدهورها واندثارها بمعدل 600 هكتار في السنة.

Related posts

Top