بان كي مون: الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة يهددان بقوة الحياة البرية

يحيي العالم، يومه الخميس، اليوم العالمي للحياة البرية 2016 تحت شعار “مستقبل الحياة البرية في أيدينا” الذى يوافق الثالث من مارس كل عام، حيث يركز على الأفيال الهندية والأفريقية بوصفها جوهر حملة هذا العام.
ويعتبر اليوم العالمي للأحياء البرية فرصة للاحتفال بالأشكال المتعددة والجميلة والمتنوعة من الحيوانات والنباتات البرية، ولإبراز أهمية حماية الطبيعة بالنسبة للإنسان وزيادة وعيه في هذا الخصوص. كما يذكرنا هذا اليوم بالحاجة الملحة لتكثيف مكافحة التجاوزات الإجرامية التي ترتكب في حق الأحياء البرية، والتي يعزى لها تأثير واسع على الحياة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت خلال دورتها الـ 68 في ديسمبر عام 2013، إعلان يوم الثالث من شهر مارس من كل عام مناسبة للاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية لرفع الوعي العالمي بتلك الأنواع على المستوى الوطني والعالمي ، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه اتفاقية تنظيم التجارة الدولية الأنواع الحيوانية والنباتية البرية المهددة بالانقراض “سايتس”.
ويؤكد موضوع هذه العام العلاقة المتأصلة بين الحياة البرية والناس والتنمية المستدامة. وحماية الحياة البرية من الانقراض هي مسؤولية ملقاة على عاتق كل جيل من الأجيال. كما أن موضوع هذا العام يؤكد ضرورة العمل الوطني لضمان بقاء الأنواع البرية المعروفة منها والمجهولة على السواء.
وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته بهذه المناسبة، “لقد أخذت الجهود العالمية الرامية إلى حماية الأحياء البرية تكتسب زخما قويا. ففي العام الماضي، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة، التي تشمل غايات محددة لإنهاء الصيد غير المشروع. واتخذت الجمعية العامة أيضا بالإجماع قرارا يرمي إلى الحد من الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية. وهذا التعبير القوي عن التصميم السياسي على إنهاء هذه الجرائم الماحقة تجري الآن ترجمته إلى إجراءات على أرض الواقع من خلال الجهود الجماعية التي تبذلها البلدان في جميع أنحاء العالم”. ومع ذلك فمن أجل حماية هذا التراث الطبيعي الأساسي لصالح هذا الجيل والأجيال المقبلة، يضيف مون، يجب على الجهات الفاعلة الرئيسية في جميع القارات وفي مختلف القطاعات بذل المزيد من الجهد. وعلى وجه الخصوص، يجب إشراك المجتمعات المحلية التي تعيش بالقرب من الأحياء البرية في جهود المحافظة على هذه الأحياء.
وأضاف مون “إن الوقت بدأ ينفد من أجل العمل على إنهاء أزمة الصيد غير المشروع الذي يهدد بعض أكثر الأنواع رمزية. ومن أجل مكافحة صيد الأنواع المحمية والاتجار بها بصفة غير مشروعة، لا بد من التصدي لعرض منتجات الأحياء البرية غير القانونية والطلب عليها من خلال الأهداف والغايات المتفق عليها والصكوك الدولية، مثل اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض”.
ومنذ أمد بعيد والعالم شاهد على الصور المحزنة التي تظهر قتل أعداد هائلة من الفيلة من أجل أنيابها. ووفقا للاتفاقية، فإن معدلات قتل الفيلة الأفريقية والاتجار غير المشروع بعاج أنيابها لا تزال مرتفعة على نحو مروع. كما تزايدت مستويات الصيد غير المشروع للفيلة الآسيوية. وكثير من الأنواع الأخرى، مثل الفهود وحيوان أم قرفة والكركدن والسلاحف البحرية وأسماك القرش والنمور والحيتان، والأخشاب الثمينة، تواجه طائفة متنوعة من التحديات، منها الموئل أو الاستغلال المفرط أو الاتجار غير المشروع.
وتشير بعض الدراسات الخاصة بمنظمة الحفاظ على الفيلة، أن أعداد فيلة الغابات انخفضت بنسبة 65% أي بنحو 9% سنويا، خلال الفترة الممتدة من 2002 وحتى 2013، ومنذ سبعينيات القرن المنصرم تبقى 1 على 10 فقط من أعداد هذه الفيلة على قيد الحياة. أما تعداد فيلة السافانا الأكثر أعدادا وانتشارا، فقد تعافت حتى عام 2009، ولكن ابتداء من هذا العام، تصاعد الصيد غير المشروع واستمر بمعدلات مرتفعة، حيث تشير دراسة معمقة لأعداد هذه الفيلة أنه في سامبورو- كينيا، تم قتل أكثر من 21% من تعداد فيلة السافانا بشكل غير قانوني خلال 4 سنوات الماضية، وهو معدل وفيات يفوق بكثير معدل التعويض الطبيعي من خلال الولادات.
وكشف تقرير أُجري أخيرا عن تراجع أعداد الأفيال الأفريقية عام 2014 بسبب الصيد الجائر لهذا النوع، والذي لا تزال المذابح في حقه تفوق معدلات تكاثره الطبيعي.
وتشير تقارير “جمعية المحافظة على الحياة البرية”، إلى أن تجارة العاج العالمية مسؤولة عن قتل نحو 35 ألف فيل سنويا في القارة السمراء (أفريقيا) وحدها، فضلا عن أن صيد الأفيال بات يمثل أزمة عالمية ، فعلى مدى عقود عدة واجهت الأفيال تهديدا بالانقراض بسبب القطع الوحشي لأنيابها لتلبية الطلب العالمي من العاج. وتعتبر هذه التجارة غير المشروعة منصة دولية للفساد على مختلف المستويات، فضلا عن بعضا من أرباحها تمول جماعات إرهابية خطيرة، وحسب التقارير فإن الفيل الأفريقي مهدد بالانقراض خلال قرن من الزمن، بسبب عملية قتله المستمرة للحصول على العاج.
ودعا مون بمناسبة اليوم العالمي للأحياء البرية، جميع المواطنين والمؤسسات التجارية والحكومات إلى النهوض بدورهم في حماية الحيوانات والنباتات البرية في العالم. وقال “إن مصير الأحياء البرية في العالم يتوقف على الإجراءات التي يتخذها كل واحد منا، ومستقبل الإنسانية بأيدينا نحن”.

Related posts

Top