بدء التحقيق في فاجعة سيدي بولعلام والمصابون في حالة مستقرة

أفاد زكريا أيت لحسن، الطبيب الرئيسي لشبكة المؤسسات الصحية بإقليم الصويرة، أمس الاثنين، باستقرار الحالة الصحية للمصابين الخمسة في حادث التدافع الذي وقع أول أمس الأحد، خلال عملية توزيع مساعدات بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة مما خلف مصرع 15 شخصا، موضحا، في تصريح لبيان اليوم، أن الجرحى يخضعون للعلاجات الضرورية بالمراكز الصحية حيث تم نقلهم وأن وضعيتهم الصحية مستقرة. وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد المندوب الإقليمي للصحة بالصويرة خالد سنيتر، في نفس اليوم، أن الحالة الصحية للمصابين في الحادث والذين تم استقبالهم بالمستشفى الإقليمي بالصويرة “مستقرة” وأنهم يستفيدون من متابعة طبية دقيقة ومتواصلة، يشرف عليها طاقم طبي معبأ لهذه الغاية، موضحا أن المصابين، الذين سيغادرون المستشفى ابتداء من يومه الثلاثاء حسب تحسن وضعيتهم الصحية، سيستفيدون، أيضا، من مواكبة ما بعد الاستشفاء. وبخصوص الحالتين اللتين نقلتا عبر مروحيتين نحو المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، أوضح سنيتر أنه تم التكفل بهما ووضعهما تحت المراقبة الطبية في ظروف جيدة، وأن حالتهما الصحية “مستقرة” حسب التقرير الطبي المتوفر.
من جانب آخر، نفت السلطات الصحية بجهة مراكش – آسفي أن يكون لوفاة الضحايا خلال الحادث أي ارتباط باستنشاق الدخان، مؤكدة في بلاغ لها توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن الفحص السريري والكشوفات المخبرية والأشعة التي أجريت على جميع الضحايا، تبين بشكل واضح عدم تعرض الضحايا لأي غاز خلافا لما ورد ببعض المنابر الإعلامية.
وفيما روجت مجموعة من مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية لخبر توقيف رئيس الجمعية المنظمة لتوزيع هذه المساعدات بسبب عدم توفره على ترخيص قانوني من قبل السلطات، نفت مصادر أخرى، أن يكون قد تم اعتقال رئيس الجمعية عبد الكبير الحديدي إمام مسجد السبيل في كاليفورنيا في الدار البيضاء، مؤكدة، أن الجمعية تشتغل بصفة قانونية منذ سنوات، وتقوم كل سنة بأعمال تبرع واسعة النطاق لم تسجل خلالها أي حوادث.
وأرجعت نفس المصادر، وقوع الحادث إلى تدافع الراغبين في الاستفادة من هذه المساعدات أثناء توزيعها، موضحة في هذا السياق، أن أعدادا هائلة من المواطنين تقاطروا منذ الصباح الباكر على جماعة سيدي بوعلام، ليس فقط من محيط الجماعة، بل ومن مناطق أخرى بإقليم الصويرة، وأن تسابقهم وتدافعهم من أجل أخذ حصتهم من الإعانات أخل بانتظام الصفوف وإسقاط الحواجز الموضوعة لضبط العملية، مما أدى إلى سقوط الضحايا ووقوع الفاجعة.
وفيما باشرت لجنة من المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية، مساء أول أمس الأحد، سلسلة من اللقاءات مع السلطات المحلية بإقليم الصويرة، في إطار التحقيق الإداري الشامل الذي أمرت وزارة الداخلية بفتحه من أجل الاطلاع على كافة الحيثيات المتعلقة بالحادث ومراجعة وتدقيق جميع الإجراءات المتخذة بشأنه ورصد أية تجاوزات أو إخلالات محتملة وتحديد المسؤوليات بشأن ذلك، قام وفد رسمي يقوده والي جهة مراكش – آسفي، عبد الفتاح البجيوي، في ذات اليوم، بزيارة للمستشفى الإقليمي سيدي محمد بنعبد الله بالصويرة، وذلك للاطلاع على الوضعية الصحية للمصابين في حادث التدافع.
وبهذه المناسبة، اطلع عبد الفتاح البجيوي وعامل إقليم الصويرة جمال مختار والوفد المرافق لهما على مختلف الإجراءات المتخذة من قبل الطاقم الطبي بهذا المستشفى لتقديم المساعدة للمصابين وتمكينهم من العلاجات الضرورية، واتخاذ كل التدابير اللازمة لمساعدة أسر الضحايا والمصابين.
يذكر أنه على إثر هذا الحادث، أصدر جلالة الملك محمد السادس، تعليماته السامية إلى السلطات المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين. وأضاف البلاغ أن جلالة الملك قرر مشاطرة أسر الضحايا آلامها في هذا المصاب الجلل، وتخفيفا لما ألم بها من رزء فادح، لا راد لقضاء الله فيه، بالتكفل شخصيا بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم وبتكاليف علاج المصابين.
وذكر المصدر ذاته، بأن السلطات المختصة كانت قد تدخلت عقب هذا الحادث، حيث تمت تعبئة سيارات الإسعاف اللازمة لنقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة لتلقي الإسعافات الضرورية.
كما تم، حسب البلاغ، فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا إداريا شاملا في الموضوع.

<سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top