بداية مثالية

حقق فريق الوداد البيضاوي الانتصار الثاني على التوالي بدور المجموعات لمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، ليحتل بذلك المرتبة الأولى، متقدما في الترتيب على حوريا كوناكري الغيني بفارق نقطتين.
بداية مثالية غير مسبوقة للفريق المغربي بهذه المسابقة القارية، والتي سبق أن فاز بها في مناسبتين، كان آخرها سنة 2017 تحت قيادة المدرب الوطني الحسين عموتة.
فبعد الانتصار خارج الميدان بلوندا، بهدف لصفر على حساب بيترو أتلتيكو الأنغولي بهدف أيوب الكعبي، جاء الدور على كايزر تشيفز الجنوب إفريقي، وهي المقابلة المؤجلة المثيرة للجدل، والتي رافقها الكثير من اللغط والتفاعلات والغموض، وتضارب في القرارات، ورطت حقيقة «الكاف»، كجهاز يعيش وضعية ارتباك غير مسبوقة في تاريخه.
كان الاختيار في الأخير على بوركينافاسو، لاحتضان المباراة ضد كايزر تشيفز، هذه الدولة الصديقة التي قبلت سلطاتها بكثير من الترحاب احتضان المقابلة، بعد تدخل حاسم من طرف رئاسة جامعة كرة القدم.
جاء الانتصار ساحقا وبينا، وبكثير من الجدارة والاستحقاق، ولم يكن بإمكان الفريق الجنوب إفريقي، مسايرة قوة أصدقاء العميد السعيدي، والنتيجة العريضة، أكبر دليل على هذا التفوق الودادي الكبير، خلال هذه المباراة التي لم تشكل أي عائق، رغم احتضانها خارج الميدان، بل حتى خارج البلد، إلا أن هذا لم يطرح أي إشكال أمام لاعبي الوداد.
أربعة أهداف لصفر نتيجة عريضة، تناوب على تسجيلها كل من أوناجم، الكعبي، مسوفا، والرابع والأخير عن طريق ضربة جزاء نفذها جبران، وجاءت خلال اللحظات الأخيرة من المباراة، وهى حصة تترجم السيطرة الكاملة، وكل الأرقام الخاصة بتفاصيل المواجهة، تؤكد على التفوق المطلق للاعبي الوداد.
والواقع أن تألق الوداد لا يعتبر أبدا مفاجئا، ليس لأن مستوى فريقي بيترو أتليتيكو وكايزر تشيفز جد متوسط، لكن لأن الإمكانيات التي يظهرها صاحب الرقم القياسي في الألقاب خلال السنوات الستة الأخيرة بالبطولة المغربية، لا يقاوم من طرف باقي فرق المجموعة الثالثة، حيث الفارق الكبير على جميع المستويات. فتركيبة الوداد هذه السنة، قادرة على قهر أقوى الأندية على الصعيد القاري، صحيح أن قرعة دور المجموعات جنبت الفريق المغربي مواجهة الأندية التقليدية، خاصة تلك التي تعودت على التألق في مثل هذه المناسبات الكبيرة، إلا أن قوة تشكيلة فريق الوداد وغنى طاقمه الاحتياطي، مميزات تجعله رقما صعبا في القادم من الأدوار، حيث المواجهات أقوى وأصعب، وبالطريقة الفاصلة.
إن وجود مساحة الاختيار واسعة ومتعددة، وبلاعبين مجربين بمختلف الخطوط، تحتم على المدرب التونسي فوزي البنزرتي التعامل بكثير من الذكاء، واستعمال كامل خبرته وتجربته الكبيرة، لقيادة فالوداد نحو المنافسة على لقب هذه السنة والعودة إلى منصة التتويج.
المباراة القادمة للوداد ستكون يوم السبت القادم، أمام حوريا كوناكري، وهي مناسبة لتكريس التفوق وتعزيز الفارق، ما يمكنه من خوض باقي المباريات في ظروف أحسن، وأخذ فرصة لتدوير أغلب اللاعبين، وتمكينهم من كسب إيقاع المنافسة الرسمية.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top