برشلونة ونهاية مرحلة تسيدت فيها كرة القدم العالمية

تتسارع الأحداث بوتيرة كبيرة داخل نادي برشلونة الإسباني، ولم يعد هناك متسع من الوقت للتفكير في الكثير من التفاصيل، بعد الهزيمة المذلة التي لحقت بالنادي الكاتالوني، أمام نادي بايرن ميونيخ الألماني في ربع نهاية عصبة الأبطال الأوروبية بثمانية أهداف لاثنين.
الهزيمة لم تفجر فقط أزمة داخلية كبيرة داخل النادي، بل عجلت بإدخال تغييرات عميقة، أعطى الضوء الأخضر لقيادتها للهولندي العائد كمدرب هذه المرة رونالد كومان، والاستعداد للتضحية بالعديد من النجوم، وليس هناك لائحة من الناجين حتى ولو تطلب الأمر التخلي عن الأسطورة ليونيل ميسي.
إلا أن النجم الأرجنتيني لم ينتظر تفعيل هذه القرارات القاسية من طرف إدارة البارصا، حيث بادر كما أعلنت عن ذلك مختلف وسائل الإعلام الدولية من خلال قصاصة مقتضبة لكنها جد مثيرة، تتحدث عن توصل إدارة النادي بفاكس يخبر فيه ميسي عن قراره بفسخ عقده من جانب واحد، وأن محاميه أرسلوا فاكسا أعلنوا فيه رغبة اللاعب في إنهاء عقده من جانب واحد، بموجب البند الذي انتهى في العاشر من يونيو الماضي، لكن النادي يعتبر أن عقده ساري المفعول حتى 30 يونيو 2021.
وتتحدث مجموعة من المصادر المتطابقة عن الوجهة التي سيرحل لها إيقونة كرة القدم العالمية، حيث التركيز منصب على الدوري الايطالي، وبالضبط نحو نادي إنتر ميلانو الذي وقع له مؤخرا النجم المغربي أشرف حكيمي.
وما يؤكد صحة هذه الأخبار، أن وكالة أنباء أرجنتينية هي أول جهة أصدرت الخبر بشكل رسمي، وما يعزز فرضية الانتقال إلى النادي الثاني بميلانو، هو كون هذه المدينة الصناعية الكبرى، تضم جالية أرجنتينية كبيرة، مما سيزيد من عائداته، ويرفع من مداخيل بيع الأقمصة، وأيضا الزيادة في نسبة الحضور للمباريات طيلة الموسم.
كل هذه الاستثمارات الكبيرة والمهمة تأتي لإنتر بفضل رأس مال أندونيسي منخرط بقوة في جعل هذا النادي العريق، يعود بقوة للساحة الأوروبية الشيء الذي يجعل الدوري الإيطالي الموسم القادم الأقوى على الصعيد القاري، خاصة وأن النجوم الذين شكلوا لسنوات طويلة قوة “لاليغا” الاسبانية، بدؤوا بالرحيل واحدا تلو الآخر، فبعد البرتغالي كريستيانو رونالدو، جاء الدور على ميسي والبقية تأتي.
وإذا كان رحيل ميسي خبرا محزنا لكل عشاق البارصا الذين كثيرا ما منحهم هذا اللاعب العبقري لحظات من السعادة الغامرة، خاصة أنه من المفروض على هذا النجم الكبير، أن لا أن يغادر ويبقى داخل النادي الذي نشأ وتألق فيه إلى الأبد، إلا أن ميسي نفسه لم يكن يشاطرهم هذا الرأي، والدليل على ذلك ما قاله عندما تسلم الكرة الذهبية الثانية في مسيرته سنة 2010.
فخلال الاحتفال بتسلمه الكرة الذهبية، طرح سؤال مباشر من طرف أحد الصحفيين على ميسي قائلا: “إلى متى ستستمر ضمن صفوف نادي برشلونة؟”، وجوابه كان واضحا إلى درجة أن الكثيرين لم يتوقعوا أو لم ينتبهوا لما قال: “حقيقة أريد البقاء إلى النهاية، لكن لا يمكنني أن أستمر حتى أسمع صافرات الاستهجان من طرف الجمهور، كما حدث من قبل مع رونالدينهو، أو إلى أن أفقد التقدير والاحترام الذي جعلني أستمتع بممارسة لعبة كرة القدم”.
وهذه الحقيقة جاءت الآن، واللاعب الذي حقق مع برشلونة المجد الكروي طيلة سنوات، حان وقت رحيله والوجهة نحو إيطاليا، رغم أن عشاق “البلوغرانا” لازالوا تحت هول الصدمة، وكم يتمنون لو إن إدارة البارصا، عملت المستحيل من اجل أن يستمر نجمهم المفضل داخل ناديهم الغالي.
إلا أن هناك تفاصيل داخل عقد ميسي يمكن أن تجعل من هذا الرحيل في هذا الظرف صعبا للغاية، فميسي يريد تفعيل بند فسخ عقده مع الفريق مما يسمح له بالرحيل بشكل فوري ومجاني ومتى أراد ذلك، إلا أن إدارة برشلونة أشارت إلى أن فقرة “فسخ العقد” انتهت صلاحيتها في يونيو الماضي، وإذا أراد اللاعب الانتقال الآن فعليه أن يشتريه بدفع مبلغ 700 مليون يورو مقابل فسخ العقد.
وما يؤكد إصرار ميسي عن الرحيل، التصريح الذي جاء على لسان أحد الصحفيين الأرجنتينيين الذي أكد أن وكيل اللاعب مستعد للأسوأ، حتى ولو تطلب الأمر اللجوء للقضاء من أجل إنهاء العقد، رغم أن ظروف فيروس كورونا أجبرت الوسط الكروي على تمديد الموسم إلى شهر غشت الجاري، وليس يونيو الماضي.
للإشارة، فان مصادر صحفية ايطالية أكدت أن والد ميسي اشترى فيلا ضخمة بمدينة ميلانو لا تبعد كثيرا عن “جوزيبي مياتزا” معقل النادي، وهذا معطى إضافي يؤكد أن رحيل ميسي عن برشلونة نحو الدوري الإيطالي أصبح مسألة وقت فقط…

محمد الروحلي

Related posts

Top