بروز جيل جديد من المدربين…

يلاحظ المتتبع لمسار البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم ، وجود أسماء جديدة على رأس الإدارات التقنية بالعديد من الأندية الوطنية.
أسماء أظهرت الكثير من الاستحقاقات، وكسبت مكانة محترمة، تعززها بتحقيق نتائج إيجابية، رغم وجود مشاكل وخصاص، يتم التغلب عليه بالاجتهاد والإصرار وركوب التحدي.
ويعد هذا معطى إيجابيا، يترجم رغبة مسؤولي الأندية الوطنية في إعطاء فرصة للأطر الوطنية الشابة، وضع الثقة في إمكانياتها، أو بالأحرى من الذين تعودوا على تحمل مسؤولية مهمة المدرب المساعد، ولعب دور «العجلة الاحتياطية»، أو حتى قبول مهمة المدرب المؤقت، وغض الطرف عن تجاوزات المسيرين، وفي غالب الأحيان، عدم الحرص على التوصل بكل المستحقات المالية كاملة.
وقبل الحديث عن اقتناع الرؤساء، بأهمية منح الفرصة للمدرب الوطني الصاعد، لابد من التأكيد على أن أغلب هذه الاختيارات، فرضتها الأزمة المالية وغياب الموارد الكافية، تمكن من التعاقد من مدربين دوليين من مستوى عال، هذا أن وجدوا اصلا، خلال هذه المرحلة الفاصلة من الموسم.
إن اختيار المسيرين لمدربين جدد، في بداية الطريق، يعود إلى قلة التكلفة المالية، في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بالأغلبية الساحقة للأندية الوطنية، خاصة وأن الأسماء التي ذكرناها، لم يشكلوا الاختيار الأول، حيث تمت الاستعانة بخدماتهم، بعد فشل الاختيار الأول.
رضا حكم (المغرب التطواني)، رشيد الروكي (شباب المحمدية)، أمين كرمة (نهضة بركان)، عمر نجحي (مولودية وجدة)، هلال الطاير (اتحاد طنجة)، عبوب زكرياء (شباب السوالم)، عبد الرحيم شكليط (المغرب الفاسي)، دون أن نستثني عبد اللطيف جريندو، امين بنهاشم، منير الجعواني، وغيرهم…
وفي كل الحالات، فإن الأطر الجديدة أمام فرصة كبيرة لتأكيد مكانتها، وتعويض جيل الرواد، الذي قدم الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية، سواء مع الأندية، أو المنتخبات بجل الفئات، وكان لعامل السن أحكامه، الشيء الذي فرض على مجموعة من الأسماء الاعتزال الاضطراري، وهذه سنة الحياة، ولا يمكن أبدا تجاوزها.
والمطلوب هو أن تحمي المكاتب المسيرة، هذه الأطر التي تسجل بداية موفقة، وأن تكون هناك ثقة كاملة، وأن لا يتم التضحية بهذا الاسم أو ذاك، لحظة حصول أي تعثر، أو المرور بمرحلة فراغ، أو حصول ضغط من طرف الجمهور أو الإلترات.
نتمنى التوفيق لهذا الجيل الجديد من الأطر الوطنية، وسط مجال لا يرحم، يتطلب الكثير من الصبر والاجتهاد، وتحمل الضغط الذي يبقى جزء أساسيا من مهنة المدرب، والمطلوب هو احترام اخلاقيات المهنة، وعدم الوقوع في تجاوزات، تضرب في الصميم قيمة المدرب، كإطار وكفاعل وكمرب، وقائد حقيقي…

محمد الروحلي

Related posts

Top