“بصمات الفن” تقدم “بورتريه” بالمركز الثقافي الداوديات بمراكش

قدمت فرقة بصمات الفن من أكادير، عرضها المسرحي “بورتري” بقاعة المركز الثقافي بالحي المحمدي “الداوديات” بمراكش، يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017، أمام جمهور نوعي ملأ جنبات القاعة.
تمتلك فرقة “بصمات الفن” تجربة غنية في مسارها المسرحي، رغم حداثة تأسيسها، الذي يرجع إلى سنة 2002. وتعمل الفرقة منذ نشأتها على خلق إضافة متميزة، سواء عن طريق الشكل الفني الذي اختارته لأعمالها المسرحية، أو من حيث المواضيع والقضايا التي تتناولها هذه الأعمال. كما تساهم “بصمات الفن” بواسطة أنشطة متنوعة في إتاحة الفرصة للشباب، قصد إبراز طاقاتهم وصقلها بالتكوين والممارسة.
ولقد أنجزت الفرقة منذ تأسيسها تسع مسرحيات، قدمت داخل المغرب وخارجه خاصة الأردن وفرنسا وهي على التوالي: “انكسار”، “أنا وجولييت”، “تقاطعات”، “باب البحر”، “أيام التبوريدة”، “عرس الديب”، “راوية نار”، “طاح راح”، و”بورتريه”.
ويعد المؤلف والمخرج والممثل إبراهيم الرويبعة، إلى جانب زوجته رشيدة كرعان وإبراهيم غليل أهم الركائز والأقطاب التي تشكل طاقم فريق عمل منسجم ومتعاون.
مسرحية “بورتيه” التي تابعها الجمهور باهتمام كبير، تم إنتاجها في إطار برنامج توطين الفرق المسرحية بدعم من وزارة الثقافة، لموسم 2016/2017، وهو برنامج تميز، فضلا عن إنتاج هذا العرض المسرحي، بعقد عدد من الندوات والمحاضرات واللقاءات الموضوعاتية، وماستر كلاس، وورشات تقنية وتكوينية في المهارات المسرحية لفائدة الشباب….
تحكي مسرحية “بورتيه” عن فنانة – ذات وضعية اعتبارية مرموقة – ترغب في كتابة مذكراتها، اعتمادا على صحفي شاب طموح، يقتسم معها رغبة البوح إن لم نقل الفضح. ومن خلال تواتر الحكي يتضح أن هذه الفنانة هي ابنة لامرأة هجرها زوجها فاضطرت لممارسة مهنة الدعارة في بيتها، وحتى تجنب الأم ابنتها مسار المأساة الذي عاشته عهدت بها إلى شخصية ذات مكانة اجتماعية وسياسية ومالية هامة. فصار المتبني محتضنا وداعما لمشوار الفنانة المتألق. هذه الوضعية سمحت للفنانة بمعرفة أسرار ومؤامرات وحتى اغتيالات المحتضن الراعي.
بعث الهاتف الأحمر برنينه الرعب في جو المسرحية وفي نفسية الفنانة، واستطاع هذا الرنين أن ينقل إلينا رغبة المحتضن الراعي في التستر على مفاسده، بمنعها من الاسترسال في كتابة المذكرات.
إن حضور الماضي بكل أثقاله وأوزاره، يمنع الحاضر ويحول دون النبش في تفاصيله الفاضحة. فرقابة الماضي وأغلاله ترفض أن تكشف أسرارها وخلفياتها ومقترفيها. لأن الماضي لا يزال يمارس سطوته على الحاضر، وربما ستمتد هذه السطوة إلى المستقبل خاصة بعد اغتيال الصحفي الشاب.
“بورتريه” من تأليف وإخراج: ابراهيم الرويبعة. سينوغرافيا: يوسف العرقوبي. إدارة الممثل: مولاي الحسن الإدريسي. أداء: رشيدة كرعان وإبراهيم عليل.

محمد امين العمراني

Related posts

Top