بعد توالي فضائح اختلاس المساعدات الإنسانية الهلال الأحمر يحذر من أزمة جوع بمخيمات تندوف

بعد توالي فضائح اختلاس المساعدات الإنسانية من قبل قيادة البوليساريو، حذر الهلال الأحمر بمخيمات تندوف من “أزمة جوع” في مخيمات الصحراويين المغاربة المحتجزين.
ووجه الهلال الأحمر بمخيمات تندوف، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، نداء عاجلا طالب فيه الدول المانحة والمنظمات الإنسانية، “الإسراع في تقديم مساعدات للصحراويين لتغطية الحد الأدنى من احتياجاتهم”.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، أن الهلال الأحمر “يوجه نداء عاجلا إلى البلدان المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية وجمعيات المجتمع المدني والحركة التضامنية مع الصحراويين، لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة”، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر أكد على أن وضعية الصحراويين المحتجزين بتندوف أصبحت “هشة أكثر من أي وقت مضى” جراء تفشي جائحة كورنا، وجراء ” انخفاض حجم الحصص الغذائية الشهرية المقدمة لهؤلاء اللاجئين بأكثر من 50 بالمائة خاصة خلال الأشهر الخمسة الأخيرة”.
ويأتي نداء الهلال الأحمر، بعد ما وقف المنتظم الدولي على حجم الاختلاسات التي تقوم بها قيادة البوليساريو للأموال والمساعدات الإنسانية الموجهة للصحراويين المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد أشار، منذ حوالي ستة أشهر، في تقريره الموجه إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، إلى ملف اختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، مشيرا إلى أنه توصل بإفادات من منظمات غير حكومية حول اختلاس جبهة البوليساريو للأموال والمساعدات الإنسانية في المخيمات، علما أن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، كان قد أبلغ، في وقت سابق، عن اختلاسات كبيرة للمساعدات الإنسانية، طيلة أكثر من أربعة عقود، من طرف قادة “البوليساريو” بتواطؤ مع المسؤولين العسكريين الجزائريين وإعادة بيعها في موريتانيا و الأسواق الجزائرية.
كما سبق للبرلمان الأوربي أن ناقش بشكل رسمي، داخل لجنة التنمية، قضية اختلاس المساعدات الإنسانية من قبل قيادات في جبهة البوليساريو، واستمع المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات، حينها، لمداخلة العضو في البرلمان الأوروبي حول موضوع اختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة للمغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
كما طالبت حينها، دومينيك بيلد، من البرلمان الأوروبي بفتح تحقيق في قضية اختلاس وتحويل المساعدات الإنسانية الأوروبية من قبل “البوليساريو” والجزائر، معربة عن استنكارها لاستمرار هذه العملية، وقالت في هذا الصدد إن “جزء من المساعدة الإنسانية يعاد بيعها من أجل المساعدة في اقتناء معدات عسكرية، منها على الخصوص، الدبابات الحربية والصواريخ، في الوقت الذي يتم فيه المبالغة إلى حد كبير في عدد اللاجئين قصد الحصول على المزيد من الإعانات”.
وفي سياق متصل، كانت وسائل إعلام إسبانيا، قد تناقلت نهاية الأسبوع الماضي، أن السلطات الإسبانية تمكنت من تفكيك شبكة متخصصة في سرقة وتهريب الأدوية والمعدات الطبية التي تقدمها مجموعة من المنظمات باسبانيا كمساعدات إنسانية لفائدة المحتجزين في مخيمات تندوف.
وأوردت المصادر ذاتها، أن على رأس هذه الشبكة طبيب صحراوي موالي لقيادة جبهة البوليساريو، ويشتغل ب”مصلحة الصحة بإقليم الأندلس” والذي كان إلى جانب صحراويين آخرين، ينقل الأدوية إلى مخيمات تندوف على شكل مساعدات طبية إنسانية قبل توجيهها إلى الأسواق الإفريقية من طرف قيادة جبهة البوليساريو.
وذكر منتدى دعم الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا بـ”فورستين” الذي قال ّإن عناصر هذه الشبكة تابعة لقيادة البوليساريو”، أن السلطات الإسبانية شرعت في تتبع سير جمع وتوزيع الأدوية والمعدات الطبية داخل التراب الإسباني، بعد تلقيها عدة شكايات من جمعيات مدنية بخصوص سرقة المساعدات الطبية الموجهة إلى المخيمات، وهو الأمر الذي قادها إلى وجود شحنات مجهولة تعبئ في صناديق وترسل باسم الجمعيات الإسبانية إلى المخيمات دون معرفة محتواها أو مصدرها.
ولما تم فتح تلك الصناديق للتحقيق في الموضوع، اكتشفت السلطات الإسبانية تهريب أدوية ومعدات طبية وشبه طبية، وبعد مواجهة أصحابها تبين أنهم لا يملكون توصيل شرائها من الصيدليات المعتمدة للبيع، وبأنهم يتلقونها من داخل مستشفيات إسبانية عبر وسطاء غالبيتهم أطباء صحراويون.
ومن المنتظر أن يمثل أمام محكمة “خايين” الأسبوع المقبل رئيس هذه الشبكة الطبيب الصحراوي العامل بمصلحة الصحة الأندلسية، وذلك بعد إحالته من قبل الإدعاء العام الإسباني الذي طالب بإدانته، بتهمة تزوير الوصفات من أجل إرسال أدوية إلى مخيمات تندوف، وتغريمه 4500 يورو ومنعه من مزاولة مهنة الطب لمدة أربع سنوات ونصف.

< محمد حجيوي

Related posts

Top