بلهندة: لن أعود إلى المنتخب المغربي ما دام وحيد مدربا له

أكد الدولي المغربي ولاعب نادي أضنة دمير سبور التركي يونس بلهندة، أنه لا يفكر في العودة للمنتخب الوطني مستقبلا ما دام البوسني وحيد خاليلوزيتش مدربا لكتيبة “أسود الأطلس”.
وقال بلهندة في حوار أجراه مع موقع (dmsport) إنه لم يتردد على الإطلاق في اختيار تمثيل المنتخب المغربي، مبرزا أنه يتفهم طموح بعض اللاعبين في اللعب لفرنسا التي ولدوا فيها وأيضا تلقوا تكوينهم الكروي.
وتحدث بلهندة (32 عاما) إلى شجاره مع عبد الرزاق حمد الله خلال حصة تدريبية على هامش الاستعدادات للمشاركة بكأس أمم إفريقيا 2019، مشددا على أن رحيله لم يؤثر إطلاقا على المجموعة.
واعترف بلهندة تألم كثيرا بعد الطريقة التي رحل بها عن نادي غلطة سراي التركي، بعدما قدم كل ما لديه وفاز معه بالعديد من الألقاب، كما أنه لم يفكر كثيرا عندما توصل بعرض العملاق التركي.
وأبرز بلهندة أن نادي مونبولييه الفرنسي يحتل مكانة بارزة في قلبه بحكم أنه المكان الذي ترعرع فيه وتعلم أبجديات اللعبة، قبل أن ينجح في قيادة الفريق رفقة جيل ذهبي إلى لقب الدوري الفرنسي في تاريخ النادي.
وكشف بلهندة أن عدم تلقيه عروضا رسمية كان السبب الأساسي في قبوله عرضا غير مثير من نادي دينامو كييف الأوكراني، موضحا أنه لا يشعر بأي ندم رغم أنها لم تكن تجربة جيدة في البداية بسبب الحرب.
وأشار بلهندة إلى أنه كان يتمنى أن تطول تجربته مع نادي شالكه الأماني نظرا لعشقه لـ “البوندسليغا”، مقرا بأنه وجد بعض الصعوبات على المستوى البدني بعد عودته إلى فرنسا، وتحديدا نادي نيس.

< لنبدأ بمشوارك مع فريقك الأم مونبولييه، تحدث لنا عن مغامرتك الشيقة مع فريق يحتل مكانة مميزة في قلبك؟
> مونبولييه فريقي الذي كونني وحيث نشأت وتدرجت في أقسامه. انتقلت من مركز التكوين إلى لاعب محترف. إنه أمر ساحر. كان لدينا جيل ذهبي نجح في الوصول إلى مرحلة الاحتراف. وسنتان بعد ذلك توجنا أبطالا لفرنسا. وكان حلما تحقق.

< بقيت عاما في مونبولييه بعد إحراز اللقب، فهل تلقيت عروضا من أندية أخرى وأيضا من المنتخب الفرنسي؟
> بالنسبة لمنتخب فرنسا، فأنا كنت قد اخترت اللعب لصالح المنتخب المغربي سنة 2010. وبالتالي فذلك لا علاقة له باللقب. بالنسبة للأندية، لم تكن هناك إغراءات. تواصلت معي بعض الأندية، لكن لم أتلق عروضا رسمية. وبالتالي بقيت في مونبولييه. كنت سعيدا بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا. صحيح أنه عندما تنهي موسما استثنائيا ومتوج بلقب الدوري، تترقب العديد من العروض.

< هل كان الجانب المادي سببا في اختيارك الانتقال إلى دينامو كييف؟
> لا علاقة للمال بهذا الاختيار. أساسا لم أتلق أي عرض باستثناء عرض من نادي الجزيرة الإماراتي قبل عرض دنيامو. وعندما قال لي وكيل أعمالي هناك عرض أوكراني إذا أردت البقاء في أوروبا. قلت له: نعم. شعرت أنني قدمت كل ما لدي مع مونبولييه، وحان الوقت للرحيل. وبين عرضي الجزيرة ودينامو فضلت مواصلة اللعب في أوروبا، خاصة أنني كنت في الـ23 من عمري، ودينامو ناد يشارك دائما في دوري الأبطال.

< كيف كانت تجربتك في أوكرانيا؟
> البداية كانت معقدة بحكم الحرب. توقفنا عن اللعب لشهرين ثم كانت الملاعب شبه فارغة، لكن لاحقا فزنا باللقب الدوري مرتين ولقب في الكأس وآخر في كأس السوبر. استمتعنا كثيرا بذلك. من الناحية الكروية فأمر مختلف عن فرنسا.

< هل تشعر ببعض الندم من هذه التجربة؟
> عندما تكون خريج مدرسة تكوين فرنسية ومتوجا بلقب الدوري، فأنت تتطلع للعب لناد أكبر من دينامو كييف في إنجلترا أو إسبانيا والبقاء ضمن الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. لا أعتبر هذا ندما، لأن ذلك أمر مقدر (مكتوب من الله). فلن تفرض نفسك عن آخرين حتى يتعاقدوا معك.

< هل لديك تفسير لعدم تلقيك عروضا من إنجلترا أو إسبانيا أو ألمانيا؟
> كنت محبطا، ولا أعلم السبب. ربما وضعت ثقتي في أشخاص لا يستحقونها، أو أخفوا بعض الأمور عني. ما أنا متأكد منه هو أنني لم أتوصل بأي عرض مثير. كان هناك متابعة من نادي إنتر ميلانو الإيطالي خلال مباراة جمعتنا بأولمبيك مرسيليا. تحدثوا مع والدي. قدمت مباراة رائعة وسجلت هدفا أكروباتيا وفزنا بثلاثة أهداف لواحد. آنذاك قلت إنني سأنتقل إلى إنتر في نهاية الموسم، لكن لم أتوصل بعرض رسمي. هذه هي كرة القدم. لا يوجد تفسير لبعض الأمور.

< لنتحدث عن تجربتك بشالكه ونيس..
> في شالكه لم أقض سوى 6 أشهر. وبالتالي كانت تجربة جد قصيرة. عموما كانت تجربة جيدة، حيث لعبت بعض المباريات وقدمت مستوى مقبولا. لكن الظروف كانت معقدة برحيل المدرب في نهاية الموسم والمدير الرياضي الذي جلبني للنادي. كنت أتمنى البقاء لفترة أطول مع شالكه، لأن الدوري الألماني بطولة تعجبني كثيرا. أما عن تجربتي في نيس، فقد كان الأمر مرتبطا بالجانب البدني. أعتقد أن أي لاعب لن يفقد مؤهلاته الفنية مهما حدث وأينما انتقل. كان علي فقط أن أعمل على هذا الجانب لمعادلة المستوى في فرنسا. وعندما حدث ذلك فالكل رأى كيف لعبت، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار جودة زملائي في الفريق.

< لننتقل الآن على انتقالك إلى غلطة سراي التي كانت محطة بارزة ومهمة في مسيريك الكروية، كيف كان ردك عندما تلقيت عرضا من هذا العملاق التركي؟
> في كرة القدم، هناك عوامل عديدة تتحكم في اختياراتك. لكن إذا قدم لك ناد مثل غلطة سراي عرضًا، فأنت لن تفكر كثيرا. وأفضل ذكرى لي معه هي عندما فزنا على فنربخشة لأول مرة منذ 21 عامًا. لقد شعرت بشعور مجنون. عندما عدنا إلى غلطة سراي، كان الأمر رائعًا!

< ما هو شعورك بعد رحيلك بتلك الطريقة غير المقبولة؟
> أشعر بالأسف الشديد على الطريقة التي غادرت بها. أن يتم إقصاؤك كأنك متشرد، خاصة بعد فوزك بلقبين، فذلك مؤلم. لقد أعطيت دائمًا كل شيء على أرض الملعب. لدي شخصيتي. لم أغش في مجهودي. بدون هذه الشخصية، لم أكن لأصبح لاعب كرة قدم محترف. عند قدومي، كان غلطة سراي في موقف صعب، وعندما غادرت كان قد فاز بالعديد من الألقاب.

< اخترت اللعب لصالح المغرب وهو ما شكل قرار صادما للفرنسيين، ما رأيك؟
> كما تعلمون، عندما كنت صغيرًا وكنت أشاهد منتخب المغرب كثيرًا على التلفاز. والدي مغاربة. الاختيار تم بسرعة. في طفولتي، غالبًا ما كنت أذهب في إجازة الصيف إلى مدينة تازة. الأطفال في سني كانوا يعرفون بالفعل أنني سأكون (يوسف) السفري الجديد (يضحك). بالنسبة لمن يختار فرنسا على حساب المغرب لن أنتقده. لقد ولدوا وتدربوا في فرنسا لذلك من الصعب انتقادهم. أما الشخص الذي يقرر إعادة النظر في اختياره لأنه ليس لديه وقت للعب مع فرنسا، إنه يسخر من العالم.

< ما هي حقيقة الشجار الذي وقع بينك وبين عبد الرزاق حمد الله قبل انطلاقة بطولة كأس أمم إفريقيا 2019؟
> كان حمد لله قد التحق للتو بالمجموعة. لم يشارك معنا في التصفيات. بالنسبة لواقعة ضربة الجزاء، فقد كان فيصل فجر هو من سيسدد ضربات الجزاء وليس حمد الله. شجاري معه كان بسيطا. كنا في التداريب وتبادلنا الإهانات. هذا ما حدث قبل أن يرحل. لا أعلم إذا كان الأمر بسبب “البوز” (الشهرة)، لكننا لم نواجه أي مشاكل قبل ذلك. رحيله لم يؤثر إطلاقا على المجموعة. ولا يوجد شيء اسمه المجموعات في المنتخب الوطني. في الملعب، كلنا سواسية وكلنا مغاربة.

< ما هي مشكلتك مع وحيد خاليلوزيتش؟
> لقد قاطعني بسبب ملاحظة عن معالج فيزيائي قام بفصله. لم أوافق حقًا وأخبرته بطريقة لطيفة. يبدو أنه لم يكن ليحب ذلك. بالتأكيد لن أعود ما دام وحيد هنا.

< ترجمة وإنجاز: صلاح الدين برباش

Related posts

Top