بنداوود كساب معد ومقدم برنامج خير لبلاد على 2M في حوار مع:” بيان اليوم”

قال بنداوود كساب معد ومقدم برنامج خير لبلاد على القناة الثانية، إن الوضع الفلاحي بالمغرب بخير، معتبرا أنه تم تجاوز مراحل الإنتاج، ويجب التركيز أكثر على التسويق الجيد وانعكاس الجودة على الفلاح المغربي.
وكشف الصحفي المختص بمجال الفلاحة، في حواره مع بيان اليوم، أن البرنامج الذي أنهى موسمه الثاني، وقف على نتائج مبهرة في المجال الفلاحي يخول لنا كبلد الريادة على المستوى الأفريقي وعلى المستوى العربي أيضا، مشيرا إلى أن المنتوجات خاصة المجالية التي تميز كل جهة من جهات المملكة أصبحت تسوق خارجيا، وأصبح للمستهلك المغربي كما الأجنبي ثقة بالمنتوج المجالي المغربي.
في سياق متصل، شدد بنداوود على أن جهة الداخلة وادي الذهب تشهد استثمارات كبرى لمجموعة من الفلاحين والمؤسسات التي تشتغل على الطماطم الكرزية والبطيخ الأخضر، مبرزا أنه لمس اجتهادا كبيرا، مؤكدا أن المنطقة تفتح الباب لليد العاملة من مختلف مناطق المغرب، حتى من العمق الأفريقي، إضافة إلى مساهمتها في ضخ العملة الصعبة بالاستثمارات مع الخارج.
وهذا نص الحوار:

< باعتبار برنامج خير لبلاد الأول من نوعه على القناة الثانية منذ ميلادها، ومنذ انطلاقه هو الآن على مشارف اختتام الموسم الأول والدخول في الموسم الثالث، فما تقييمكم لهذه المرحلة؟ وكيف كان تجاوب المشاهدين معه؟ وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
> خير البلاد قارب الآن مئة عدد، وهذا يقودنا للحديث عن مئة فكرة، مئة مبادرة، مئة تجربة، ويمكننا تصنيف هذه التجارب في خانة ما هو إنساني.
البرنامج حاول خلال هذه المدة التي لا تعد طويلة ولا قصيرة، استكشاف وإعادة فتح بوابة فلاحة البلاد من خلال لقائه بفلاحين وفلاحات مبادرين ومبادرات، بانفتاحه بالأساس على التجارب التعاونية، وبالتدقيق العنصر النسوي.
فمن خلال تقييمنا لمجموعة من الحلقات التي تم تصويرها والتي تجاوزت الثلث، شاهدنا عزيمة وإصرار على النجاح منقطعي النظير لدى العنصر البشري خاصة النسوي منه.
ووقف البرنامج على نتائج مبهرة في المجال الفلاحي يخول لنا كبلد الريادة على المستوى الأفريقي وعلى المستوى العربي أيضا، فالمنتوجات خاصة المجالية التي تميز كل جهة من جهات المملكة أصبحت تسوق خارجيا، وأصبح للمستهلك المغربي كما الأجنبي ثقة بالمنتوج المجالي المغربي.
وهذا لم يتأتى بمحض الصدفة بل نتيجة لبرامج مسطرة من بينها مخطط المغرب الأخضر الذي لا ننكر فضائله ومحاسنه، ومن جهة أخرى إثبات العنصر البشري لفاعليته وإصراره على التميز، بدليل أن لكل جهة من جهات المملكة منتوج معين يميزها.
وما يثلج الصدر أن هذه المنتوجات أصبحت تقدم بشكل يليق ويراعي المعايير الصحية، فإلى جانب الاهتمام بالمحتوى تزايد الاهتمام بالشكل الخارجي وكيفية تقديم المنتوج، أي أن التعاونيات أضحت تشتغل على التسويق باحترافية تعتمد على الخبرات والمؤسسات في هذا المجال، هذا فيما يخص الفعل التعاوني.
إضافة إلى ذلك هناك مجموعة من سلاسل الإنتاج التي شهدت تطورا كبيرا وحققت نوعا من الاكتفاء الذاتي، سواء في الإنتاج الحيواني والمستوى الذي بلغته خاصة فيما يخص اللحوم الحمراء، والاجتهادات على مستوى سلالات الأغنام بأنواعها في مختلف ربوع المملكة، حيث هناك مباريات وتنافس بين “الكسابة”، مما يفضي إلى تميز المنتوج المغربي عن باقي السلالات بالعالم.
أيضا سلاسل انتاج الحوامض، التمور، حيث اختلف الأمر عن سنوات الثمانينات والتسعينات، حيث كانت التمور بثمن رخيص ولم تكن تحظى بالحفظ مما كان يتسبب بفسادها، أما الان فأصبحنا نمتلك أصناف عدة، واستثمارات كبرى، حيث ولج للمجال مستثمرون خواص، والنتائج جيدة، فمثلا في منطقة بودنيب اثمرت نتائج تثلج الصدر، مساحات شاسعة من النخيل بأنواعه: المجهول، بوفقوص…
هذا بطبيعة الحال ينعكس على المستهلك، حيث يتسنى له الاختيار، تخلق دورة مالية، توفر مناصب للشغل، وتطوير خبرات وتقنيات مغربية، وبحث علمي لا يستهان به.

< كيف كانت بداية البرنامج، وما هي الأهداف التي كانت متوخاة منه؟ والان بعد موسمين، هل تم تحقيق تلك الأهداف؟
> طبعا الاشتغال كان قبل موعد بث البرنامج بشهور إلى أن اختمرت الفكرة، واشتغلنا على حلقتين نموذجيتين إلى أن اقتنعت الإدارة العامة، وكان هناك دعم من طرف الإدارة خاصة مدير مديرية البرامج زهير الزريوي، والذي أوجه له الشكر لثقته بنا، وتم لله الحمد البث الأول، في ذكرى عزيزة، إذ تتزامن مع الثالث من مارس، وكما نعلم هو تاريخ يتزامن مع عيد العرش في زمن المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وأيضا غداة الرابع من مارس هو يوم انطلاقة القناة الثانية، فأول حلقة كانت بتاريخ 3 مارس 2019، وكانت حول سلالة الاغنام الصردي، وقد حققت نسبة كبيرة من المشاهدة.
فالصحفي دائما تواق للأفضل، لذلك لا يمكننا القول بتحقيق جميع أهدافنا، لكن كان هدفنا الأسمى على مستوى خارطة برامج القناة الثانية هو أن يكون برنامج متخصص لا تتجاوز مدته بين 13 و17 دقيقة، حرصا على مدة زمنية مقبولة تخول شد انتباه المشاهد، وقمنا بمراعاة زوايا التصوير، لقطات تخلق دينامية إلى جانب عملية توضيب البرنامج التي حاولت أن تترجم مجهود الميدان، لهذا كان البرنامج مقسم إلى فقرات وهمية، فالبداية ببطاقة زياراة ثم روبورتاج لتفصيل الموضوع المرجو مناقشته، مع فتح الباب للمتدخلين، ثم يليه حوار حول تجربة معينة لمناقشتها أو حول مؤهلات المنطقة وأسباب نجاحها.
فالهدف بالأساس هو المواطن المغربي بمختلف شرائحه العمرية واختلاف مشاربه وتخصصاته، إلى جانب الفلاح، فنحن المغاربة نتميز بارتباطنا بالأرض، فعندما نقول “خير لبلاد” فالبلاد تمتلك الكثير من الخيرات، والبلاد هو مصطلح عالمي، فهي تختلف من حيث دلالتها عن العمارة والسينما أو المركب، فالبلاد هي الأرض، وبالتالي اختيارنا للعنوان مبني على رغبتنا في كشف ما تحتويه هذه الأرض وما جادت به سواعد قاطنيها.
أما تحقيقنا للأهداف من عدمه فنسبيا، باعتباري معد البرنامج ومقدمه بمعية باقي طاقم الفريق الذي يشتغل ضمن هذا البرنامج فيمكنني القول أننا حاولنا ونشعر برضى شبه تام على منتوجنا الذي نقدمه.
أبدأ الاشتغال مسبقا، حيث أدرس الفكرة، أسبابها والأمور المحيطة بها، إذ أحاول تصور الحلقة قبل الانطلاق لعين المكان. ففي عين المكان من دون شك تكون هناك بعض “الروتوشات” الطفيفة، على أساس أن كل حلقة هي مولود يسبقه مخاض نسهر على اخراجه بحلة ترضي المشاهد، ونحرص على اظهار المستجوب في الحلقة بالشكل الذي يتلاءم مع الرسائل التي يريد توجيهها.
فالبرنامج هو بطاقة زيارة ودعوة مفتوحة لمعرفة ما يزخر به هذا الوطن، ومن جهة اخرى هي دعوة للجهات المسؤولة لاجل دعم والاستمرار في دعم الفلاحة الوطنية، فنحن شئنا أم أبينا بلد فلاحي زراعي بامتياز.

< بالنسبة لبرنامجكم هل يستهدف جهة معينة بالتحديد أم يهتم بمختلف جهات التراب الوطني؟ وكيف يتم اختيار المناطق التي تتوجهون إليها؟
> من خلال الإعداد المسبق الذي أراعي فيه شخصيا اختلاف الأزمنة واختلاف أوقات السلسلة، فزيارتي تكون داخل جهة من جهات المملكة على أساس أن اشتغل ضمن كل جهة على أربعة مواضيع مختلفة، تسمح لمشاهد الحلقة أن يستشف مسار إنتاج كل منتوج من زراعته حتى تغليفه، مما يزيد برنامجنا فخرا، فالحمد لله استطعنا تصوير منتجات من بدايتها إلى نهايتها.
وقد استهدفنا جميع جهات المملكة، فمثلا سلسلة إنتاج زيت الزيتون هي تميز المغرب بأكمله، لكنني حاولت معالجتها بناء على اختلافها من جهة لأخرى، فعندما ألامس إنتاج زيت الزيتون بإقليم وزان أبني هذه الملامسة والمعالجة باختياري لنجاحات واجتهادات الفعل النسائي في إطار تعاوني استطاع إنجاح وتسويق المنتوج في الهند وفي دول أوروبية، إذن اعتمدت معالجتي لهذه الجهة على نجاح واجتهادات نساء المنطقة، أما مثلا إذا تطرق لزيت زيتون الشياظمة فسأتطرق له باعتبار وزنه الاقتصادي وحيازته على جوائز عالمية، فالمواضيع متشابهة لكن زوايا معالجتها ومقاربتها تختلف، وهو جوهر العمل الصحفي، فمثلا إذا نظرنا الى 3 او 5 حلقات حول زيت الزيتون فزاوية المعالجة تختلف باختلاف المنطقة.

< في إطار حديثنا عن الجهات، في مسيرتكم وصلتم إلى الأقاليم الجنوبية، كما بلغتم جهة الداخلة وادي الذهب، هل يمكنكم مقاسمة هذه التجربة مع قرائنا؟
> صراحة كل حلقة في جهة من جهات المملكة نشتغل عليها والفخر يغمرنا، كصحفي عندما أحاول معالجة موضوع ما، فإنني انصهر مع الموضوع، وأجد نفسي كأنني المعني بتلك التجربة، وفيما يخص زيارة جهة الداخلة قد سبقتها زيارة لجهة العيون الساقية الحمراء، وكان حضورنا على أراضي الجنوب يغمرنا فخرا ويزيد من شحنات عزيمتنا لإنتاج حلقة اكثر تميز، فمجموع التجارب المصورة هناك والتي كانت في شهر نونبر تزامنت مع ذكرى المسيرة الخضراء.
فالوضع الحالي للأقاليم الجنوبية لا يمكن إلا أن توحي بمستقبل زاهر ومتميز للمنطقة. فحضورنا كفريق بجهة الداخلة وادي الذهب سبقه تحضير، فمعالجتنا للمواضيع تقتضي عملا دؤوبا وبحثا مضنيا وتتبعا لكل جديد.
فمن خلال اشتغالي على هذه الحلقات، لا يمكن ‘لا ان يزداد شعورنا بالانتماء لهذا الوطن، وأنت تعاين هذا الزخم واجتهاد سواعد المغاربة وقوة الاستثمارات الموجهة للقطاع الفلاحي بالمنطقة، فعلى سبيل المثال الطماطم الكرزية، البيوت البلاستيكية المغطاة…

< نجد عدد من المواطنين لديهم تمثلات معينة حول أصناف الفلاحة حسب كل منطقة، فمثلا الفلاحة بدكالة وزيت الزيتون بمكناس وهكذا، لكن عند الحديث عن المناطق الجنوبية تذهب الأذهان للرمال والتمر والإبل فقط، حدثنا عن أنواع الفلاحة بتلك المنطقة؟
> يقال من رأى ليس كمن سمع، ففي تحضيري للحلقات، وكما اخبرتك هناك سواعد، ففي الجهة هناك استثمارات كبرى لمجموعة من الفلاحين والمؤسسات التي تشتغل على الطماطم الكرزية والبطيخ الأخضر، ونلمس اجتهادا كبيرا.
فحجم الصهاريج الكبرى، وكيف يتم ضخ المياه بشكل طبيعي، فجو الداخلة يلائم الفلاحة العصرية، فالضوء على مدار اليوم، فهو عنصر مساعد ويزيد من جودة المنتوج، ثم المنطقة تفتح الباب لليد العاملة من مختلف مناطق المغرب، حتى من العمق الافريقي… أيضا تساهم في ضخ العملة الصعبة بالاستثمارات مع الخارج.
بالاضافة أن شباب الداخلة يجتهدون بشكل كثيرا، مثلا هناك 15 شاب وشابة شكلوا مقاولات كأول تجربة في قطاع البواكير، والنتائج مبهرة، أيضا فيما يخص الفعل النسائي فلا يسعنا إلا تثمين مجهودات الدولة الموجهة لدعم الفعل النسائي.
بالنسبة لمنتوجات المنطقة فهي جد مميزة، فمثلا الكسكس الخماسي يشهد بموطنه أي المناطق الصحراوية وأيضا بجودته، ايضا حليب الإبل فهناك تعاونية تشتغل على أجبان الإبل…
ولا بد للإشارة إلى أن المثل الحساني يقول من لا يملك جملا لا يملك شيءا، فشساعة جهة الداخلة التي تبلغ مساحتها 13 مليون هكتار بها 13 مليون من المراعي الشاسعة، مما يجعل المنطقة تتبوأ المرتبة الاولى من حيث المراعي.
وهي خصوصية تميز ساكنة الجنوب، في القطاع البحري أيضا، فعند زيارتنا للمناء هناك وقفنا على ثراء الجهة، فالكل يشهد على مساهمة الجهة والتي تبلغ نصف المنتوج الساحلي الوطني، أيضا قطاع الأحياء البحرية الذي أعطاه جلالة الملك محمد السادس، الانطلاقة سنة 2011، واسهام وكالة تنمية الأحياء البحرية، فقط تمكنا من رؤية الجهود المبذولة في هذا الصدد الاعتناء وتربية الأحياء البحرية، فجهة الداخلة تتمتع بخليج يتميز بتنوع بيلوجي قوي.

< من خلال تجربتكم لموسمين، ما هي أبرز الملاحظات التي سجلتها لأجل تطوير الفلاحة ببلدنا؟
> لتطوير الفلاحة أولا يجب استمرار عجلة مخطط المغرب الأخضر، وفتح المجال أمام الشباب من خلال المبادرات التي أطلقها جلالة الملك “مبادرة انطلاقة وتيسير”. وأيضا مواكبتهم في إطار تكتلات وتعاونيات، وإعادة النظر في بعض التجارب كمجموعة التمكين الاقتصادي، حيث شهدت نجاحا في جهات وفشل في أخرى.
فبشكل عام من خلال المواضيع التي حاول برنامج خير البلاد ملامستها يمكن أن نقول إن الوضع الفلاحي بالمغرب بخير، فقد تخطينا مراحل في الإنتاج، لذلك يجب أن نركز أكثر على التسويق الجيد وانعكاس الجودة على الفلاح المغربي.

> حاوره: عبد الصمد ادنيدن

Related posts

Top