بنعبدالله: الشباب مدعو إلى الانخراط بقوة في الحياة السياسية لتسريع تنمية المغرب

أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، مساء أول أمس الأربعاء، على أن الشباب مدعوون اليوم إلى الانخراط بقوة في الحياة السياسية للمساهمة في تسريع مسلسل التنمية ومواكبة التحولات التي يعرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة.
وأبرز بنعبد الله، في ندوة حول موضوع «الشباب والحياة السياسية بالمغرب»، منظمة في إطار الجامعة المواطنة لمؤسسة «أش أو إم»، أن المغرب قطع خطوات هامة منذ بداية القرن العشرين، بفضل الشباب الذين انخرطوا في حركة الاستقلال وضحوا بأنفسهم من أجل بناء المغرب الحديث، مغرب الحق والقانون والديموقراطية، معربا عن الأسف ل «الابتعاد التدريجي» للشباب عن الشأن العام كما هو ملاحظ اليوم.
وعزا الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية نفور الشباب من السياسة إلى عدد من الإشكاليات التي تعرفها الساحة السياسية الوطنية حاليا، خاصة على مستوى الخطاب السياسي بالمغرب الذي تهيمن عليه السجالات والمشاحنات اللفظية وكثرة الجدالات، معتبرا أن «الممارسة السياسية لا تساهم في منح نموذج جيد للشباب».
على صعيد آخر، حذر بنعبد الله الشباب من الانسياق وراء بعض الأفكار الخاطئة، والتي تضع كل الفاعلين السياسيين وأحزابهم في سلة واحدة، موضحا أن «الشباب هم أول من يدفع ثمن ذلك».
وفي معرض تعليقه عن نتائج دراسة حديثة قامت بها المندوبية السامية للتخطيط، أشار السيد بنعبد الله إلى أن الشباب المستجوبين والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة لديهم نظرة «إيجابية» و«متفائلة» بشأن المستقبل السياسي والاقتصادي للبلد.
ولتعزيز هذا الخطاب المتفائل الذي يسمح للشباب بالانخراط حقيقة في حركة التغيير، أشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى ضرورة التوفر على «إرادة سياسية قوية لدى كل المؤسسات بالبلد، بهدف ضمان توفر شروط المشاركة المواطنة، وأيضا استعادة الاهتمام بالشأن العام لدى الشباب ولدى مختلف الطبقات الاجتماعية».
واعتبر أن تحقق هذا الأمر «رهين ببعث رسالة مصداقية وثقة للشباب، والسماح لهم بالتكفل بشؤونهم والانخراط في الحركية الاجتماعية».
وقال Yنه «بالرغم من كل هذه المعيقات، نجح المغرب خلال السنوات الأخيرة في فتح طريق إرساء الديموقراطية والانخراط في مسلسل الإصلاحات الاقتصادية والتأهيل»، مبرزا على سبيل المثال نموذج جهة طنجة – تطوان – الحسيمة التي عرفت تطورا اقتصاديا كبيرا.
وخلص إلى أنه «للمواصلة على هذا النهج، فنحن بحاجة، في إطار الدينامية التي أرساها جلالة الملك محمد السادس مع القوى الحية بالمملكة، إلى نفس جديد لبلوغ مستوى أعلى من البناء الديموقراطي، ومراجعة نموذج التنمية الاقتصادية، والمضي قدما نحو نموذج اجتماعي قادر على ضمان المساواة والعدالة والتقليل من الفوارق بين الجهات والطبقات الاجتماعية، وأيضا تحسين أنظمة التعليم والصحة».
يشار إلى أن الجامعة المواطنة لمؤسسة «أش أو إم» تهدف إلى إغناء روح الانفتاح وتطوير ثقافة الحوار والنقاش والمواطنة الفاعلة، من خلال ندوات تؤطرها شخصيات سياسية واقتصادية وجامعيون وخبراء. وخلال هذه الدورة، تتوزع الندوات على ثلاثة محاور كبرى تتمثل في «المؤسسات، والحياة السياسية وحقوق الانسان»، و»الاقتصاد وتدبير المقاولات»، و»الفكر والمجتمع».

Related posts

Top