بنعبد الله يترأس تجمعا حاشدا بمناسبة افتتاح المؤتمر الجهوي لجهة الدار البيضاء – سطات لحزب التقدم والاشتراكية

قال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن اختيار حزب «الكتاب» التموقع في المعارضة، مبني على تحليل دقيق للمشهد السياسي خلال المرحلة الحالية.
وأضاف نبيل بنعبد الله الذي كان يتحدث أول أمس السبت، في افتتاح المؤتمر الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة الدار البيضاء – سطات، أن الخروج من الحكومة والتوجه للمعارضة جاء ردا على ارتكان الأغلبية الحكومية الحالية إلى تدبير حكومي يفتقد إلى أي نفس سياسي حقيقي يمكن من قيادة المرحلة، ويسمح بالتعاطي الفعال مع الملفات والقضايا المطروحة، مضيفا أن هذا الخروج جاء أيضا لكون العلاقات بين مكونات الحكومة «خيمت عليها الصراعات والتجاذبات والحسابات والممارسات السلبية».
وأوضح بنعبد الله، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي تميزت بحضور نخبة وازنة من قادة الحزب وطنيا وجهويا، وجمهور غفير من المتعاطفين والمناضلين من سكان الدار البيضاء، ضاقت بهم جنبات المركب الثقافي مولاي رشيد، أن الوضع غير السوي للأغلبية الحالية لا يتيح التجاوب بالقدر اللازم والكافي مع التوجيهات الملكية المؤطرة للتعديل الحكومي، ومع انتظارات وتطلعات المواطنات والمواطنين..
وشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أن حزب «الكتاب» سيظل حزبا وطنيا تقدميا يعمل، من كل مواقعه، من أجل الإصلاح والديمقراطية، ويناضل من أجل تغيير أوضاع البلاد والشعب نحو الأفضل، ويساند بروح بناءة كل المبادرات الإيجابية، ويناهض بكل قوة كل ما من شأنه أن يقوض جهود البلاد وتضحيات الجماهير من أجل بناء مغرب الديمقراطية والتقدم والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وعاد الأمين العام ليوضح، في افتتاح هذا المؤتمر الذي يعد المحطة التنظيمية الثانية بعد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية، بعد المؤتمر الجهوي لسوس ماسة، أن قرار مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة كان قد تأسس على «نفس ومنطق وهدف الإسهام في الدفع بالإصلاح»، وتبلور قرار المشاركة في سياق تاريخي اقتضى سعي الحزب إلى أن يكون قوة فاعلة في مرحلة ما بعد اعتماد دستور سنة 2011 وما فتحه من آفاق بناء الدولة القوية بمؤسساتها وديمقراطيتها والقائمة على العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة.
 كما ذكر بنعبد الله بإسهامات الحزب البينة في ما تحقق من مكتسبات لصالح الوطن والشعب، سواء منذ بدأ مشاركته في تدبير الشأن العام مع حكومة التناوب التوافقي، أو خلال المرحلة التأسيسية لما بعد الدستور الجديد، وذلك على مستويات عدة، خاصة فيما يرتبط بتعزيز التراكم الديمقراطي، وتقوية البناء المؤسساتي، والتعاطي الفعال مع العديد من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذات الصلة بالمعيش اليومي للمواطنات والمواطنين..
وأبرز المتحدث أن حزب القدم والاشتراكية، بعد مسار تميز دوما بالدعوة إلى الإصلاح والنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبالتنبيه إلى السلبيات، «ضاقت به الأيام»، ولم يعد بإمكانه الاستمرار داخل حكومة غير قادرة على الإصلاح السياسي، وعاجزة عن مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في ظل تنافر المكونات المشكلة لها، وبالتالي، يضيف المتحدث، اختار الحزب المعارضة «التي لا تخيفه، لأنه جاء من صلبها، ومارسها لأزيد من خمسة عقود، أيام العمل السياسي السري وفي زمن الاعتقال والترهيب».
وشدد نبيل بنعبد الله على أن مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية مطالبون، في هذه المرحلة، بتوطيد وحدة الحزب، وتحسين أدائه، ومواصلة الانفتاح على جميع المواطنات والمواطنين، والاستمرار في الكفاح والنضال من أجل غد أفضل للمغرب ولكافة المغاربة، وخاصة لسكان الدار البيضاء الذين يوجدون في أمس الحاجة لاستنشاق هواء جديد، وللعيش بكرامة وفي جو تنتفي فيه مظاهر الفساد، والرشوة، والريع.
وقال بنعبد الله إن حزب التقدم والاشتراكية هو وليد مدينة الدار البيضاء، و»نعتز بالأسماء البارزة التي قادت حزبنا من قلب العاصمة الاقتصادية، كعلي يعته، وعبد السلام بورقية، وعبد الله العياشي، وعبد المجيد الذويب، وشعيب الريفي، ومحمد القوقجي، والحاج أوبلا، وعزيز بلال، وأسماء كثيرة ناضلت داخل هذه المدينة المليئة بتناقضات ومفارقات نجمت عنها هزات اجتماعية في سنوات 1952 و1965 و1981 و1984 و1990، انتهاء بحركة 20 فبراير 2011 .
وبنبرة الحانق على الأوضاع المتردية للعاصمة الاقتصادية التي، رغم ما بذل فيها من مجهودات، لازالت العديد من أحيائها تعاني الفقر والتهميش، دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المناضلات والمناضلين بهذه المدينة إلى استعادة دورهم النضالي والكفاحي والتواجد في كل المواقع والأحياء البيضاوية، وفي صلب كل الحراكات التي تقع بها، على مقربة من المواطنات والمواطنين، لممارسة معارضة مسؤولة وبناءة، مستحضرين دوما انتماءهم لفكر التقدم ومناشدتهم للاشتراكية.
وهي دعوة وجهها نبيل بنعبد الله لكل رفيقاته ورفاقه على امتداد التراب الوطني، مؤكدا أن المغرب بحاجة إلى آلية سياسية وأحزاب قوية، قادرة على تأطير المواطنين ونقل مطالبهم وإيصالها ومحاولة إيجاد إجابة لها، وإلى العودة للجو الذي ساد إثر اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، والذي ميزته أوراش كبرى ولعبت فيه الأحزاب السياسية دورا هاما وحيويا.
وكان اللقاء قد انطلق بتوطئة لأحمد بوكيوض، عضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، أوضح فيها أن تزامن انعقاد المؤتمر الجهوي لجهة الدار البيضاء – سطات مع التطورات الأخيرة التي عرفتها البلاد هو «مجرد صدفة ولا علاقة له بانتقال الحزب إلى المعارضة»، مشددا على أن حزب «الكتاب» يتميز بمشروعيته وهويته ومبادئه وقيمه الوطنية الأصيلة، وبنضالاته المريرة، خاصة في جهة الدار البيضاء – سطات الممتدة من الدار البيضاء إلى سهول دكالة.
وأوضح أحمد بوكيوض أن هذه الجهة تتميز بمجموعة من المعطيات المتناقضة وتطرح أكثر من سؤال حول القضايا المطروحة أمامها وحول مدى توفر شروط بلورة الأهداف المطلوبة من الجهوية المتقدمة.
هذا وبعد نقاشات ومداخلات متنوعة، تمت خلال هذا اللقاء، المصادقة بالإجماع على البيان الصادر عن المؤتمر، وعلى رؤية الحزب لأولويات التنمية بالجهة وعلى لائحة المجلس الجهوي الذي انتخب بدوره، وبالإجماع، الرفيق جعفر خملاش كاتبا جهويا لحزب الكتاب بجهة الدار البيضاء – سطات .
يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية لجهة الدار البيضاء – سطات عرفت حضور كل من مصطفى الرجالي، وأحمد زكي، وثريا الصقلي، وأحمد الزايدي، وعبد الرحيم بنصر، وعائشة لبلق، ورشيد روكبان أعضاء المكتب السياسي، والمحجوب الكواري وأحمد بوكيوض عضوي مجلس الرئاسة، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية منهم رشيدة الطاهري ومصطفى لبرايمي وعبد الإله الشيكر، وسعيد النميلي برلماني عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، وممثلين عن جهة الدار البيضاء – سطات، وممثلين عن المجالس الإقليمية والجماعية، وممثلي بعض الأحزاب والنقابات والجمعيات الفاعلة في العاصمة الاقتصادية..

مصطفى السالكي
تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top