بي.بي النفطية توجه بوصلتها نحو الطاقة المتجددة

أكدت شركة بي.بي البريطانية النفطية أن استهلاك النفط الأحفوري سيواصل الانهيار في ظل ضبابية سوق النفط جراء جائحة كورونا ما دفعها إلى تعديل بوصلة اهتماماتها نحو استثمار الطاقة المتجددة.
وقالت شركة بي.بي للنفط والغاز إنه من المتوقع انخفاض استهلاك الوقود الأحفوري لأول مرة في التاريخ المعاصر بعد أن عززت السياسات المناخية الطاقة المتجددة في الوقت الذي ستترك فيه جائحة فايروس كورونا تأثيرا دائما على الطلب العالمي على الطاقة.
وتؤكد توقعات بي.بي المرجعية للطاقة لعام 2020 الاستراتيجية الجديدة للرئيس التنفيذي برنارد لوني “لتجديد” شركة النفط والغاز التي يبلغ عمرها 111 عاما من خلال التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والكهرباء.
وتتوقع الشركة التي مقرها لندن انتعاش النشاط الاقتصادي العالمي بشكل جزئي فقط بعد الجائحة خلال السنوات القليلة المقبلة مع تخفيف القيود على السفر. ولكن بعض “التأثيرات الدائمة” مثل العمل من المنزل سيؤدي إلى إبطاء النمو في استهلاك الطاقة.
وتأتي هذه المتغيرات في سياق طرح الإشكاليات التي فرضها انهيار النفط في العالم حيث تزايدت المؤشرات على وصولها إلى نفق مسدود خصوصا مع ظهور شبه تكيف عالمي مع تداعيات الوباء ظهر من خلال تزايد الرهانات على العمل المنزلي والتعويل على التكنولوجيا لتنظيم الفعاليات، فضلا عن تكثيف التوجهات نحو الطاقة المتجددة لتغطية الحاجة في وقت تتصاعد فيه المطالب بالحد من انبعاثات الكربون.
وبات العالم في ظل تواصل تداعيات كورونا يعتاد على مواصلة الحياة دون الحاجة إلى النفط، الأمر الذي سرع عملية التحول نحو مصادر الطاقة البديلة، ما يضاعف المتاعب أمام البلدان النفطية ويهدد توازناتها المالية في ظل ضبابية وانعدام مؤشرات لاستشراف نهاية الأزمة.
وشهدت أسعار الخام تراجعا خلال أول موجة إغلاق ناجمة عن فايروس كورونا المستجد حيث تهاوت أسعار العقود الآجلة إلى ما دون الصفر، نتيجة انخفاض الطلب العالمي مع توقّف حركة الطيران وحتى التنقل برا بالسيارات جرّاء الإغلاق.
ومددت بي.بي هذا العام توقعاتها إلى عام 2050 كي تتوافق مع استراتيجية الشركة لخفض انبعاثات الكربون من عملياتها إلى لا شيء تماما بحلول منتصف القرن.
ويشمل ذلك ثلاثة سيناريوهات تفترض مستويات مختلفة من السياسات الحكومية التي تهدف إلى الوفاء باتفاقية باريس المناخية لعام 2015 للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض لأقل من درجتين مئويتين من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وتتوقع الشركة بموجب السيناريو الأساسي أن يؤدي كوفيد -19 إلى خفض نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2025 ومليوني برميل يوميا بحلول عام 2050.
في اثنين من السيناريوهات الجريئة سيعجل كوفيد – 19 التباطؤ في استهلاك النفط مما يؤدي إلى بلوغه ذروته مثلما حدث العام الماضي. في السيناريو الثالث يبلغ الطلب على النفط ذروته في عام 2030 تقريبا.
وعلى المدى الطويل من المتوقع تباطؤ الطلب على الفحم والنفط والغاز الطبيعي بشكل كبير.
وقال سبنسر ديل كبير الاقتصاديين في شركة بي.بي للصحافيين إنه على الرغم من أن نصيب هذه الأنواع من الوقود تراجع في الماضي كنسبة مئوية من إجمالي استهلاك الطاقة فإن استهلاكها لم يتقلص مطلقا من حيث القيمة المطلقة.
وقال إن التحول في الطاقة “سيكون حدثا غير مسبوق لم يحدث مطلقا في التاريخ المعاصر أن تراجع الطلب جراء أي حدث قائم”.
وقال إنه في نفس الوقت “يزيد نصيب الطاقة المتجددة بشكل أسرع من أي وقود عرف في التاريخ على الإطلاق”.
وأضاف ديل أنه حتى مع توقع زيادة الطلب على الطاقة نتيجة النمو السكاني والاقتصادات الناشئة فإن مصادر الطاقة ستتحول بشكل مثير إلى المصادر المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية.
ومن المتوقع انخفاض حصة الوقود الأحفوري من 85 في المئة من إجمالي الطلب على الطاقة الأولية في 2018 إلى ما بين 20 في المئة و65 في المئة بحلول 2050 في السيناريوهات الثلاثة.
في الوقت نفسه من المتوقع نمو نصيب مصادر الطاقة المتجددة من 5 في المئة في 2018 إلى 60 في المئة بحلول 2050.
وقالت بي.بي في توقعاتها إن النمو في النشاط الاقتصادي العالمي سيتباطأ “بشكل كبير” خلال الثلاثين عاما المقبلة من متوسطه السابق على مدى عشرين عاما وذلك إلى حد ما نتيجة التأثيرات الدائمة لجائحة كورونا بالإضافة إلى تفاقم تأثير تغير المناخ على النشاط الاقتصادي ولاسيما في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وتجمع تقارير على أن فايروس كورونا سيحدث تغييرات عميقة بتغييره لمفاهيم عديدة وخلقه لأساليب جديدة في العمل عن بعد، ما يقلص الحاجة إلى التنقل واستخدام الوقود، فضلا عما قد يحدثه في ما يتعلق بالإقبال على السفر مجددا.
نافذة
انتعاش النشاط الاقتصادي لن يخفي التأثيرات الدائمة مثل العمل المنزلي الذي سيؤدي إلى إبطاء استهلاك الطاقة

Related posts

Top