تألق الأجانب

كانت جامعة كرة القدم محقة في رفضها الملتمس الذي تقدمت به بداية هذا الموسم بعض الأندية الوطنية بخصوص قانون التعاقد مع اللاعبين الأجانب، مصممة على تطبيق القانون الذي تم تعديله خلال السنة الماضية، والذي ينص على ضرورة توفر أي لاعب أجنبي يريد الممارسة في الدوري المغربي على عشر مباريات دولية مع منتخب بلاده.

   وإعطاء الحق للجامعة في قرارها، راجع إلى المردودية المرتفعة التي أصبحت تلاحظ بالنسبة لمجموعة من اللاعبين الأجانب بالبطولة الاحترافية، فمنذ بداية هذا الموسم، يتزايد دورة بعد أخرى الثقل الذي أصبح يمثله لاعبون أغلبهم أفارقة داخل فرقهم سواء على مستوى التهديف، أو بباقي المراكز بخط الدفاع كما في وسط الميدان، كما ارتفع العدد بعد السماح باعتماد أربعة لاعبين لكل فريق في التشكيلة الرسمية.

وجاءت قرارات الجامعة ردا على مطالب بعض الفرق الوطنية التي ألحت على ضرورة تعديل هذا القانون، حتى تتمكن من التعاقد خلال فترة الانتقالات، مع مواهب صغيرة السن، وفق الإمكانيات المادية المتوفرة لديها، مادام واقع الحال لا يسمح بعقد صفقات مهمة  مع لاعبين دوليين معروفين.

صحيح أن  شرط  10 مباريات دولية، أحدث في البداية  رجة داخل الأندية، وقلص من إمكانية الاعتماد على الأجانب، خاصة في غياب السيولة المالية الكافية، التي تمكن من التعاقد مع أسماء كبيرة، ومنافسة أندية أوروبية على خطف مواهب ونجوم متمرسة ومتمكنة من عطائها،  ورغم ذلك فقد لوحظ في هذا الإطار اجتهاد بعض الفرق على المستوى المالي، لكن بدون تعميم في هذا المجال، إذ تظهر بين الفينة والأخرى أزمات مالية خانقة بالعديد من الفرق الوطنية.

يحدث هذا في وقت صنف فيه الدوري المغربي الأول إفريقيا من حيث المستوى والقيمة الفنية والتقنية، والثالث أيضا إفريقيا، في ترتيب أغنى الدوريات على الصعيد القاري، متقدما على دوريات كل من الجزائر تونس، وغانا، حيث تعود الصدارة لدوري جنوب إفريقيا، يليه الدوري المصري الممتاز.

ولعل أبرز ملاحظة بالنسبة لأجانب الدوري المغربي وجود عدد كبير من الماليين، إذ أصبحت بطولة القسم الأول فقط، تضم 21 لاعبا ماليا، أي ثلث اللاعبين الأجانب داخل هذه الدرجة، مع وجود كبير أيضا بالقسم الثاني الذي يسمح فيه بوجود ثلاث أجانب خلال المباريات.

وبصفة عامة هناك أسماء كثيرة تبرز بقوة داخل الأندية ولعل أبرزها الهداف الطوغولي بنهضة بركان، لابا كودجو فودوه، الذي يتربع على صدارة ترتيب هدافى البطولة، وهناك أيضا الثنائي الإيفواري بنفس الفريق  آلان تراوري ويوسوفا دايو، وهناك الشيخ كومارا بالوداد،  ومابيدي بالرجاء وموكوكو باتحاد طنجة، وساماكي بالكوكب المراكشي، وكوليبالي من سريع وادي زم، ومسوفا بالدفاع الحسني الجديدي، وغيرهم من الأجانب المتألقين. 

إذن للقرار ايجابيات رغم أن الأغلبية الساحقة عارضته بقوة، والوحيد الذي استمات في الدفاع عنه وآمن به هو فوزي لقجع الذي يحسب له أنه يعيش كرة القدم بكل تفاصيلها…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top