تأهيل صعب وإقصاء مر

مرت 48 ساعة صعبة على كرة القدم الوطنية، تنوعت بين التفوق والإخفاق، بين الحضور والغياب، والأمر يتعلق بمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم.
48 ساعة امتزت فيها فرحة التأهيل بمرارة الإقصاء، قابلهما نجاح جماهيري لافت، ومشاكل بالجملة على مستوى التنظيم، بوجود شركة مفوضة، مفروضة فرضا، وجاثمة بنفوذها على صدر البيضاويين.
مساء الجمعة، وعلى أرضية مركب محمد الخامس، وأمام جمهور قياسي، اصطدم فريق الرجاء البيضاوي، بصفوف غير مكتملة، وغير جاهزة عدة وعتادا، بنادي الأهلي المصري، صاحب التجربة الغنية والخبرة الطويلة.. مميزات مكتسبة، أهلت هذا الفريق العريق لمواصلة المسار، حتى ولو لم يكن في أفضل حالاته.
انتهت المواجهة المثيرة، بتأهيل مستحق لنادي القرن في إفريقيا، على حساب فريق رجاوي مكون من خليط غير منسجم من اللاعبين، منهم القدامى والجدد، لم يتمكنوا من تشكيل مجموعة متجانسة قادرة على مواصلة المغامرة، ليعتبر مجرد الوصول إلى دور الربع، بمثابة إنجاز مقبول، في ظل مجموعة من العوامل والإكراهات التي أضعفت حظوظه…
إكراهات ناتجة عن قرارات خاطئة من طرف إدارته، من بينها، بيع أبرز اللاعبين، وفشل عملية الانتدابات، وغياب الاستقرار على مستوى الطاقم التقني، وضعف شخصية المسيرين، وهرولتهم للركوب على أمواج الشعبوية الهدامة، دون استحضار العواقب المحتملة التي تهدد كيان النادي ومستقبله.
بعد الجمعة، جاء موعد السبت، بنفس الملعب الذي شهد فضيحة مدوية، تتمثل في الحالة السيئة التي وجد عليها المركب، من جراء الأوساخ والأزبال، وبقايا الطعام، دون أن تتفضل الشركة المسؤولة على القيام بعملية التنظيف، تدخل في صميم تخصصها وعملها.
هذه المباراة الثانية، جمعت فريق الوداد البيضاوي بنادي شباب بلوزداد الجزائري، وكالعادة تم تسجيل حضور لافت لجمهور تميز هذه المرة، بتنظيمه وطريقة تشجيعه، وقيمة الرسائل التي رفعها.
كان للهدف الموقع بالجزائر، امتياز كبير لصالح بطل المغرب، رغم أن المهمة لم تكن أبدا سهلة في الإياب، أمام فريق جزائري، جاء للدفاع عن حظوظه إلى آخر رمق، وكان بإمكانه خلق المفاجأة.
موضوعيا، حالف الحظ كثيرا الوداد، بالحفاظ على نظافة شباكه، بعد تعدد اللحظات العصيبة والتهديدات الحقيقية، والحالات المثيرة، والتي تطلبت الرجوع أكثر من مرة لتقنية حكم الفيديو المساعد.
عرض الفريق المغربي لم يكن في المستوى المطلوب، إذ أظهر عجزا واضحا عن خلق الفرص، وأخفق في ممارسة الضغط على مرمى الحارس الجزائري، هذا الأخير طرد في الدقائق الأخيرة، مما خفف من الضغط الذي مورس بقوة على مرمى رضا التكناوتي.
تأهل الوداد بفضل هدف الذهاب، بينما غادر الرجاء المنافسة، ليضمن حضور مغربي بالمربع الذهبي، ويكون على موعد مع مواجهة ثانية لبيترو أتلتيكو الأنغولي، بينما يلتقي الأهلي بوفاق سطيف الجزائري، حيث تسجل مرة أخرى سيطرة أندية شمال إفريقيا على هذه المسابقة القارية.
فهل تكرر الوداد إنجاز سنة 2017؟ أمنية نتمنى صادقين أن تتحقق، وأن لا يغيب مرة أخرى الحضور المغربي بمنصبة التتويج…

>محمد الروحلي

Related posts

Top