تتويج الأفلام القصيرة الفائزة بمسابقة “أنا مغربي”

 تم تتويج الأفلام القصيرة الفائزة بمسابقة “أنا مغربي” التي يسهر على تنظيمها المعهد الفرنسي المغربي، حيث نال أشرف عباسي جائزة الجمهور عن شريطه “شباب اليوم” الذي يتناول قضية عطالة الشباب.

 وحاز شريط “كازاوي” لبنصالح إيهاب جائزة خاصة، وهو يتناول موضوع اللصوصية بالاعتماد على تقنيات جديدة في الإخراج.

 ونال شريط “اعمل به لأجلك” لأسامة أيت ياسين، جائزة الشركة العامة، وهو يرصد العلاقات الإنسانية المثالية التي باتت نادرة.

 وكانت جائزة التحكيم الثالثة من نصيب شريط “ليلة مدينتي” لعلي ويخان، وهو يتناول أحلام الطفولة. 

 أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب علي بنزكري عن شريطه “تذكرة سفر” الذي يرصد الحياة اليومية في علاقة الإنسان مع الآلة.

  في حين كانت الجائزة الأولى لشريط “مثالية الجدار” لناجي اشبل الذي اشتغل فيه المخرج على البعد الرمزي للمدينة. 

 لقد سعت الأفلام المتبارية الإجابة عن أسئلة، من قبيل: كيف يمكننا العيش معا في المدينة؟ ماذا يجب القيام به لبناء مكان للعيش المشترك؟ كيف نتصور مدينة الغد؟ 

 وتشكلت لجنة التحكيم من الفنانة لطيفة أحرار (رئيسة)، وعضوية كل من: المهندسة المعمارية سليمة المنجرة، والمديرة العامة لجا وجاب فاطمة الزهراء بنشرقي، والباحث السينمائي حميد عيدوني، ومحافظة المتحف اليهودي بالمغرب زهور رحيحل.

 وبمناسبة هذا التتويج الذي احتضنه المعهد الثقافي الفرنسي بمدينة الدار البيضاء مساء أول أمس، أشار المدير العام للمعهد جون برثون إلى أن هذه التظاهرة الفنية التي بلغت دورتها الرابعة، وراءها طموح لتشجيع الشباب على الاشتغال بمهن الصورة، وتشجيع المواهب على معالجة القضايا الكبرى للمجتمع، من خلال إنجاز أشرطة بواسطة الهاتف النقال، لا تتجاوز تسعين ثانية، حيث تم التوصل بأزيد من ثلاثمائة اقتراح، اختارت منها لجنة التحكيم ستة أعمال للتباري على جوائز المسابقة التي تشتمل على مكافآت مادية.

 وكانت تيمة هذه الدورة – يضيف مدير المعهد- تتمثل في المدينة، باعتبار أغلبية الساكنة تقطن بها، وباعتبار كذلك للأدوار التي تلعبها على عدة أصعدة: الاقتصاد، الديمقراطية.. إلى غير ذلك، وبالنظر أيضا إلى المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها، من حيث عدم القدرة على التحكم في نموها، وسيادة مظاهر التلوث والاكتظاظ وسوى ذلك من الجوانب القاتمة التي تميزها.

 وذكر مدير الشركة العامة التي ترعى هذه المسابقة جيروم جاكسي، أن دعمها للأفلام القصيرة يدخل في إطار اهتمامها بالتوعية بالجانب البيئي وبالتنمية الاقتصادية، وشدد على أهمية تناول تيمة العيش المشترك بالمدينة في هذه الأفلام، على اعتبار أن ذلك يساهم في التحسيس بأهمية الاختلاف والتنوع الثقافي، من أجل العيش بشكل أفضل. ولعل هذه المسابقة بمثابة دعوة الشباب للتفكير في محيطهم والتعبير عن معيشهم اليومي.

 وألقت المهندسة المعمارية سليمة المنجرة عرضا تناولت فيه ضروريات العيش المشترك، والجوانب السلبية التي تتخبط فيها المدينة، علما بأن لكل مدينة خصائصها.

 ورصدت المهندسة التطور التدريجي الذي عرفته المدينة المغربية، مركزة بالخصوص على الدار البيضاء والرباط، من حيث الاندماج الاجتماعي وفي المجال الجغرافي، وانتقال القيم من جيل إلى آخر، مع احترام العادات والتقاليد. ثم العناصر الجديدة التي تم إقحامها في هذا الفضاء، كما يتجلى ذلك من خلال الهندسة الجديدة وبروز فضاءات للتسلية: الشاطئ، السينما، المسرح.. إلى جانب بروز فوارق على مستوى الأحياء السكنية.

 كما رصدت المهندسة سليمة المنجرة تحولات أخرى طارئة، تتجلى بالخصوص في انحصار سبل التواصل الطبيعي، بسبب هيمنة الوسائل التكنولوجية الجديدة، وكذا مواجهة المهاجرين من أفريقيا السوداء الذين قرروا الإقامة والاستقرار ببلدنا، مما يدل على رسوخ قيم القبول بالآخر رغم اختلاف النوع واللغة والدين.

 أما رئيسة لجنة تحكيم هذه المسابقة الفنانة لطيفة أحرار، فعبرت عن فرحها باهتمام الشباب بالفن وتعطشه للخلق والإبداع. كما عبرتها عن مفاجأتها ببروز أسماء شابة ذات طاقات إبداعية هائلة في مجال التعبير بوساطة فن الصورة، وأنه علينا الإنصات إليهم، فلديهم أشياء رائعة -حسب تعبيرها- وأشادت بنضج أعضاء لجنة التحكيم الذين اشتغلت بجانبهم لاختيار أفضل الأفلام المقترحة لهذه المسابقة.

  وشددت على أن الشباب بحاجة إلى فضاء للتعبير والإبداع، وأن انخراط المشاركين في هذه المسابقة يعبر عن التحدي، سيما وأنهم كانوا مطالبين بالحكي عن فضاء المدينة في أفلام لا تتعدى تسعين ثانية، وهو أمر ليس بالهين حتى لدى المخرجين العالميين.

 وفي تقييمها لمجمل الأفلام المشاركة في هذه المسابقة، ذكرت أنها تترجم الشعور بالمدينة من الداخل، وليس عرضها باعتبارها بطاقة بريدية سياحية، فكل متباري يحكي عن المدينة بطريقته الخاصة، ويقدم نظرته الخاصة عنها، بصورة تذهلنا وتحركنا، وكذا تخيفنا، لقد كانت مغامرة جميلة، على حد تعبيرها.   

 عبد العالي بركات

Related posts

Top