تجديد اتفاقية الشراكة بين وزارة الثقافة والتعاضدية الوطنية للفنانين

وقع وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي يوم الجمعة الماضي اتفاقية مع رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين، الفنان الحاج يونس، يتم بمقتضاها تقوية الدعم الذي تقدمه الوزارة للتعاضدية فيما يتعلق بالتغطية الصحية التي تختص بها هذه الأخيرة لفائدة الفنانين والمبدعين وذويهم، والتي أصبح مجالها يشمل أيضا فئة “التقنيين والإداريين العاملين في القطاع”. وبموجب هذه الاتفاقية ارتفع الغلاف المالي الذي تخصصه وزارة الثقافة لدعم تعاضدية الفنانين المغاربة إلى ثلاثة ملايين درهما سنويا بعد أن كان منحصرا في مليوني درهم سنويا منذ تأسيس التعاضدية.
وخلال حفل التوقيع الذي احتضنه مقر وزارة الثقافة، وحضره الكاتب العام للوزارة، وأعضاء المكتب المسير للتعاضدية  يتقدمهم الرئيس الفنان الحاج يونس، بمعية الكاتب العام للتعاضدية المؤلف المسرحي  الحسين الشعبي، والفنان التشكيلي عبد الحي الملاخ، والمدير العام للتعاضدية الكاتب المسرحي محمد قاوتي، وعدد من الفنانين، نوه وزير الثقافة بالجهود المبذولة من طرف المكتب المسير للتعاضدية الوطنية للفنانين وكل مستخدميها في تدبير الخدمات الصحية المقدمة للمنخرطين وذويهم. وقال محمد الأمين الصبيحي “إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار الدعم الذي تحرص الوزارة على تقديمه للتعاضدية حرصا على إضفاء المزيد من النجاعة على تدخلاتها، خاصة وأن التعاضدية تعد الإطار الأساسي لتمكين الفنان المغربي من الحصول على الخدمة الاجتماعية الصحية، وذلك في انتظار إرساء آلية عمومية للتغطية الصحية في إطار القانون الجديد للفنان المغربي، والذي سيتمكن من خلاله هذا الأخير، من الاستفادة من أحكام المقتضيات الخاصة بحوادث الشغل، والضمان الاجتماعي والتغطية الصحية الأساسية، إذ بموجبه ستعمل السلطة الحكومية المكلفة بالثقافة على إحداث آلية لتمويل الخدمات الاجتماعية الخاصة بالفنانين”.
وأكد الوزير على  استعداد الوزارة  لمواكبة التعاضدية في مسار تأهيل آلياتها والرفع من مستوى الخدمات ذات الطابع الاجتماعي التي تقدمها، والتي تستهدف من خلالها حفظ كرامة الفنان وتأمين وضعه الاعتباري.
هذا، وفي تفاعله مع طرح الفنان رشيد الوالي حول وضعية عدد من الفنانين الرواد الذين يعيشون أوضاعا صحية واجتماعية حرجة تتطلب الانكباب بجدية عليها تقديرا للعطاءات التي أسدوها للحقل الفني المغربي على مدى عقود، كشف محمد أمين الصبيحي، أن الوزارة تدفع في اتجاه إحداث مؤسسة تضطلع بمهمة رعاية الفنانين الرواد على غرار المؤسسة التي تعنى بأوضاع الأبطال الرياضيين السابقين.
وفي السياق ذاته، استعرض الوزير المجهود العمومي الذي يتم بذله من أجل النهوض بالصناعات الثقافية والفنية والإبداعية بالمغرب، وذلك بخلق مناخ محفز على ازدهار المقاولات الفنية الحاضنة لمختلف الأنشطة الإبداعية، فضلا عن نظام الدعم العمومي الذي يقدم لمختلف الحقول الثقافية والفنية.
وأوضح في هذا الصدد على أن “هذا المجهود يرمي أساسا إلى تمكين الصناعات الثقافية والفنية والإبداعية من تنظيم أفضل لعلاقات الشغل، وذلك بين المقاولات الثقافية والفنية وبين الفنانين، مما سيساهم في تحقيق نوع من التوازن الذي يتيح حماية حقوق الفنانين والمبدعين والعيش بكرامة”، مؤكدا بالقول “إن التنظيم المؤسساتي والتشريعي سيساهم في أن يجعل الفنانين والمبدعين المغاربة يتمتعون بالمكانة الرمزية والوضعية الاعتبارية اللائقة بهم”.
وقدم الصبيحي، بالمناسبة، جملة من المشاريع التي تصب في اتجاه النهوض بالصناعات الفنية والثقافية على غرار إحداث شركة تعنى بشؤون تمويل الأنشطة الإبداعية وصندوق لضمان القروض الممنوحة للمقاولات الفنية ومكتب لتصدير الموسيقى يكون صلة وصل بين المنتوج الفني الوطني والمهرجانات الدولية ومواقع التحميل على الانترنيت ومختلف قنوات الترويج.
كما توقف الوزير عند مشروع المركز الوطني للتوثيق الموسيقي بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وأرشيف المغرب والمكتبة الوطنية، وإحداث مركز للتوثيق المسرحي بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، في سياق مقاربة لحفظ الذاكرة وتكريم الأسماء التي أغنت الحقل الفني الوطني.
ويشار إلى أن هذا الدعم الذي حصلت عليه التعاضدية يأتي تتويجا للعمل الذي قام به أعضاء المكتب المسير للتعاضدية على مدى الأشهر الماضية، في إطار تنفيذ إحدى التوصيات التي خرج بها المؤتمر العام الأول للتعاضدية المنعقد سنة 2014، والتي تمحورت حول  تنويع وتعبئة الموارد المالية بالترافع لدى الحكومة لتطوير دعمها للتعاضدية والرفع من الغلاف المالي للمنحة المخصصة للدعم من طرف وزارتي الثقافة والاتصال، والترافع أيضا لدى كل المؤسسات الثقافية والفنية والمؤسسات الحكومية والمقاولات الكبرى التي تشغل الفنانين وتستعمل صورتهم لتحسين صورتها، من قبيل القنوات التلفزيونية العمومية والمركز السينمائي المغربي والمكتب المغربي لحقوق المؤلف والمسرح الوطني محمد الخامس وبعض الفاعلين الاتصالاتيين وبعض كبار المنتجين في السينما والدراما والموسيقى.

فنن العفاني

Related posts

Top