تحت شعار «رؤى»: الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي يعرض أعماله الجديدة بطنجة

يحتضن رواق «دار دار» Dar D’art بطنجة، الأعمال التشكيلية الجديدة للفنان محمد المنصوري الإدريسي، خلال الفترة الممتدة إلى 18 يناير تحت عنوان «رؤى».
منذ الوهلة الأولى يمكن الحديث عن انطباعية جديدة، بامتداد الألوان والأشكال. اللوحة عنده فضاء للصمت، فضاء يغري بفراغاته المملوءة وامتلاءاته الفارغة، بل سند متحول على البدايات والنهايات».
يشكل الحلم/ الخيال الأجساد في عراها ومماحكاتها وحلولها في بعضها البعض تعبيرا عن الحب في كل مراتبه، حب الأجساد والقلوب، وحب التماهي مع الطبيعة والحلول فيها. يشكل الخيال/ الحلم العناصر وهي تتوالد من بعضها البعض، في وحدة المكان والزمان. يتحدث الفنان المنصوري الإدريسي، من خلال لوحاته، لغة تكاد تكون خاصة به،لا يأتينا منها أول الأمر إلا بعض من زخمها، إلى أن نألف مفرداته، وأبجديته، ونبدأ بفهم تراتبيه المشحونة بحركتها، فتأخذنا معها.قوام الفن بالنسبة إليه، هو قوام التفاهم والتعايش بين البشر وبوازع الانتماء لهذه الأرض، التي تجمعها وتفصل بيننا في الآن ذاته. يذكر أن الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي يعد رئيس للنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، ومؤسس رئيس جمعية «الفكر التشكيلي» بالرباط.

في ما يلي الكلمة التي خص بها الناقد محمد شويكة هذا المعرض بعنوان شعرية الأولان ومرحها:

لوحات محمد المنصوري الإدريسيفي كليتها عَالَمٌ منسجم من الألوان والأشكال،من التموجات الشفيفة، من الرموز الخبيئة.. وهي عناصرقوية توطد سيادة الشكل كنشاط ضروري للتفكير في الفن.يمكن الاستناد على سلطة الشكل في العمل الفني لهذا الفنان كي نحدد النموذجالناظم له،سواء في بعده الروحي أم الفني البصري،ذلك أنه مَلْمَحٌ يُدْمِجُ الجزئي في الكلي، فكل لوحة هي مجرد جزء من لوحة كبيرة تتنوع تفاصيل تضاريسهاأثناء عمليةالإنتاج الممتدة،ففيالفن- وعبره -يتجاوز الشكلالشكل، ليس بغرض المحو، ولكن للتركيز على قصدية التطوير، وهو فعل واضح في كل لوحة، وعبر توالي التراكم الفني لدى الفنان محمد المنصوري الإدريسي الذييتنوعالشكلالتصويريلديه فيكلالأعمال،وفي مدىقوةانفتاحهاعلى الذخيرة اللونية التي لمتعدتسمحلنفسهابأنتكونحبيسةالشكل فقط.
تحاولتقنيات إنتاج اللوحةالفنية لدى هذا الفنان تعويضالنقصاللافتلدينا على مستوى الرؤية التجميعية للألوان، وتقييدها على نطاق محدود (مجال اللوحة المرئي)، وحَفْزِ مخيلتنا على تجاوز المرئي قصد تصور اللامرئي؛إذ تسعى عملية التحرير هاته إلى فتح أفق المعنى وتوسيع دائرة الشكل، وهذا هو شرط العملي الذي يدفع الإبداع الصباغي نحوتكثيف علاقة المرئي باللامرئي. ويمكن أن تكون بعض أعمال «ماليـﭬيتش»أو»بييرسولاج»أو»إيف كلاين» داعمة لما ذهبنا إليه لأنالعمل الصباغيلديهم لم يعد خاضعا للرغبة في إعادة إنتاج الطبيعة، بل منتصرا على واقعها وقوتها. وبالتالي، فالإنتاج التصويري لدى محمد المنصوري الإدريسي يختلفجذرياعنمجرد تطعيم عَالَمِهِ اللوني بالصور أو بأشباحها، بل في تطويرعلاقة ما هو مرئي بما هو غير مرئي كي تتقوى البنيات المرجعية للدلالة والمعنى، وتتحررالوظيفةالفنية كي تصير أكثر نسبية.
تتميز النماذجاللونية التييقترحهاعلينا الفنان بانتصارهاللحلم والخيال والفرح مما يجعلها تتماشى مع موضوعية الفن من جهة، وعَالَم اللون المُلْغِزمن جهة أخرى،فهي تتضمن تقاسيم تحيل على ظلال وألوان الطيف.. فإذا ما أردنا وصف تنوع الألوان بشكل عام في مجمل الأعمال، فإن طابعها الموسيقي يبدو واضحا من حيث ارتباطه بالتقاليد الجمالية اللونية؛ إذ يتضمن بناء اللوحة تسلسلا لونيا أو تقسيما خاصا يمكن تحديده عن طريق شبكة تجمع بشكل تفاضلي بين الاختيار العقلاني للفنانوالتلقائية التي يفترضها التحرر الفني الخاص باللطخات والامتدادات اللونية والشكلية وغيرها.
يمكننا على سبيل المثال الاستشهاد بسلسلة المقارنات التي يطورها الفنان بشكل خاص فيما يوحي بالتواءات الجسد الأنثوي، واستخدامه لنوع من الميولات الخطية التي تهرب من توضيح الملامح كليا، وغالبا مايكون هذا النمط من التعبير الفنيشبيها بجمع الزهور ونسج الأكاليل، أي قدرة الفنان على تجميع تلك المظاهر المُسْتَمَدَّة من نماذج مختلفة، وتوليفها بشكل مغاير لإنشاء صور جديدة ومركبة تدعم عملية التراكم الفاعلة في تكوين الألوان.

Related posts

Top