تخرج الفوج الأول من خريجي ماستر العلوم السجنية

اعتبر محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن تطوير وإحداث تغيير بقطاع السجون يتطلب نوعا من الجرأة وبذل المزيد من الجهد، مقرا باستمرار وجود إكراهات تعطل المجهودات المبذولة على مستوى تطوير قطاع السجون، وذلك بالرغم مما يبذله أطر المندوبية العامة وشركاؤها على هذا المستوى.
وقال المندوب العام الذي كان يتحدث صباح الاثنين الماضي، في حفل تخرج الفوج الأول من خريجي ماستر العلوم السجينة، الذي استفاد منه أطر المندوبية العامة في إطار شراكة مع الجامعة الدولية للرباط، “إن قطاع السجون لا زال بحاجة لتغيير كبير في كثير من الأمور وهذا التغيير يتطلب الجرأة والجهد والبذل وفق منظور يروم تحسين الوضع السائد بهذا الوسط، كما يتطلب أساسا التوفر على موارد بشرية مؤهلة تأهيلا جيدا، تكون بمثابة قوة فاعلة في حركية الإصلاحات ودينامية التحديث التي تتطلع المندوبية لكسب رهانها”.
وأفاد محمد صالح التامك، أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تسعى لإحداث إدارة تتجاوب مع المستجدات التي يعرفها القطاع السجني، وتواكب التطور الذي يعرفها المغرب في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان وآنسنة ظروف الاعتقال وتهييئ السجناء للاندماج في محيطهم الاجتماعي والمهني والتوفيق بين المتطلبات الأمنية للمؤسسات السجنية وسلامة نزلائها وبين ما تتطلبه العقوبة السالبة للحرية من أبعاد إنسانية وتربوية.
وأعلن في هذا الصدد، أن الأولويات التي حددها منذ تعيينه على رأس المندوبية العامة، ضمن استراتيجية العمل، تتمثل في بناء جهاز يتوفر على أطر سجينة مدربة ومؤطرة وفق أحدث مناهج التكوين، مشيرا أن المندوبية بناء على هذا التوجه، تسعى دائما لتكليف أفضل أطرها في مناصب المسؤولية، والالتزام من أجل ذلك بضمان تكوين للجميع سواء بالمعهد الوطني لتكوين الأطر أو عبر الشراكات التي تم عقدها مع العديد من الشركاء.
وكشف في هذا الصدد عن الشراكة التي عقدتها المندوبية مع الجامعة الدولية بالرباط، والتي تعتبر حسب وصفه” من الجامعات المرموقة في تكوين الامتياز “formation d’excellence»، بالنظر للشراكات الغير مسبوقة التي تتوفر عليها “هذه الجامعة” مع القطاعين العام والخاص، فضلا عن توفيرها لتكوينات عالية الجودة تخضع لأحسن المعايير الدولية وأفضل المناهج البيداغوجية واعتمادها على أحدث آليات البحث والتكوين.
وشدد في هذا الإطار، على أن التكوين وتأهيل الموارد البشرية بالقطاع السجني، يعد خيارا لا محيد عنه لضمان انخراط هذه الأخيرة، كقوة فاعلة في حركية الإصلاحات ودينامية التحديث التي تصبو إليها المندوبية، ومطلبا ملحا لكسب رهانات تحسين الفضاء السجني والنهوض به.
وأوضح، بهذا الخصوص، على أن المندوبية تحرص على ألا تكون محطة التكوين المستمر (في مجال العلوم السجينة) آلية فقط لتحيين أو تطوير المعارف والخبرات والمهارات الخاصة بتدبير الفضاء السجنى، بقدر ما تحرص أن تكون محطة لاستثمار الموارد البشرية في حل الاشكاليات الحقيقية التي يعرفها هذا الفضاء.
من جهته، قال رئيس الجامعة الدولية للرباط، نور الدين مؤدب، إن إطلاق هذا الماستر المتخصص بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج يعكس الثقة التي تضعها المندوبية في جودة التكوين المستمر الذي توفره الجامعة لفائدة الأطر والموظفين.
واعتبر أن هذه الشراكة التي تجمع بين الجامعة والمندوبية العامة للمرة الأولى، غنية بالنسبة للجانبين وما هي إلا خطوة أولى نحو تعاون طويل الأمد، مضيفا أن الجامعة الدولية للرباط اضطلعت بتنفيذ برنامج التكوين الخاص بهذا الماستر في إطار اتفاقية شراكة مع معهد الدراسات السياسية بغرونوبل (فرنسا) الرائد في مجال التكوين الذي يتمحور حول “العلوم السجنية”.

فنن العفاني

Related posts

Top