تدخل أمني ومطاردات لتفريق اعتصام الأساتذة أمام البرلمان

في تصعيد جديد ضد الحكومة، خرج آلاف الأساتذة المتعاقدين (أطر الأكاديميات) ليلة السبت – الأحد للتعبير عن رفضهم لجميع المقترحات والتعديلات التي جاءت بها الحكومة لتجاوز نظام التعاقد.
ورفع الأساتذة من جديد شعار “الإدماج أو البلوكاج” في وجه الحكومة، مؤكدين عزمهم تصعيد النضالات إلى حين تحقيق مطلبهم وإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية وجعل الولوج لوظيفة التعليم حقا للجميع، وتحقيق المساواة مع زملائهم السابقين في المهنة والذين أصبحوا يحملون لقب الأساتذة “المرسمين”، في الوقت الذي يطلقون على أنفسهم “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”.
وخاض الآلاف من الأساتذة ليلة السبت – الأحد مسيرة حاشدة بالشموع من وزارة التربية الوطنية والتعليم بباب الرواح وسط العاصمة الرباط مرورا بشارع الحسن الثاني قبل الوصول إلى شارع محمد الخامس قبالة البرلمان، حيث نفذ الأساتذة اعتصاما ليليا تخللته شعارات مناوئة لنظام التعاقد ونظام التوظيف الجهوي (أطر الأكاديميات)، بالإضافة إلى شعارات تطالب بالنهوض بوضع التعليم والأوضاع الاجتماعية إلى جانب مطلب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
“بيان اليوم” عاينت هذه الاحتجاجات الليلية، التي خيم عليها نوع من الترقب، خصوصا مع الإنزال الأمني، وذلك في الوقت الذي كانت تجري فيه جولات من الحوار بين أعضاء من “تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” والسلطات، انتهت بدون اتفاق، إذ وصل الحوار إلى النفق المسدود، قبل أن تمهل السلطات المحتجين 50 دقيقة لتفريق المعتصم.
واستمرت احتجاجات الأساتذة إلى غاية الثانية والنصف صباحا، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لتفريق المعتصمين بالقوة، مستعملة خراطيم المياه وعناصر التدخل السريع والقوات المساعدة، حيث استمرت المطاردات وعملية فض الاعتصام أزيد من ساعتين بالأزقة والشوارع المجاورة لشارع محمد الخامس.
وأدى التدخل الأمني إلى وقوع العشرات من الإصابات في صفوف الأساتذة المعتصمين، بالإضافة إلى إغماءات، نقلوا على إثرها إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن سينا.
هذا، ولم يثن التدخل الأمني الأساتذة عن العودة إلى معتصمهم، إذ عاد الآلاف إلى شارع محمد الخامس، بعد الساعة الخامسة صباحا والتي توقف فيها التدخل الأمني، حيث جدد الأساتذة رفع شعارهم “الإدماج أو البلوكاج”.
من جهة أخرى، عرفت العاصمة الرباط صباح أمس الأحد إنزالا أمنيا قويا تزامنا مع تجدد احتجاجات الأساتذة، الذين خاضوا مسيرة حاشدة شارك فيها أزيد من 30 ألف أستاذ مدعومين ببعض النقابات التعليمية، وذلك لإعادة التذكير بمطلب الأساتذة من جهة، والتنديد بما وصفوه بـ “القمع” غير المبرر الذي تعرضوا له.
وفي سياق التصعيد، دعت مجموعة من النقابات التعليمية إلى الإضراب عن العمل ابتداء من الاثنين إلى يوم الخميس تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين أو ما يصطلح عليهم في القانون الجديد بـ “الأساتذة أطر الأكاديميات”.
يشار إلى أن الأساتذة المتعاقدين دخلوا في إضراب عام منذ ما يزيد عن ثلاث أسابيع إلى حين تحقيق مطالبهم، رافضين التوقيع على ملاحق العقود، منددين بالأوضاع المهنية التي يعيشونها، فيما كانت الحكومة قد ردت بإلغاء نظام التعاقد واستبداله بنظام التوظيف الجهوي من خلال توظيف الأساتذة على مستوى الأكاديميات، وهو ما تم رفضه من قبل الأساتذة الذين تشبثوا بالإدماج في سلك الوظيفة العمومية.

> محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top