تدمير الرجاء…

  تتواصل عملية التدمير الممنهج الذي تتعرض له الرجاء البيضاوي من مختلف الأطراف المتداخلة، التي لم تعد تؤمن نهائيا بمصلحة الفريق، بقدر ما تحسب الأمور بالنسبة لها من زاوية المصالح الخاصة.

   صرعات، تطاحنات، تصريحات متناقضة، بلاغات وبلاغات مضادة، حرب خفية وعلنية… تلكم هي الصورة القاتمة التي تخيم بظلالها على القلعة الخضراء، وتساهم في نسف أركانها من الداخل.

   فالسيناريو المحبك من طرف جهات تقول للأسف أنها تحب الرجاء وتموت في عشق لونها الأخضر، هي نفسها التي تشن حربا شعواء على هذا النادي، حرب استبيحت فيها كل الوسائل حتى تلك القدرة منها، حيث تستعمل فيها الكثير من الخبث والمكر وقلة العفة لدرجة خطيرة.

    فقد تطلب الأمر من المتآمرين تجييش الجمهور والعطوفين، دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب المحتملة لهذا الخيار الذي تم استعمل فيه الأطراف والقاصرين وحتى المشردين… 

  ففي استراتيجية الحروب التقليدية بين الجيوش، هناك ما يسمى بـ “قواعد الاشتباك” المتعارف عليها، والتي لا يمكن تجاوزها، مادام أن هناك قانون دولي يعاقب المخالفين، أما الحرب التي تشهدها حاليا الرجاء فكل سلوك فيها مبارح، بما في ذلك ممارسة الاعتداء الجسدي، كما حدث مع عائلة المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، الذي اضطر للمغادرة مكرها، بعد أيام فقط من تعاقده مع إدارة الفريق.

   أما ممارسة الكذب وترويج الأخبار المغلوطة عنوة، فتعتبر خارطة طريق لا غنى عنها بالنسبة للمتآمرين، وقد وصل الأمر إلى درجة ممارسة الضغط على اللاعبين، ودفعهم إلى مقاطعة التدريب، وعدم تلبية دعوة الإدارة بالخضوع للفحص الطبي، وعقد اجتماع بالمدرب الجديد الاسباني خوان كارلوس غاريدو، بدعوى عدم التوصل بمستحقات اللاعبين المالية، مع العلم أن الأخبار القادمة من إدارة الفريق تقول بأن اللاعبين توصلوا بما تبقى من الرواتب والمنح عن طريق حوالات بنكية.

  وفي الوقت الذي دخلت فيه أغلب الأندية الوطنية أولى المراحل الإعداد للموسم القادم، لا زالت الرجاء، الفريق الذي كان بالأمس نموذجيا في تدبيره وتسييره وإدارته وتحول في عهد عقلية “مول الشكارة” إلى كيان منهوك ومشتت، لا زال يتخبط في مشاكل لا حصر لها بفعل فاعل، رغم الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الحالي، بالتعاقد مع مدرب جديد وجلب لاعبين جاهزين، وتحديد موعد المعسكر الإعدادي والذي تم تأجيله نظرا لقرار المقاطعة الذي اتخذه اللاعبون.

 هذا ما يقع داخل فريق الرجاء الذي يحب جمهوره تسميته بالنادي ” العالمي”…  

محمد الروحلي     

الوسوم ,

Related posts

Top