ترجمة الكتب المسرحية إلى اللغة العربية تجربة للانفتاح والتعلم

تميزت الدورة الحادية عشر لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح، التي أقميت بورزازات، بتوقيع العديد من الكتاب لمؤلفات تهتم بالمسرح والمجالات التي يشتغل عليها.
وخصصت فقرة لتوقيع كتاب تمت ترجمته إلى اللغة العربية من قبل المسرحي العراقي محمد سيف، من خلال طرحه اللغوي لكتاب الفرنسي جاك لوكوك الموسوم بـ “شعرية الجسد .. تعليم الإبداع المسرحي”.
وتأتي هذه المبادرة لتعريف المسرحيين والقراء باللغة العربية بالمؤلفات التي أنتجها باحثون ومسرحيون أجانب، ورغبة في نقل المعرفة وتوسيع فضاء التلقي عبر الانفتاح على تجارب بحثية أجنبية، خاصة فرنسا التي تعتبر رائدة في مجال المسرح بحثا وأداء.
ويرى المسرحي العراقي المقيم بباريس، محمد سيف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الكتاب الذي ترجمه إلى اللغة العربية، يأتي لتقريب التجربة الفرنسية من المتلقي العربي، والتعريف بكاتب مسرحي له صيته العالمي.
وأكد أن رحلته لترجمة الكتاب، التي جاءت بطلب رسمي من زوجة الراحل جاك لوكوك لكونه ترجم إلى كل لغات العالم باستثناء اللغة العربية، كانت طويلة باعتبار أن “ترجمة هذا النوع من المؤلفات يتطلب تركيزا عميقا حول التمارين التي كان يقترحها في المؤسسة التي درس بها فن المسرح”.
واعتبر محمد سيف، وهو أحد تلاميذ هذا المسرحي الفرنسي، أن أمر الترجمة “استلزم إرفاقها بتعاليق على كل التمارين المذكورة في ثناياه، وتحديد كيفية استقبالها من قبل الطلبة من أجل تأسيس فضاءات مسرحية خاصة بهم”.
ووصف ترجمة هذا الكتاب بأنها “مغامرة رائعة” لها أهميتها في شرح منظور جاك لوكوك لكيفية استخدام الجسد على خشبة المسرح والفضاء العام.
وأشار إلى أن من الأفكار الأساسية للكتاب التأكيد على أنه “يمكن الاستغناء عن كل شيء، باستثناء الممثل الذي يشكل القيمة الإنسانية التي تقف على الخشبة لتحاكي الشخوص وتتوجه للمتفرج”.
من جهته، اعتبر الممثل المسرحي والسينوغرافي عادل الحمدي، في تصريح مماثل، أن ترجمة الأبحاث والأعمال المسرحية الأجنبية إلى اللغة العربية تمكن من التواصل والانفتاح أكثر على ثقافات أخرى.
وشدد عادل الحمدي على أن الترجمة فعل ثقافي يقرب من الآخر ويعرف بالكتابات الجديدة، على الرغم من أن الكاتب قد يكون متأثرا بالبيئة التي يعيش فيها، حيث يناقش همومها ويقدم منظوره للقضايا التي يعالجها.
وأبرز الحمدي، الذي خاض تجربة تحويل مسرحية “سند وباد” للكاتب عبد الحفيظ المديوني إلى عمل مسرحي بالدارجة المغربية، أنه ينبغي للفنان أن يكون منفتحا على جميع المدارس “من أجل أن يجد ذاته الفنية”، وهو أمر له وقع إيجابي على الفن والمتلقي، خاصة أن الترجمة إلى اللغة العربية تسمح بملامسة تجارب الآخرين.
ويأتي هذا التوقيع في إطار برنامج مهرجان “أماناي” الدولي للمسرح، الذي تنظمه جمعية فوانيس ورزازات، ويتضمن أيضا عقد جلسات تقييمية ونقدية تسعى إلى مقاربة العروض المسرحية المشاركة من وجهة نظر فنية.
ونظمت خلال هذه الدورة مجموعة من الفقرات الفنية والتكوينية المتنوعة، تمثلت في عروض مسرحية شرفية، وفرجات فنية تتنوع بين التراث والتشكيل والرسم السريع والموسيقى والكوميديا والحلقة والتماثيل الحية، إضافة إلى معرض المكياج.
كما نظم رواق للفن التشكيلي للفنان محمد ملال، وعرض في الماكياج الفني للفنانة إيمان مطيع، وعرض للتماثيل الحية للفنان ياسين مختوم، وإقامة معرض للكتاب المسرحي، ضم منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، وإصدارات الباحثين الحاضرين في الدورة، وكذا توقيع مجموعة من الإصدارات المسرحية.

Related posts

Top