تصريحات موتسيبي في حاجة إلى قرارات

كان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، دقيقا في تحديد موقفه من الخروقات التي صاحب تنظيم الجزائر لكأس إفريقيا للاعبين المحليين، والتي عرفت تتويج السينغال على حساب الجارة الشرقية.
فخلال الندوة الصحفية التي سبقت اختتام التظاهرة، عاد للحديث عن حرمان المنتخب المغربي من المشاركة، بالتظاهرة التي يحمل لقب نسختيها الأخيرتين، موجها عتابا صريحا للجزائر، منتقدا في نفس الوقت، الخلط الفادح بين السياسة والمجال الرياضي.
موتسيبي قال إن الجهاز القاري سيعالج ملف غياب المغرب عن «الشأن» بطريقة عادلة ومنصفة، موجها رفضه الصارم لتصريف المواقف السياسية خلال تظاهرة كروية، وتأثير ذلك على الرياضة، كما حدث ذلك بشكل صارخ خلال حفل الافتتاح، عندما تمت مهاجمة المغرب والإساءة لمقدساته، من طرف مرتزقة أجانب ومحليين.
والايجابي أن رئيس الكاف تحدث بنوع من الإنصاف لحالة المغرب، عندما استعمل عبارة « تعذر» على المنتخب المغربي المشاركة، ولم يصف ذلك ب «الانسحاب»، كما يطمح بذلك رموز الطغمة العسكرية، موضحا أن المشكل ستتم معالجته بطريقة عادلة ومنصفة، ولا يوجد أي بلد لا تتم محاسبته بسبب التعاطف أو المجاملة، واتخاذ قرارات محددة في الخلاف بين المغرب والجزائر، خلال اجتماع المكتب التنفيذي، حرصا على تنظيم أفضل للمسابقات القارية مستقبلا.
وتنص قوائم العقوبات الخاصة بالكاف على منع كل دولة أقحمت القضايا الرياضية بالسياسية من تنظيم أي تظاهرة رياضية لمدة 5 سنوات، مع منع أنديتها من المشاركة في المنافسات القارية، مع غرامة مالية على الدولة تقدر بنحو 400 ألف دولار.
إن ما حدث بتظاهرة «الشان»، لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه، حتى ولو طلب الأمر اتخاذ مواقف صارمة وقوية، فالدعوة إلى إعلان حرب في حق دولة تنتمي لنفس الجهاز، وخلال افتتاح تظاهرة رياضية، يعد خرقا سافرا ليس لأجندة الكاف، بل لكل القوانين الكونية والالتزامات الدولية.
فالاتحاد الإفريقي يوجد حاليا بمفترق الطرق، إما الحفاظ على قيمة وهيبة الجهاز، أو الدخول بمتاهات وتجاذبات، تحولها إلى مجرد كيان متجاوز، تتقادفه مصالح الدول والحسابات الخاصة…
إن التصريحات التي أدلى بها موتسيبي بقلب الجزائر، تعتبر شجاعة غير مسبوقة من طرفه، إلا أن هذه المواقف المعبر عنه بوضوح، لابد وأن تعقبها اتخاذ قرارات صارمة تبعد الرياضة عن التأثيرات السياسية…

>محمد الروحلي

Related posts

Top