تصور عموتة

كان مدرب المنتخب المحلي الحسين عموتة دقيقا عندما حدد بوضوح تصوره للمهمة المنوطة به كمسؤول أول عن منتخب مكون من لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم.
فقد لخص عموتة هذا التصور في ضرورة العمل طيلة الموسم، وليس فقط بشكل مناسباتي، أو مع اقتراب موعد المباريات الرسمية، مطالبا الأندية بالانخراط تلقائيا في هذا المشروع والتجاوب بكثير من الإيجابية مع مضامينه.
والأكثر من ذلك، طالب عموتة الفرق بتقديم نوع من التضحية، نظرا لكون المعسكرات التدريبية والإعدادية ستكون بشكل دائم وخارج تواريخ الأجندة الدولية، وهذا ما سيمكن من تطوير مستوى اللاعب ذهنيا وتقنيا.
واعتبر مدرب المنتخب المحلي أن منافسة كأس أمم إفريقيا للمحليين، ستكون فرصة لإظهار إمكانيات لاعبي الدوري المحلي، ومنحهم فرصة لتسويق أنفسهم على الصعيد الدولي، وللوصول إلى هذا الهدف، لابد من العمل تطوير إمكانيات لاعب البطولة والوصول به إلى مستوى أفضل يمكنه من الدفاع عن القميص المنتخب الأول بكثير من الاستحقاق.
هذا التصور لم يكن معمولا به في السابق، وحتى عندما تم التفكير به من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحالية تعرض المشروع للنسف من طرف المدرب هيرفي رونار الذي تعامل مع لاعبي الدوري المحلي بكثير من الدونية والتهميش إلى درجة الاحتقار.
والمؤكد أن ضمان خيط ناظم بين جل المنتخبات الوطنية وتحت إشراف إدارة تقنية وطنية مسؤولة بكل ما في الكلمة من معنى، تضم كفاءات وطنية ولما لا حتى أجنبية، من شأنه ضمان وحدة تقنية تنصهر فيها كل التصورات والمشاريع الهادفة إلى تطوير اللعبة، وتحديد أهدافها الآنية والمستقبلية.
هذا الخيط الناظم افتقدته المنظومة الكروية منذ زمن بعيد، رغم أنه كان من المطالب الملحة لجل المتدخلين في اللعبة، وبمجيء فوزي لقجع على رأس الجامعة أعيد طرح الموضوع بكثير من الإصرار، وأيضا التحدي.
إلا أن الانطلاقة كانت متعثرة خلال الأربع سنوات الماضية، فالإدارة التقنية التي أشرف عليها ناصر لارغيت، لم تصل إلى تحقيق الأهداف التي كانت منتظرة منها لأسباب منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي، والتقييم الذي كان من المفروض أن يتم القيام به بصفة دورية غابت معه الحلول العاجلة وكان طبيعيا أن تكون المحصلة النهائية مخيبة للآمال.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top