تطوان: “سوق شمالي”.. منصة تسويقية جديدة لدعم نساء التعاونيات والاقتصاد التضامني

تعززت البنيات التحتية لدعم نساء التعاونيات ووحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بتطوان بافتتاح أبواب المنصة التسويقية “سوق شمالي”.
فقد جرى يوم السبت الماضي، بحضور مسؤولين بعمالة إقليم تطوان وفعاليات اقتصادية وجمعوية، افتتاح السوق التضامني للمنتجات المجالية “سوق شمالي”، الذي يندرج ضمن مشاريع المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة، والذي يأتي تجاوبا مع تطلعات النساء المعنيات وفي إطار جهود دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ومن شأن هذه المنصة التسويقية أن تسهم في تثمين وتسويق المنتجات المجالية والصناعة التقليدية، ومساعدة التعاونيات النسائية على تخطي عقبة إيجاد فضاءات ملائمة للعرض، و صعوبة الولوج إلى شبكات التوزيع الوطنية.
ويعد “سوق شمالي” فضاء نموذجيا جديدا لدعم الاقتصاد التضامني، حيث خصص بالكامل لبيع منتجات التعاونيات النسائية التابعة لاقليم تطوان، إذ يشكل منصة للعرض والتسويق بشكل مستمر ودائم على طول السنة.
وسيتم في هذه المنصة بيع وعرض المنتوجات المجالية والأعشاب الطبية والعطرية والمنتجات التجميلة ومشتقات الحليب والمنتجات الموسمية والمصبرات والزيوت والعسل، بالإضافة إلى منتجات الصناعة التقليدية والخزفية، بهدف ضمان انخراط واندماج الاقتصاد التضامني على المدى الطويل في حركية الاقتصاد الوطني.
وموازاة مع الأنشطة التجارية والتسويقية ل”سوق شمالي”، ستستفيد التعاونيات المنخرطة في المشروع من برنامج رفع القدرات والتحديث، من خلال استغلال قاعة الاجتماعات، التي جرى تجهيزها بأحدث التجهيزات، قصد احتضان الدورات التكوينية والندوات التأطيرية.
ولأجل ضمان الإشعاع وخلق الحركية بهذه المنصة وكذا من أجل تغطية جزء من نفقات هذا المشروع وضمان استدامته، تم تخصيص فضاء ترفيهي عبارة عن مقهى ومطعم تقدم فيه وجبات “طبيعية”، تتماشى مع المضمون الاجتماعي لهذا المشروع النموذجي.
وفي تصريح لقناة M24 التابعة لمجموعة وكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تطوان محسن بريغيت، أن “سوق شمالي” يعد من بين المشاريع التي تندرج ضمن المشاريع المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة 2019-2023، والتي من بين أهدافها تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب وكذلك للتعاونيات.
وأضاف أن “سوق شمالي” يعتبر أول منصة محلية للتعاونيات لتسويق منتوجاتها، خاصة وأن التسويق يعتبر من بين المشاكل الكبرى التي تعترض التعاونيات على الصعيد المحلي وكذا الوطني، مبرزا ان “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تطوان ساهمت بغلاف مالي ناهز 10 ملايين درهم لإنجاز هذا الفضاء التسويقي، الذي جرى تشييده على مساحة ألف متر مربع، والذي يمكن اعتباره من بين المشاريع الكبرى على صعيد إقليم تطوان”.
وأشار محسن بريغيت الى أن هذه المنصة التسويقية، بالإضافة إلى كونها فضاء يخصص لتعاونيات إقليم تطوان، فإنها ستعمل على الانفتاح على باقي التعاونيات على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة وعلى المستوى الوطني لمنح المعنيات فرصة عرض وتسويق منتوجاتهن.
وأكد المسؤول أن استدامة هذا الفضاء التضامني والتجاري رهين بانخراط ومساهمة ساكنة المدينة في الاقبال والتسوق لدعم التعاونيات، خاصة وأنها تقدم منتجات طبيعية ومجالية تحترم معايير الجودة والسلامة، مشددا على أن هذا المرفق يضم فضاءات عرض وترفيهي ستمكن التعاونيات من التعريف بمنتجاتها المجالية والطبيعية، إلى جانب تغطية جزء من نفقات هذا المشروع لضمان استدامته.
من جانبها، أكدت رئيسة جمعية “تطاون مجال لتسويق المنتوجات المجالية” ومسيرة “سوق شمالي”، حفيظة آيت عيسى، على أن هذه المنصة عبارة عن حلم حققته التعاونيات العشرة العاملة في مجال تثمين المنتجات المجالية والعطرية، وكذا التعاونيات المشتغلة في مجال الصناعة التقليدية.
وأضافت حفيظة آيت عيسى أن هذا السوق سيعطي القيمة المضافة التي تحتاجها المنتوجات التعاونية المنخرطة في هذا المشروع، وسيساهم في الرفع من إنتاج نساء التعاونيات ، منوهة بحسن اختيار موقع السوق بالقرب من مدخل مطار سانية الرمل، وهو ما سيسهم في التنشيط الاقتصادي بالمدينة والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والمجالية لإقليم تطوان.
أما رئيسة تعاونية “فردوس تطاون لإنتاج وتثمين المنتوجات الفلاحية” بشرى برهون، فقد أبرزت أن افتتاح هذا السوق فرصة للتعاونية، التي تأسست مع بداية الجائحة، لتجاوز تداعيات الأزمة الصحية على نشاط التعاونية ومردودها التسويقي، موضحة ان التعاونية بفضل دعم ومساندة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسات أخرى تمكنت من الصمود ومواصلة نشاطها الإنتاجي رغم الجائحة.
وأضافت بشرى برهون أن أهم عائق يواجه العمل التعاوني والتضامني عامة هو التوفر على فضاءات التسويق والولوج إلى شبكات التوزيع الوطنية، معربة عن يقينها بأن “سوق شمالي” سيمكن من تجاوز هذا العائق ، وهو يشكل عمليا نافذة فتحتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أمام تعاونيات إقليم تطوان لعرض والتعريف بمنتجاتها أمام ساكنة المدينة وزوارها، ولأجل تطوير وتحسين منتجاتها و تثبيت أقدامها في السوق الوطنية.

Related posts

Top