تعليمات ملكية لتأطير الإحسان العمومي بشكل قانوني حازم

فتحت النيابة العامة المختصة، وكذا المفتشية العامة للإدارة الترابية تحقيقا في فاجعة التدافع التي وقعت نهاية الأسبوع المنصرم، خلال عملية توزيع مساعدات غذائية على مستوى جماعة سيدي بولعلام، بإقليم الصويرة.
وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية بأنه سيتم الاستماع إلى عامل إقليم الصويرة، في إطار التحقيق القضائي الذي فتحته النيابة العامة المختصة بهدف معرفة ظروف وملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
ويأتي هذا التحقيق في إطار التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس لرئيس الحكومة، ولوزير الداخلية، وكذا للقطاعات المعنية، لاتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية قصد التأطير الحازم لعمليات الإحسان العمومي، وتوزيع المساعدات على الساكنة المعوزة.
وذكر البلاغ بأن ثقافة التكافل ظلت دائما راسخة في التقاليد المغربية كما كانت حاضرة بقوة في المجتمع المغربي، سواء على مستوى الدولة أو المنظمات غير الحكومية، أو الأشخاص، مبرزا أن الحملات الطبية وتوزيع المساعدات والمبادرات التكافلية والتضامنية تعد مكونا أصيلا ضمن هذه الثقافة. كما أن دينامية النسيج الجمعوي، ومبادراته المعترف بها والفعالة، تشكل مبعث فخر ومحط تقدير بالنسبة للبلاد. غير أن هذه المبادرات المحمودة في حد ذاتها، يشير البلاغ، لا ينبغي القيام بها دون تأطير متين يضمن أمن وسلامة المستفيدين والمحسنين على حد سواء، مضيفا أنه، لهذا السبب، فإن الإطار القانوني التنظيمي الذي أمر به جلالة الملك يبقى ضروريا من أجل حماية التقليد العريق للتضامن والتكافل، وضمان الأمن.

وأكد بلاغ وزارة الداخلية أنه لا يجب تشويه الوقائع، في هذه الظروف المأساوية، ولا المزايدة من خلال التذرع بحاجيات الأشخاص المعوزين أو تضخيمها بشكل مفرط.
هذا، وقد ووريت الثرى، أمس الاثنين، جثامين الضحايا الذين قضوا في هذا الحادث المفجع، بحضور وفد رسمي موفد بتعليمات من جلالة الملك، مكون من والي جهة مراكش آسفي عبد الفتاح البجيوي، ورئيس مجلس الجهة أحمد اخشيشن، وعامل اقليم الصويرة جمال مختار، بالإضافة إلى شخصيات أخرى.
وبعد صلاتي الظهر والجنازة، توجه الموكب الجنائزي نحو مقبرة دوار لعراب بالصويرة، حيث ووري الثرى جثمان إحدى ضحايا هذه الفاجعة، في جو مهيب.
وقد تم، في صباح نفس اليوم، نقل جثامين باقي الضحايا من مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بنعبد الله بالصويرة إلى المناطق التي ينتمون إليها، حيث جرت مراسيم الدفن، بحضور أفراد عائلات وأقارب الضحايا.
تجدر الإشارة إلى أن 15 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب خمسة آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة، في هذا الحادث المأساوي الذي وقع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية، نظمتها إحدى الجمعيات المحلية، بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام، بإقليم الصويرة.

سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top