تعيين بودربالة

في ذكراه الرابعة والستين، ارتأت إدارة نادي الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم،  الإعلان عن التعاقد مع الدولي المغربي السابق، والإطار الوطني عزيز بودربالة، لتولي مهمة مدير رياضي للفريق.
وحسب ما جاء في ندوة التقديم، فإن التعاقد مع بودربالة الهدف منه، الاشتغال على مشروع سطره النادي، يقضي بوضع هيكلة جديدة للفئات الصغرى ومركز التكوين، فضلا عن تنفيذ مخططات عمل المكتب المسير، بتنسيق تام مع الطاقم الفنى للفريق الأول، على أساس اختصاصات محددة وواضحة.
عبد اللطيف مقتريض، أعلن أيضا خلال نفس الندوة، أن بودربالة مطلوب منه أيضا إلى جانب المهام المطلوبة منه كمدير رياضي، تدبير المرحلة الانتقالية الخاصة بالفريق الأول، برفقة المدرب المؤقت جمال الدين أمان الله،  بعد أن تم إنهاء الارتباط بالمدرب الجزائري العمراني. 
ويعد الإعلان عن هذا التعيين خطوة مهمة في إطار هيكلة النادي على أساس مقاربة جديدة، تراعي مبدأ التخصص، وتجنب التداخل في المصالح. واسم ومكانة بودربالة يمكن أن يساعد على التطبيق السليم لهذا التصور المستقبلي، بالنظر لمكانة وتكوين وقيمة الرجل، وتراكم تجاربه سواء كلاعب، أو إطار مكون على أعلى مستوى، وذلك بفضل مروره بنجاح عبر مجموعة من المراحل وطنيا ودوليا. 
وما يبعث على الاطمئنان، هو أن تجربة الدفاع الحسني الجديدي من خلال اعتماد نموذج من  التسيير يشهد له الجميع بنوع من العقلانية والتدبير المحكم، تعد مميزات إيجابية تتقاطع كليا مع تفكير وشخصية عزيز بودربالة، بصفته الرياضي الذي يقدم صورة ناصعة، لما يمكن أن يكون عليه إطار المستقبل، من حيث التكوين العالي، والسلوك القويم، والاتزان في التعامل، والتحول الإيجابي من الممارسة إلى التأطير، واحترام تام لواجبات ومسؤوليات الإنسان الرياضي. 
وتعيين بودربالة كمدير رياضي بالفريق الجديدي، يعد مناسبة سانحة للحديث عن مثل هذه المهام أو المسؤوليات أو المهن الجديدة، التي لم يكن معمول بها، حتى الأمس القريب داخل الأندية الوطنية، وحتى وإن وجدت في السابق، فهناك خلط أو تداخل كبير في المسؤوليات والمهام، مما يعطينا ضبابية كبيرة تخيم على المشهد الكروي الوطني.
فجامعة كرة القدم اجتهدت كثيرا  في تكوين العديد من الأطر بمهن مرتبطة بالمجال الرياضي، إلا أن هذا المشروع يواجه بتجاهل تام من طرف الأغلبية الساحقة من رؤساء الأندية، والذين ألفوا ممارسة نوع من التسيير الغارق في الاستحواذ على كل شيء، والضرب بعرض الحائط، مبدأ اسمه التخصص واحترام حدود التدخل.
فالخلط  الحاصل في المهام بين المدير الرياضي والمدير التقني مثلا، يزيد فعلا من تعقيد الأمور،  لأن عدم تحديد دقيق لكل مهمة على حدة، يسمح بتعمد نوع من التعويم والتجاوز، والحل هو  تحديد واضح لتفاصيل كل المسؤوليات والمهام، وهذا من شأنه المساهمة في معالجة مجموعة من الاختلالات التي تعاني منها حاليا أغلب الأندية الوطنية، مع استثناءات قليلة وقليلة جدا.
ففي وقت أصبح فيه مشروع تأسيس الأندية لشركات أمرا واقعا، بات من المفروض قطع الصلة مع أساليب وطرق لم تعد مقبولة نهائيا، وبالتالي فدخول هذا العهد الجديد، من المفروض أن تواكبه هيكلة جديدة، وأساليب مفتوحة على المستقبل، تؤمن باحترام التخصص والتدبير الحداثي والبعد المقاولاتي، وهذه هd الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها كل من يريد أن ينتمي لهذا المجال بمختلف أبعاده.

محمد الروحلي

Related posts

Top