تعيين نيكولاي ملادينوف مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا

أعطى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضوء الأخضر لتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف والنروجي تور وينسلاند مبعوثين جديدين للمنظمة الدولية إلى ليبيا والشرق الأوسط على التوالي.
ويأتي تعيين ملادينوف بعد عشرة أشهر من استقالة اللبناني غسان سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في خطوة عزاها إلى دواع صحيّة قبل أن يعبّر عن استيائه من عدم التزام العديد من أعضاء الأمم المتحدة، بمن فيهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي، بقرارات كانوا هم أول من وافق عليها.
ويترافق تعيين الدبلوماسي البلغاري أيضا بعد رفض الولايات المتحدة مرشّحَين أفريقيين لتولّي هذا المنصب، وفرضها على شركائها في مجلس الأمن تقسيم المنصب إلى قسمين هما مبعوث أممي يساعده “منسّق” لهذه البعثة الأممية الصغيرة (حوالي 230 شخصاً).
ووفقاً لدبلوماسيين، فإنّ تعيين شخصية أوروبية على رأس البعثة الأممية في ليبيا يعني أنّ منصب “منسّق” البعثة سيؤول حتماً إلى شخصية أفريقية في ما يشبه جائزة ترضية للقارة السمراء التي لطالما شدّدت على وجوب أن تكون هناك “حلول أفريقية لمشاكل أفريقية” وحاولت عبثاً، انطلاقاً من هذا المبدأ، إسناد وظيفة المبعوث الأممي إلى دبلوماسي أفريقي.
وكان غوتيريش طرح اسم وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان لعمامرة لخلافة سلامة، لكنّ واشنطن رفضت هذا الترشيح، ليعود الأمين العام ويطرح اسم مرشّحة أفريقية أخرى هي الوزيرة الغانية السابقة هنا سيروا تيتيه التي لقي ترشيحها نفس الرفض الأميركي.
ويشغل ملادينوف (48 عاماً) منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط منذ 2015. وخلال مهمته هذه واجه العديد من التحدّيات: فترات من التوتّر بين غزة وإسرائيل وتسارع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة والانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين وتدهور الوضع الإنساني في غزة.
وأجرى ملادينوف مناقشات عديدة مع مصر لتجنّب التصعيد العسكري بين إسرائل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وسيخلفه في منصب “المنسّق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط” تور وينسلاند (68 عاماً) الدبلوماسي النروجي المتخصّص بقضايا الشرق الأوسط والذي شغل مناصب عدّة في تل أبيب ورام الله والقاهرة.
ووفقاً لدبلوماسيين فقد طالبت روسيا غوتيريش بأن يصدر تعيين ملادينوف ووينسلاند في نفس الوقت لخشيتها من أن تستغلّ الولايات المتحدة “الفراغ” في منصب المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط لتقديم مزيد من التنازلات لإسرائيل قبل انتهاء ولاية دونالد ترامب في 20 يناير.
وبالإضافة إلى مهامه الدبلوماسية كان وينسلاند مستشاراً لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط بين عامي 2007 و2008 ، كما كان مستشاراً لأحد مهندسي اتفاقيات أوسلو، تيري رود لارسن، في 1996.
ويشغل وينسلاند حالياً منصب المبعوث الخاص للحكومة النروجية إلى الشرق الأوسط.

Related posts

Top