تفوق مصري…

في ظرف يومين متتاليين، تمكن الناديان المصريان الكبيران الأهلي والزمالك من تحقيق التفوق، فوق أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، المعلمة التاريخية التي افتقدت هيبتها وزخمها، في غياب الجمهور الذي كان دائما في الموعد، يؤازر ويدعم يشجع، إلى درجة أصبح يطلق عليه “ملعب الرعب”.
تمكن الأهلي من هزم الوداد، وبعد يوم فقط جاء الزمالك ليحقق نفس التفوق، وكان على حساب الرجاء، لتتضاءل حظوظ كرة القدم الوطنية في الوصول إلى المباراة النهائية، والتي حدد موعدها السادس من أكتوبر القادم بالقاهرة.
والظاهر أن الفريقين المغربيين، عانيا كثيرا من إرهاق بدني وذهني لافتين، سهل إلى درجة ما من مهمة المصريين، والسبب كما يعرف الجميع النهاية المتأخرة للبطولة الوطنية، وما عرفته من ندية وصراع ضار، امتد إلى آخر الدقائق من مباريات الدورة الثلاثين، وبالتالي، فإن أسبوعا واحدا من الراحة لم يكن كافيا لاسترجاع الأنفاس، واستعادة المصابين، عكس الناديين المصريين اللذين استفادا من فترة راحة مهمة.
كما أن كثرة الغيابات بسبب الأعطاب، أثرت كثيرا على إمكانيات الفريقين معا، والأسماء كثيرة وبمراكز مهمة، وهذا العامل انضاف إلى العوامل الأخرى، ليحد كثيرا من فعالية لاعبي الوداد والرجاء، إلا أن هذا ليس العامل الوحيد وراء الهزيمتين، خاصة بالنسبة للوداد التي عانت طيلة الموسم، من جراء أخطاء على مستوى التدبير التقني، وكثرة تغييرات المدربين، وجلب لاعبين غير مؤهلين تماما.
وتبين أن هزيمة الوداد في المباراة الأولى، أثرت كثيرا من الناحية النفسية على لاعبي الرجاء خلال مباراتهم أمام الزمالك، حيث ساد التخوف من حصد الهزيمة خلال معظم فترات الجولة الأولى، الشيء حد كثيرا من فعالية أصدقاء الحفيظي وسهل نوعا من مهمة لاعبي الفريق الزائر.
خلال الجولة الثانية تحرر لاعبو الرجاء من هذا العامل النفسي، حيث مارسوا ضغطا قويا، وكانوا قريبين أكثر من توقيع هدف التعادل، ردا على هدف المغربي أشرف بنشرقي الذي قال بعد نهاية المباراة، إنه أراد من خلال تحقيق الفوز إسعاد الشعب المصري “مسكين”.
صحيح أن تشكيلة الرجاء عانت كثيرا من أخطاء من سوء التموضع وضعف التوظيف، كما أن اللاعبين الأجانب، لا ملانغو ولانغا ولا نغوما، كانوا جميعا خارج التغطية، ليضطر السلامي لتغييرهم، مما منح حيوية مطلوبة بمختلف الخطوط، خاصة بدخول بنحليب والمكعازي.
لعب فريق الرجاء بالإمكانيات التي يتوفر عليها، وكان من الممكن تفادي الهزيمة، لولا أن الحكم كان له رأي آخر، بعدما تغاضى عن الإعلان عن ضربتي جزاء واضحتين، واحدة بالجولة الأولى بعد إسقاط سفيان رحيمي، والثانية على إثر لمس الكرة يد أحد مدافعي الزمالك وسط المربع، إلا أن الحكم لم يعلن عن أي شيء، كما لم يكن نفسه عناء الرجوع لتقنية “الفار”.
كل هذه العوامل تمثل نسبة مهمة من أسباب الهزيمتين، إلا أن هناك أسبابا أخرى وراء التفوق المصري الذي تحقق بالدار البيضاء، وعلى حساب أقوى الفرق المغربية، وهذا ما سنعود له بتفاصيل في عدد الغد.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top