تقديم “أرض الأحرار” لمحمد لوقمان و”السيدة التي تخاطب النافذة” لعبد العزيز حاجوي

في إطار فعاليات الملتقى الإقليمي للإبداع الثقافي والفني لمديرية وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بعمالتي مقاطعات ابن امسيك ومولاي رشيد، نظمت جمعية ورشة للتربية والثقافة والفن، في الآونة الأخيرة، أمسيتين أدبيتين، بالمركب التربوي الحسن الثاني للشباب، دار الشباب امحمد بنسودة سابقا.

   في الأمسية الأولى، تم الاحتفاء بسيناريو “أرض الأحرار” للفنان محمد لوقمان، الصادر عن مطبعة بلال في العام 2021. نسقت بين موادها وقدمتها، الموهبتان هبة أيت مسعود وأسية بنلعطار، أما التنشيط الفني فأوكلت مهمته لنخبة من براعم الجمعية، التي اعتلت ركح قاعة العرض، بالمركب التربوي الحسن الثاني للشباب، وشخصت بعض مشاهد سيناريو “أرض الأحرار” التي تناولت فترة نفي المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية، وخروج المغاربة، كرد فعل، في كل أرجاء البلاد، مرددين “بن يوسف إلى عرشه والمستعمر إلى قبره”، وغيرها من الشعارات المنددة بالأفعال الإجرامية للمستعمر.

   رغم اعتماد المَشاهد المشخصة من سيناريو “أرض الأحرار” على دارجة منطقة الشاوية، في حقبة الخمسينيات، فقد أفلحت تلك البراعم الفنية، وهي ترتدي ملابس وأزياء مناسِبة لتلك المرحلة من تاريخ المغرب الحديث، في تقمص أدوار شخصيات تكبرها بعشرات السنين.

   في اختتام هذا الحفل الأدبي عبر مبدع السيناريو الفني، عن إعجابه وانبهاره بالمشاركة المتألقة لبراعم جمعية ورشة، ثم شكر الأصدقاء الذين حضروا لمشاركتهفرحة الاحتفاء به. ولم يفته كذلك البوح بعميق تقديره وامتنانه، لكل الذين ساندوه ودعموه، وقدموا له النصح والتوجيه، أثناء الإعداد لإخراج كتابه الأول للنور.

   في الأمسية الثانية، تم الاحتفاء بالمجموعة القصصية “السيدة التي تخاطب النافذة” للكاتب عبد العزيز حاجوي، وقد قدمها وسير موادها الشاعر والناقد الدكتور محمد عرش، الذي آثر في  جزئها الأول، فتح دردشة مع حاجوي، حول بداية شغفه بالكتابة، وأسباب انتقاله من الشعر إلى القصة، ثم حول طقوسه في القراءة والإبداع كذلك، وتشعب الحوار إلى أمور أخرى مرتبطة بالأدب وهمومه، أجاب عنها المحتفى به، بكل عفوية، قارئا على الحضور، بين الفينة والأخرى، بعض إبداعاته القصصية.

   الناقد جمال الفزازي، ساهم في هذه الأمسية بورقة تحت عنوان «بلاغة السخرية في قصص “السيدة التي تخاطب النافذة”، أشار في مستهلها أن (تجنيس الكتاب بِـ “قصات” بدل قصص أو مجموعة قصصية، كما متداول في نظرية الأجناس، يخفي تمردا على ضوابط التجنيس واستشرافا للغرابة، غرابة تتضاعف بعنوان ينفتح على سيدة تتسم بنوع من المرض العقلي أو النفسي، تنتج مونولوجا مع الذات بوسيط زجاجي).

   أما القاص والناقد محمد اكويندي، فقدم شهادة عميقة ومثيرة، في حق ابن أخته مؤلف هذه المجموعة القصصية المتميزة، عاد من خلالها إلى العلاقة التي تربطه بحاجوي، منذ زمني الطفولة والشباب بحكم تقارب السن بينهما، وتحدث عن نوعية الكتب، التي كان يقتنيها المحتفى به ويحضرها معه، والتي بمجرد ما ينتهي من قراءتها، يتسلمها الخال ويطالعها ويعيد مطالعتها بدوره، إلى أن استدرجهما معا عالم الإبداع، ودخلا بحره، عبر نشر إبداعات شعرية وقصصية بملاحق ثقافية بالصحافة المغربية، ثم بمجلات عربية تعنى بالأدب، لاحقا.

كما وجب التذكير، بأن محمد لوقمان، هو فنان مسرحي وتلفزيوني، خريج قسم المسرح العربي، بالمعهد البلدي بالدار البيضاء، سبق له أن شارك كممثل في عدة مسلسلات مغربية وعربية، ويعتبر سيناريو “أرض الأحرار” أول إصدار ورقي له.

   أما عبد العزيز حاجوي، فهو شاعر وقاص، ينشر بغزارة إبداعاته القصصية، على صفحته بالفايسبوك، التي يتابعها العديد من القراء والمهتمين من رفاق درب الأدب، وتعتبر “السيدة التي تخاطب النافذة” ثالث إصدار له، بعد رواية بلوك 12- المقبرة 81 في العام 2016، وديوان “دق بابي أيها الصغير” في العام 2018.

متابعة: عبد الحق السلموتي

Related posts

Top