تقديم رواية “أسفار يعقوب الأربعة” للكاتب المغربي حسن رياض

نظم صالون مزغان للثقافة والفن بشراكة مع المكتبة الوسائطية التاشفيني، وجمعية أصدقاء المكتبة، وجمعية صفحات جديدة ومكتبة باريس مؤخرا، لقاء مفتوحا مع الروائي حسن رياض بمناسبة صدور روايته ” أسفار
يعقوب الأربعة”، احتضن فقراته فضاء الذاكرة  والمقاومة وأعضاء جيش التحرير بمدينة الجديدة،  بحضور ثلة من المبدعين من الجديدة وخارجها.
وللعلم فحسن رياض كاتب ينحدر من مدينة آسفي، له مجموعة من الأعمال الأدبية  نذكر منها: 
روايتا “زاوية العميان”، و”أوراق عبرية” ثم مجموعة
قصصية “حجر دافئ”، وهو العمل الذي توج بجائزة الشارقة للإبداع.
وتكلف الأستاذ رحال نعمان بتسيير فقرات هذا اللقاء الثقافي الماتع، حيث قدم في مستهله قراءة مميزة في الرواية، والتي اعتبرها بمثابة رحلة الحفر في جينيالوجيا الفكر الصهيوني ومتاهاته الراشحة بالعنف والعنصرية والكذب وأسطورة المقولات المضللة، وكذا الأباطيل المؤسسة للكيان الإسرائيلي الذي أتى ويأتي على الأخضر واليابس، على مرأى ومسمع  من المجتمع الدولي.
وجاء في توطئة المبدع رحال نعمان أن رواية سفر يعقوب الأربعة، سفر ملغز وفاتن  في سراديب أسطورة، مفادها أن الله منح نبيه ألعازر الجنة الأبدية لأنه فتك بأكبر عدد  من النساء، وهو الأمر نفسه الذي أوضحه الروائي حسن رياض عبر شخصيتي يعقوب وداوود اللذين انطلقا في رحلة لنفس الغرض، لكنهما لم يحققا هدفهما، خصوصا يعقوب الذي مات وفي نفسه غصة وكثير من الشك حول تعاليم التلموذ المجسدة في الرواية، من خلال  شخصية الحاخام  موسى الإشبيلي،  الذي يمثل تلك السلطة الدينية الحريصة أشد الحرص على ترسيخ التعاليم الإلاهية التي أرسل الأنبياء من أجلها.
وأضاف منشط اللقاء  أن الرواية باعتبارها سفرا في الزمن العبري القديم، جاءت لتميط اللثام وتكشف المستور عن ترهات الفكر التلموذي الناغل بالزيف والتحريف، وهو يصوب زناد بندقيته نحو التعاليم السماوية، لإضفاء طابع الشرعية على كل مظاهر التنكيل وشتى صنوف  التعذيب المسلطة على  رقاب الشعب  الفلسطيني خاصة والشعوب العربية بشكل عام  الرافضة لمنطق الاستعمار والتركيع.
وأشار الأستاذ نعمان في معرض قراءته إلى أن مقولة شعب الله المختار التي تشكل الحكاية إلى جانب مقولة الكذب والنقاء العرقي والزيف، تعد بمثابة  الجسر الذي يبرر كل الترهات والنزوعات التدميرية التي يسلكها التلموذيون، إذ يقلبون المعادلة لتصير التعاليم الإلاهية هي الفرع  ويصبح التلموذ هو الأصل باعتبارها صادرة عن عقلية الحاخامات، تلك البوصلة الموجهة والمسوغة لكل أنواع الإبادة والفتك.
  الرواية إذن، إدانة صارخة لمظاهر الخرافة والشعوذة والشيطنة المغرضة التي تمتح من الفكر الأسطوري العصب الرئيسي المشكل للفكر اليهودي، الذي يرتكز على القوة والعنف.
وحاول الأستاذ رحال نعمان من خلال  الغوص في عوالم الرواية وسرد تفاصيلها، وضع أرضية للحضور  وتقريب العمل الروائي للذين لم يتفحصوا بعد المتن الحكائي “أسفار يعقوب الأربعة ” من أجل نقاش مثمر.
إلى ذلك، وفي كلمة له، تناول الباحث الدكتور الحجري إبراهيم، الجانب الإنساني في شخصية الكاتب حسن رياض، واعتبر مفهوم الإنسانية كفعل وسلوك حاضرة في كل محطاته، فهو ليس من الكتاب الذين يتهافتون على الأضواء، ودائما ما تجده  يتوارى عن الأنظار، يكتب  في صمت مطبق، أول شاب حضر مؤتمر الرواية العربية في القاهرة، شديد الارتباط بمسقط رأسه آسفي، مبرزا تأثير هذه العناصر مجتمعة، في طبيعة المكتوب لدى حسن رياض الذي يتميز بالندرة والعمق في آن واحد.
واختتم اللقاء الثقافي بنقاش مستفيض رام بالأساس مضمون العمل الروائي، ومقاربة الفكر الصهيوني من خلال هذا المتن الحكائي، حيث تفاعل الحاضرون مع  عوالم النص السردي الذي يجسد لفكر القمع والعنف لدى الصهاينة، كما تم بالمناسبة توقيع العمل الروائي “أسفار يعقوب الأربعة”.

> متابعة: عبد الله مرجان

Related posts

Top