تقرير رسمي يكشف تراجع إقبال المغاربة على الإنجاب

كشفت المندوبية السامية للتخطيط، عن تراجع معدل الخصوبة، مجددا، بالمغرب إلى 2.38 طفل لكل امرأة سنة 2018، وهو معدل أعلى من المعدل المسجل في الإحصاء العام للسكان والسكنى سنة 2014، حيث كان مستقرا نسبيا في 2.20 طفل لكل امرأة.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة لها، حول مستوى واتجاه الخصوبة في المغرب، عممتها أمس الأربعاء، أن النتائج الأولية للبحث الوطني حول السكان وصحة الأسرة لسنة 2018 تشير إلى أن الخصوبة بالمغرب تسجل انخفاضا مقارنة مع بحث سنة 2011، مشيرة إلى أن تطور الخصوبة في المملكة، من خلال البحوث الديمغرافية والصحية، يبين أنه بعدما تراجعت الخصوبة بشكل متواصل منذ سنين، فقد سجلت تزايد طفيف في سنة 2011 مقارنة بسنة 2004، بعدما انتقلت من 2,5 إلى 2,59 طفل لكل امرأة، قبل أن تتراجع مجددا إلى 2,38 طفل لكل امرأة سنة 2018.
وعزت المندوبية، تراجع معدل الخصوبة في المغرب، إلى عاملين أساسين، الأول تراجع سن الزواج والذي انتقل في المتوسط من 17,3 سنة عند النساء سنة 1960 إلى 25,7 سنة في 2014، ثم الدور الهام الذي يلعبه منع الحمل. والذي كان يقدر بـ 19,4% في بداية سنوات الثمانينات، ولم يتوقف عن الارتفاع حتى بلوغ 70,8% سنة 2018.
وأضاف المصدر ذاته، أن معدلات الخصوبة حسب سن المرأة تكشف أنه طرأ ارتفاع طفيف لهاته المعدلات، ما بين 2004 و2014، عند النساء البالغات من العمر أقل من عشرين سنة سواء في الوسط الحضري أو الوسط القروي، أما ارتفاع الخصوبة لدى النساء البالغات من العمر أزيد من 35 سنة لم يخُص سوى الوسط الحضري وهَمّ شبه جل المدن الكبرى، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع في الوسط الحضري، قد يرجع إلى كون النساء في الوسط الحضري يملن إلى تأجيل مشروع الزواج، مؤقتا، ويفضلن، أولا، تحقيق الذات والحصول على استقلال مالي. وللقيام بذلك، يخترن مواصلة دراستهن والحصول على عمل. وهو ما يمكن أن يفسر كون أنهن يتزوجن، نسبيا، متأخرات. ومع ذلك، فبمجرد الارتباط تصبح مسألة الخلف أولوية بسبب الضغوط البيولوجية بحيث أنه بالإضافة إلى مخاطر تعقد الحمل، فإن خصوبة المرأة تنخفض مع التقدم في السن.
ولاحظت المندوبية السامية للتخطيط، أن ارتفاع معدل الخصوبة عند اللواتي يبلغن أقل من 20 سنة خصّ في نفس الوقت وسطي الإقامة، علما أن الخصوبة عند هاته المجموعة العمرية تعتبر دائما منخفضة، مشيرة إلى أن هذه الوضعية تظل مفهومة في الوسط القروي، لكنها مفاجئة في الوسط الحضري خاصة أن العلاقات الجنسية والولادات هي غير مقبولة إلى في إطار الزواج، وهو ما يعني، وفق المصدر ذاته، أن نسبة النساء غير العازبات في هاته المجموعة قد ارتفعت، منتقلة من 6% سنة 2004 إلى 7% سنة 2014، ومن 5% إلى 6% في الوسط الحضري ومن 8% إلى 9% في الوسط القروي.
وبحسب المندوبية السامية للتخطيط، فقد ارتفعت نسبة النساء المتزوجات من 52,8% إلى 58% ما بين 2004 و2014. خلال نفس الفترة، انتقل متوسط سن الزواج الأول عند النساء من 26,3 إلى 25,8 سنة. هذا الوضع، بالتأكيد، يرجع إلى الارتفاع الهام لنسبة الشابات المتزوجات. وقد ارتفع معدل النساء غير المتزوجات اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 سنة من 38,7% في سنة 2004 إلى 47%في سنة 2014، مشيرة إلى أن هذه الزيادة الإجمالية هي نتيجة لتلك المسجلة في الوسط الحضري و لأخرى أكبر في الوسط القروي، بالإضافة إلى ارتفاع هذا المعدل بشكل طفيف عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 29 ما بين 2004 و2014 من 31,3% إلى 32,6%، وهو ناتج عن زيادة بنسبة 4 في المائة على المستوى الحضري وانخفاض طفيف طفيف بنسبة 1.5 في المائة على المستوى القروي.

محمد حجيوي

Related posts

Top