تكريم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والفنانين السعدية لاديب والمصري خالد الصاوي في افتتاح مهرجان تطوان الدولي لسينما حوض المتوسط

إنطلاقة

يتنافس 12 فيلما روائيا طويلا على الجائزة الكبرى للمهرجان  الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، خلال الدورة ال 23 التي انطلقت فعالياتها مساء السبت الماضي، في حين تشمل مسابقة الفيلم الوثائقي 12 فيلما أيضا.
ويعد مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي تأسس عام 1985، أحد أقدم المهرجانات المغربية التي تحتفي بالسينما عموما وأحد أعرقها عربيا بتيمتها المعنية بسينما منطقة الحوض المتوسط.
وقد تميز حفل افتتاح الدورة  بإعلان نور الدين بن ادريس مديرا جديدا للمهرجان كما استعرضت مؤسسة المهرجان أعضاء فريق العمل الجديد الذي سيتولى الاشراف على هذه الدورة وما سيليها من الدورات …
وتشمل مسابقة الفيلم الطويل 12 فيلما من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا وصربيا والدانمارك ولبنان وتونس والمغرب ومصر، أما مسابقة الفيلم الوثائقي فتشمل 12 فيلما من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وكرواتيا والجزائر والمغرب ومصر ولبنان.
وتتشكل لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل من المخرج اليوناني بانوس كركانفاطوس رئيسا، بدلا عن المصري يسري نصر الله الذي منعته وعكة صحية من الحضور الى تطوان، وعضوية: الممثلة الإسبانية كريستينا بلازاس، والمخرج اليوناني بانوس كاركانيفاتوس، والناقدة الإيطالية كريستينا باتيرنو، والناقد الفرنسي فرانسيس بوردات، والممثلة كادي توريه من ساحل العاج، والصحفية المغربية فاطمة الوكيلي..
أما لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي فيرأسها المخرج الفرنسي توماس بوير، وتضم: الناقدة الإيطالية باتريسيا بيستاجينسي، والمخرجة الإسبانية فاتيما لوزاردو، والباحث البلجيكي آنييك جزيلنجس، والكاتب المغربي محمد شويكة.
أما لجنة جائزة النقد، التي تحمل اسم الراحل «مصطفى المسناوي»، فيرأسها الناقد المغربي حمادي كيروم، مدعوما بكل من الناقدة السينمائية الجزائرية رابحة آشيت، والناقد السينمائي المصري أسامة عبد الفتاح، والناقدة والإعلامية اللبنانية هدى إبراهيم.
ويجدر التذكير أن المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل تضم كلا من فيلم «باريس البيضاء» لليديا تركي من فرنسا، و»الباب المفتوح» لمارينا سيريسيتش من إسبانيا، و»رياح ربيح» لفاتش بولخورجيان من لبنان، و»غدوة حي» لطفي عاشور من تونس، و»كل لا يتجزأ»، لإدواردو أنجليس من إيطاليا، و»زوجة صالحة» لمرجانا كارانوفيتش من كرواتيا، و»ساحة أمريكا» ليانيس سكاريديس من اليونان، و»إنكار الرب»، لغاليتزا بتروفا من بلغاريا، و»منتزه» لصوفيا إسكارشو من اليونان، و»أجنحة أبي» لكيفنك سيزرك من تركيا، و»مولانا» لمجدي أحمد على من مصر، و»ضربة فالراس» لهشام العسري من المغرب.
أما بالنسبة لمسابقة الشريط الوثائقي فتضم بدورها  12 فيلما وثائقيا، ويتعلق الأمر بفيلم «الإسلام كذاكرة» لبنيديكت باكنو من فرنسا، و»دلتا بارك» لكارين دوفيير وماريو برينطا من بلجيكا وإيطاليا، و»حزام» لحميد بن عمرة من الجزائر، و»حكاية سناء» لروجينا بسالي من مصر، وفيلم «في أحد الأيام رأيت 10.000 فيل» لأليكس كيميرا وخوان باخاريس من إسبانيا، و»الأرض المهجورة» لجيل لوران من بلجيكا، و»أسفلت» لعلي محمود من لبنان، و»كل شيء كان حلما جميلا» لبرانكو ستفانفيك من كرواتيا، وفيلم «ولدك راجل» لهيفل بن يوسف من تونس، و»ميل يا غزيل» لإليان الراهب من لبنان، و»الحفر»، لغولدن دورماز من بلجيكا، و»بشرى: أحلام مرحلة» لخالد الحسناوي من المغرب.

تكريمات

ولإضفاء قيمة مضافة على فعاليات الدورة التي تحتفي بمرور 23 سنة من عمر المهرجان، حل الفنان والموسيقار المغربي الكبير، عبد الوهاب الدكالي، ضيف شرف على الدورة الحالية لمهرجان تطوان للسينما المتوسطية حيث حظى بتكريم خاص باعتباره أيضا أحد رواد التمثيل السينمائي بالمغرب، وقد سلمه درع التكريم بالمناسبة رئيس المهرجان أحمد حسني.
وقد أدى عبد الوهاب الدكالي البطولة في الفيلم المغربي «الحياة كفاح» للمخرجين أحمد المسناوي ومحمد التازي، سنة 1968، وشارك في أفلام مصرية وأدى دور البطولة إلى جانب رواد الموسيقى والغناء في مصر، حيث ظهر إلى جانب شادية وصباح ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وفؤاد المهندس وليلى طاهر ونجوى فؤاد في فيلم «القاهرة في الليل»، سنة 1963.
وقبل ذلك تم تكريم الفنانة المغربية المتألقة السعدية لاديب عن مجمل أعمالها، وبعد كلمة مؤثرة  نوهت من خلالها الفنانة نورا الصقلي بشخصية السعدية لاديب الفنية والإنسانية تسلمت درع التكريم تحت تصفيق الجمهور من ايدي المخرج المغربي نبيل الحلو، بعدها ارتجلت كلمة تذكرت فيها بشجون الفنان جمال الدخيسي الذي خلفت وفاته الأسبوع الماضي حزنا كبيرا داخل الأوساط الفنية المغربية.
الممثلة المغربية، السعدية لاديب، التي تألقت رفقة أعضاء فرقة «الطاكون»، في مسرحية «بنات للامنانة»، المقتبسة عن نصه المسرحي «بيت بيرناردا ألبا». ذلك قبل أن تشارك في أفلام من قبيل «شفاه الصمت» لحسن بنجلون، و»ريح البحر» لعبد الحي العراقي، و»البراق» لمحمد مفتكر، و»حجاب الحب» و»دموع الرمال» لعزيز السالمي، و»ملاك» لعبد السلام الكلاعي.
وتوجت السعدية لاديب بجائزة أحسن دور نسائي، عن دورها في «حجاب الحب»، خلال المهرجان الوطني العاشر للفيلم بطنجة.
فيما كرم مهرجان تطوان لسينما الحر الابيض المتوسط خالد الصاوي عن مجمل أعماله باعتباره أحد الوجوه السينمائية المصرية المتميزة، وقد سلمه درع التكريم مدير المهرجان نور الدين بن ادريس.
 خالد الصاوي الذي انتقل من خشبة المسرح الى شاشة السينما حيث لمع في عشرات الأفلام السينمائية، واستطاع أن يفرض نفسه إلى جانب ممثلين كبار إذ تم تتويجه بعدد من الجوائز عن أدواره المتعددة.

الصين ضيف الشرف

 ويحتفي المهرجان بالسينما الصينية ضيف شرف في دورة هذا العام من خلال عرض مجموعة من الأفلام الصينية، إضافة إلى مشاركة وفد من صناع السينما بالصين من ممثلين ومخرجين ومنتجين وموزعين.
 وفي هذا الصدد، قال رئيس المهرجان أحمد حسني، إن المنظمين حرصوا في دورة هذه السنة على الانفتاح على تجربة سينمائية رائدة عالميا هي السينما الصينية.
 وتابع أن المهرجان دأب منذ سنوات على استضافة دول وتجارب من خارج المنطقة المتوسطية، حيث سبق الاحتفاء بالسينما الإيرانية والمكسيكية والتشيلية، ليستقر الاختيار هذا العام على الصين.
وقال حسني أن السينما الصينية فرضت من جهتها نفسها كواحدة من التجارب السينمائية الرائدة عالميا، لافتا إلى العديد من اللقاءات الثقافية والفنية الصينية سيتم تنظيمها العام الجاري شمال المغرب في إطار التقارب الثقافي بين البلدين.
وتعد فقرة «السينما الصينية: ضيفة المتوسط»، من أهم الفقرات المتنوعة والغنية التي تقترحها دورة هذه السنة، وستكون هذه الفقرة مناسبة لعشاق الفن السابع وأصدقاء المهرجان وضيوفه للإطلاع على بعض روائع هذه السينما، بأجناسها المختلفة.
وذكرت إدارة المهرجان، في ورقة خاصة عن السينما الصينية، أن هذه السينما، ومنذ انطلاقاتها نهاية القرن الـ19، ظلت «تواصل تطورها وتحظى بالإعجاب والمتابعة في مختلف بقاع العالم».
وتوقفت الورقة عند الجيل الأول من السينمائيين الصينيين، إلى حدود ثلاثينيات القرن الماضي التي شكلت مرحلة الإبداع والتميز في السينما الصينية، بظهور جيل جديد من السينمائيين الشباب والمثقفين من قبيل الكاتب والمخرج سونيو، وكاتب السيناريو كسيا يان، والمخرج هو تيانشي.
وبحسب الورقة مثل إنشاء الجمهورية الشعبية الصينية سنة 1949 منعطفا جديدا بالنسبة إلى السينما الصينية، حيث ظهرت إلى الوجود سينما ذات توجه شعبي، منذ منتصف القرن الماضي، وهي سينما تخاطب سكان المناطق الشاسعة النائية الذين لم يسبق لهم أن شاهدوا فيلما في حياتهم.
كما توقفت ورقة المهرجان عند الأجيال الجديدة للسينما الصينية والذين حصلت أفلامهم على جوائز في مهرجانات دولية مهمة، ورشح بعضها للأوسكار، ونال كلها نجاحا تجاريا باهرا.
 ومن ضمن هذه الأسماء المخرج لي يانغ صاحب فيلم «البئر الداخلية»، ووانغ شاو مخرج «فانتازيا» سنة 2014، ولو يي، صاحب «ليالي السكر الربيعي» سنة 2009، و»اللغز» سنة 2012، ووانغ بينغ، مخرج فيلم «غرب السكة الحديدية» سنة 2002، و»الأخوات الثلاث ليونان»، سنة 2012، والمخرجة لي يو، التي تمثل جيل الشباب، وهي صاحبة فيلم «جبل بوذا» الذي أخرج سنة 2015.
وتشهد برمجة هذه الدورة من مهرجان تطوان عرض مجموعة من الأفلام ، التي تمثل مختلف أجيال السينما الصينية، ومختلف أشكال الإبداع السينمائي في الصين.
هذا، وقد تميزت أطوار حفل الافتتاح بفواصل موسيقية من أداء الفنان الإسباني ألبرتو لوبيث لمعزوفات موسيقية من فن الفلامنكو، رفقة الفنان ياسين الداودي (مورينو) المتحدر من أصل مغربي الذي أدى رقصات فلامنكو رائعة صفق لها الجمهور كثيرا.
 وتم في آخر الحفل، عرض الفيلم المصري «الماء والخضرة  والوجه الحسن» للمخرج يسري نصر الله وبطولة ليلى علوي الى جانب ثلة من نجوم السينما المصرية.

ورشات  ودروس في السينما
 وحسب بلاغ للمنظمين فان مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، يستضيف في دورته الحالية، مجموعة من المدارس والمعاهد المتوسطية المتخصصة، من أجل الاستفادة من التجارب المتوسطية في إحداث مدارس السينما ومعاهدها، والوقوف عند حضور درس السينما في المنظومة التعليمية المتوسطية.
 ويواصل مهرجان تطوان في دورته الحالية، التي تقام في الفترة من 25 مراس وإلى غاية فاتح أبريل المقبل، انفتاحه على المؤسسات التعليمية والتربوية، بغاية تعميم المعرفة السينمائية، وتضمينها في المقررات والعمليات التعليمية التعلمية في بلادنا.
 ويضيف البلاغ أن مهرجان تطوان كان سباقا إلى دعوة المسؤولين وصناع القرار إلى إدراج مادة تدريس السينما وتقنياتها في المقررات المدرسية والجامعية المزمع إعدادها، ضمن إصلاح المنظومة التعليمية.
 وينطلق المهرجان من قناعة مفادها أن بلدنا في حاجة إلى تكوين مهنيين في مجال سينما المدارس، واكتشاف مواهب جديدة قادرة على إغناء الفن السابع وتعزيزه، بما أن السينما قطاع واعد يفتح آفاقا حقيقية أمام الشباب للعثور على فرص شغل.
 وفي إطار حرص المهرجان على النهوض بالثقافة السينمائية، وامتدادا لانخراطه الراسخ في كل المبادرات البيداغوجية والتربوية، فإنه يدعو إلى إنشاء معهد للسينما في جهة طنجة تطوان الحسيمة، باعتبارها جهة متوسطية وواجهة وطنية وثقافية معنية بالانفتاح على التجارب المتوسطية في هذا المجال.
 وعلى مدى سبعة أيام، يعقد المهرجان مجموعة من التداريب والورشات والمحاضرات ودروس السينما والأنشطة البيداغوجية.
 ويؤطر هذه الورشات طوماس بوكار ودوني كلين من بلجيكا، ورولان كاري وآدم بيانكو وفرانسيس بوردا ودانييل سعيد من فرنسا، وماريو برينطا من إيطاليا، ومحمد الشريف الطريبق ويوسف أيت حمو وماجد السداتي من المغرب. كما يلقي دروس السينما كل من ماريو برينطا وكارين دو فيي ومحمد الشريف الطريبق وطوماس بوير ويوسف آيت حمو وفانسيس بوردا، بينما يلقي جون كليدير محاضرة حول «الحدود بين السينما والأدب» في جامعة عبد المالك السعدي، ومحاضرة أخرى لماجد سداتي عن «قراءة الصورة الفيلمية». وبتعاون مع المعهد الفرنسي بتطوان، سيتم تقديم ستة عروض سينمائية لفائدة الطفال، يحضرها نحو 500 تلميذ، في كل عرض، من تلامذة المؤسسات التعليمية بتطوان.

الندوة
وبما أن مهرجان تطوان الدولي لا يقف عند الاحتفاء بالسينما، بل يطرح من دورة لأخرى أسئلة الراهن الثقافي من خلال الإبداع السينمائي، يعقد هذه السنة ندوة بعنوان «الحدود في السينما المتوسطية» بمشاركة الناقد الفرنسي فرانسوا جوست، والروائي اللبناني رشيد الضعيف، والكاتبة الفلسطينية ليانة بدر، والباحث الفرنسي جان كليدر، والناقد المصري أمير العمري، والإعلامية الإيطالية بياتريس فيورينتينو.
 مبعوث بيان اليوم إلى تطوان: سعيد الحبشي

Related posts

Top