تكريم رشيدة بصمات.. تكريم بنكهة جنون المسرح وعنفوان الموسيقى ونبل المواطنة…

هناك تجارب في المسرح المغربي الجديد.. تصنع بعمق ولا ضجيج.. لا أحد ينتبه لها.. ربما صمت وخجل وتواضع صناعها ومبدعيها… هناك خزعبلات فارغة تملأ الساحات جلبة وضوضاء وصخبا لا يحتمل… أشبه بالبراميل المشروخة ..
أول مرة سأتعرف عليها عبر الفايس.. تحت اسم رشيدة بصمات.. كنت أظن بصمات الاسم العائلي.. بيد أن الاسم هو رمز لفرقة بصمات للفن… التي تأسست سنة 2002 بأكادير.. مع الأخ والمبدع إبراهيم رويبعة..، حيث سيجمعهما الحب الإنساني وعشق خشبة المسرح.
هو.. بصمته الخشبة كمخرج وكاتب مسرحي.. وله معرفة دقيقة بالمسرح في أصوله الانجليزية…..
هي بصمها إيقاع فن الموسيقى. تعلمته ودرسته وأضحت أستاذة بيانو بالمعهد الموسيقي بأكادير لمدة ثلاثة عشرة سنة ولازالت، كما أغوتها عوالم الخشبة. مثلت وعزفت وتقمصت أدوارا….
مسار… رشيدة بصمات .. أو رشيدة كرعان أو هما معا، مسار حلم طفلة جميلة وشقية… احتضن شغفها المسرح بدار الشباب وجربته وسط الجمعيات الثقافية والفنية… وكان لقاؤها بالمبدع رويبعة.. هو الآخر قادم من كلية الآداب ابن زهر ومن تجربة المسرح الجامعي. لقاء غير مسالك الطرقات والأزقة وشق منعرجات ومدارج الحلم الإبداعي.. ربما خلق منعطفات فنية وحياتية، بصمها الصدق والنبل وحب الناس..
مع بداية الألفية الثالثة، سيشيد الثنائيان، رشيدة وإبراهيم تجربة مسرحية احترافية وتوقيع تسعة أعمال مسرحية مدعمة وهي :”انكسار،” “أنا وجولييت”، “تقاطعات”، “باب لبحر”، “أيام التبوريدة”، “عرس الديب”، “راوية نار”، “طاح راح”، “Elle” و”عبث”، والعمل العاشر سيرى النور قريبا..
للمبدعة رشيدة كورعان… أعمال تلفزيونية وسينمائية، أبرزها الفيلم التلفزي “المجروح” والفيلم السينمائي “أكادير بومباي”. إضافة لذلك، فهي تتكفل وتضطلع بمهام الإعلام والتواصل وإدارة الإنتاج داخل الفرقة بحرفية عالية… الأخت رشيدة.. أم نموذجية.. ابنها أغرم وفتن بعدوى بصمات الفن.. فهو فنان مؤلف موسيقي. يتابع دراسته العليا بمعهد السينما بمراكش ESAV .قام بتأليف موسيقى مسرحية عبث في الموسم المسرحي الفارط ..
كلامي عن بصمات.. كلام صادق وشهادة حية لفرقة مواطنة مسرحية احترافية. اتخذت من الفن المسرحي فضاء لأسئلتها الراهنية، حيث حولت المركز الثقافي لأيت ملول مشتلا لمواهب الشباب.. يحسب للفرقة إدماجها للشباب في وضعية صعبة.. منهم من استعاد مقعده الدراسي من جديد ومنهم من وقع أولى خطواته في دروب الفن. كان الفضل الكبير للمبدعة رشيدة بصمات.. التي بصمت لهم سكة جديدة في الحياة والحلم… بوقتها وإمكاناتها المادية وعلى حساب حياتها.
كان برفقتها.. رويبعة وغليل وبديدة.. ومولاي الحسن الإدريسي وآخرون …
لقد عشت معهم تجربتهم الإنسانية المتفردة خلال شهر نونبر الماضي مع شباب أيت ملول وأكادير… مدين لرعايتهم واحتضانهم لي.. سعيد بتكريم الفنانة رشيدة في الدورة 24 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكادير….
مبدعو بصمات.. فوق ركح الخشبة… فوق ركح الحياة.. سيان.. متشابهان… طيبون..

> بقلم: محمد أمين بنيوب

Related posts

Top