تلاميذ جماعة “أولاد حسين” بالجديدة يشتكون من غياب حافلات النقل المدرسي

تعرف جماعة أولاد حسين بإقليم الجديدة، مجموعة من المشاكل، على رأسها، مشكل النقل المدرسي الذي يعاني منه تلاميذ الإعدادية، وكذلك الثانوية اللتان توجدان بالجماعة المذكورة، حيث أفادت مصادر لجريدة بيان اليوم أن هناك “تسيبا وعشوائية” في تسيير النقل المدرسي، الشيء الذي أسفر عن ثلة من المشاكل بين عموم التلاميذ الذين ينتقلون من دواوير بعيدة، متجهين نحو حجرات الدراسة.
وعبر أحد التلاميذ الذين يتنقلون بشكل يومي بواسطة حافلات النقل المدرسي “عن عدم رضاه على الخدمات التي يقدمها المسؤولين عن هذا القطاع”، كما أشار إلى الاكتظاظ الذي وصفه بالمهول داخل الحافلات، ناهيك عن حالتها الميكانيكية غير الجيدة، مؤكدا على ضرورة توفير نقل مدرسي يستجيب لمعايير الجودة ويحترم كرامة التلميذ أولا.

جمعية نبلاء أولاد رحمون

في اتصال لجريدة بيان اليوم، مع عبد الرحيم بنرحمون رئيس جمعية نبلاء أولاد رحمون التي تعد واحدة من بين مجموعة من الجمعيات المكلفة بتسيير النقل المدرسي بالجماعة ذاتها، أكد بأن النقل المدرسي بـ”سبت الذويب” يشهد عدة مشاكل، “نتوفر على أسطول متهالك، مما يجهلنا دائما ننفق أموالا زائدة من أجل الصيانة، بحكم أن السيولة المالية المقدمة غير كافية” على حد تعبيره.


وأشار في معرض حديثه أن “المنحة السنوية التي تخصصها الجماعة لا تكفي حتى في سداد نفقات التأمين وإصلاح الحافلات، إذ كشف بأن هذه المنحة، لا تتجاوز 30 ألف درهم سنويا عن كل حافلة، علما أن ثمن التأمين وحده يكلف 8 آلاف درهم للسيارة الواحدة”.
وذكر في السياق نفسه أن الجمعيات المكلفة بالنقل المدرسي داخل تراب أولاد حسين تقوم بإعفاء التلاميذ الذين يوجدون في حالة إعاقة، وكذلك التلاميذ الذين ينحدرون من عائلات تعيش وضعا ماديا مزريا، مع توحيد تسعيرة النقل المدرسي بين عموم الجمعيات، إذ تم تحديدها في مبلغ 100 درهم شهريا لكل تلميذ، و150 درهما للشهر بالنسبة للتلاميذ الذين يبعدون بمسافة 30 كيلو متر عن المؤسسة، مشددا بأن حافلات النقل المدرسي تتردد على المؤسسة بمعدل أربع مرات في اليوم، ناهيك عن الاكتظاظ المهول الذي تشهده.
وأفاد المتحدث عينه، أن بعض الحافلات تتجاوز طاقتها الاستيعابية بالضعف، “الشيء الذي أضحى يستدعي تزويدنا بدفعة أخرى من الحافلات لتدعيم أسطول النقل المدرسي ومحاولة النقص من وثيرة هذا الاكتظاظ، لكن للأسف الشديد هذا هو الشيء الذي لم يحدث إلى يومنا هذا”.
ومن جهة أخرى عبر المصدر نفسه، عن سخطه وعدم رضاه عن الوضع الكارثي للطرقات التي توجد بالتراب التابع للجماعة، متوقفا عند ضعف الدعم المخصص لقطاع النقل المدرسي، ومطالبا بالرفع من قيمة المنحة التي يخصصها المجلس الجماعي لجمعيات المجتمع المدني المكلفة بتسيير النقل المدرسي، نظرا لما يلعبه هذا الأخير من دور هام في تسهيل العملية التعليمية التعلمية ببلادنا، كما نبه إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مسألة الارتفاع الصاروخي الذي يشده ثمن المحروقات بالمغرب خلال هذه السنة.

اختفاء رابطة النقل المدرسي

وفي استفاضة لجريدة بيان اليوم حول موضوع النقل المدرسي بجماعة أولاد حساين، أكد لنا رئيس الرابطة الذي هو عبد الرحيم بنرحمون نفسه، أنه “قد تم إحداث رابطة للنقل المدرسي سنة 2020، بهدف توحيد الجهود والرفع من جودة النقل المدرسي وحل مجموعة من المشاكل، وعلى هذا الأساس تم إبرام اتفاقية شراكة مع المجلس الجماعي، لكن لم يتم تفعيلها رغم حصولنا على الوصل النهائي المخصص لها (الرابطة) لأسباب نجهلها” على حد قوله.

وغياب هذه الرابطة، يحدث عدة مشاكل، إذ نجد من بينها، مشكل الهدر المدرسي في صفوف مجموعة من التلاميذ، ويحول دون تحقيق شعار التعليم للجميع، وأمام هذه المشاكل الجمة أضحى الإفراج عن رابطة النقل المدرسي أمرا ضروريا وليس امتيازا في ظل عجز المجتمع المدني بشكل متفرق عن حل مشكل النقل المدرسي الذي يعاني منه مجموعة من التلاميذ، التابعين لتراب جماعة أولاد حساين.
جدير بالذكر أن وزارة التربية و التعليم الأولي والرياضة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تراهنان على الأهمية القصوى التي يلعبها النقل المدرسي ومدى مساهمته في تحسين وضعية النهوض بالتمدرس، لاسيما بالعالم القروي، لهذا تسعى جاهدة لتوفير النقل المدرسي، باعتباره وسيلة أساسية وناجعة لمحاربة الهدر المدرسي.
وتأتي هذه التدخلات، وفق الرؤية الشاملة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قصد إعطاء العناية اللازمة للنهوض بالتمدرس على الصعيد القروي، من خلال التخفيف من المعاناة اليومية للتلاميذ المنحدرين من مناطق نائية ومعزولة، وهذا يتم وفق تضافر تام لمختلف الجهود المبذولة في هذا السياق.
ويسعى النقل المدرسي إلى تيسير وتسهيل تنقل المتمدرسين إلى المؤسسات التعليمية بالعالم القروي، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وكذا النهوض بتمدرس الفتاة القروية. ناهيك عن سعيه للتخفيف من الأعباء المالية التي يتحملها آباء وأولياء التلاميذ.

< عبد المالك اجريري (صحافي متدرب)

Related posts

Top