تنظيم دورة تكوينية لفائدة الصحافيين المهتمين بالشأن القضائي

بيان24: حسن عربي

تحت شعار : «من أجل تغطية مهنية لقضايا العدالة»، نظمت جمعية « إعلاميي عدالة»، بشراكة مع المعهد العالي للقضاء بالرباط،  يوم السبت الماضي، الدورة التكوينية الثالثة لفائدة الصحافيين، تتضمن متابعة الصحافيين لمحاكمة رمزية نموذجية لجرائم الصحافة، من خلال متابعة صحافي/ متهم  بجنحتي القذف والسب العلني، حيث شارك في تجسيد هذه المحاكمة، التي احترمت كل شروط البناء القانوني، الأستذة: عبد الحنين التوزاني قاضي مدير الدراسات والأبحاث والتعاون الدولي بالمعهد العالي للقضاء،  مراد أيت الساقل قاضي رئيس قسم تكوين القضاة بالمعهد العالي للقضاء، سمير الغالمي قاضي رئيس مصلحة التعاون الدولي بالمعهد العالي للقضاء، خليل بوبحي نائب أول لوكيل للملك بابتدائية الرباط، حمادي الطاهري إطار بمديرية تكوين كتاب الضبط بالمعهد العالي للقضاء، والصحافية سناء كريم.
وبعد انتهاء المحاكمة، وفتح نقاش بين القضاة والصحافيين، اعتبر الأستاذ مصطفى اليرتاوي، وكيل الملك بابتدائية الرماني، الذي أدار النقاش، أن تنظيم مثل هذه الدورات سيساهم بدون شك، في إذابة الجليد بين القضاة والصحافيين، خصوصا من خلال فتح جسور التواصل بينهم، حتى يتعرف كل طرف على طريقة اشتغال الطرف الآخر، ومناسبة، أيضا لأن يطلع الصحافيون على مجريات المحاكمة من حيث المساطر والدفوعات وتقييم الوقائع المعروضة.
وأوضح  اليرتاوي بالمناسبة، أنه في عهد وزير العدل السابق، المرحوم الناصري،  تم الشروع في إنشاء غرف متخصصة في جرائم الصحافة، حيث استفاد مجموعة من القضاة من دورات تكوينية في هذا الشأن، وبالضبط بالغرفة 17 بمحكمة باريس. وأكد اليرتاوي، أن محاكمة الصحافيين، هي في الواقع محاكمة للرأي، وبالتالي على القضاة أن يكونوا ملمين  ليس فقط بالقانون، بل أيضا بحقوق الإنسان، وعلى الصحافيين بدورهم أن يكونوا مدركين لأخلاقيات المهنة وحقوق المتهمين والضحايا في نفس الوقت، داعيا الصحافيين إلى التريث قبل نشر أي خبر، بالـتأكد من المصادر وفحصها، لأن خبرا زائفا قد يدمر أسرة بكاملها، خصوصا عندما يتعلق الأمر باتهامات في حق الشخص. كما أجاب اليرتاوي على أسئلة الصحافيين، التي تناولت مختلف الإشكالات التي تطرح أثناء محاكمة قضايا الصحافة والنشر، ضمنها الحق في الولوج للمعلومة، وطبيعة الشخصية العمومية وارتباطها بالحياة الخاصة والاختصاص القضائي والمحلي، والدعوى العمومية والشكاية المباشرة والدفوعات الشكلية والموضوعية، وآجال تحريك الدعوى، والاستدعاء والتبليغ والتقادم.
وفي نهاية الدورة التكوينية، تم توزيع شهادات تقديرية على كل المشاركين.
وكان رئيس جمعية إعلاميي عدالة عبد الله الشرقاوي، قد افتتح هذه الدورة التكوينية الثالثة، بكلمة، أشار فيها، إلى أن الهدف من هذه الدورات التواصلية التي تنظمها الجمعية  تندرج في إطار برنامجها التكويني السنوي  الهادف أساسا إلى تعزيز القدرات المهنية للصحفيين في تغطية شؤون العدالة، مؤكدا  أن الجمعية مقبلة على تكثيف أنشطتها التكوينية.
يشار إلى أن جمعية «إعلاميي عدالة» رأت النور في مارس 2014 بمبادرة من مجموعة من الإعلاميين المهنيين المتخصصين في المجال القضائي والقانوني، ومن بين أهدافها ترسيخ التخصص وتكوين صحفيين مؤهلين لمتابعة شؤون العدالة، ودفع الجهات المعنية بموضوع العدالة إلى استحضار البعد الإعلامي في أهمية إصلاح منظومة العدالة، والسعي إلى تفعيل حق الحصول على المعلومة بما يكفل من جهة سرية البحث والتحقيق، ويضمن من جهة ثانية الحق في الحصول على الخبر.

Related posts

Top