تواضع مفاجىء للفتح…

حصد فريق الفتح الرباطي، زوال أول أمس الأربعاء، هزيمة أخرى، وكانت أمام الشباب الرياضي السالمي، بهدف لصفر، خلال المواجهة التي جمعت بينهما بملعب شكري بالزمامرة، عن الدورة التاسعة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
هذه الهزيمة وهى الرابعة، جعلت الفريق الرباطي يستمر بالمرتبة ما قبل الأخيرة، إذ يحتل الصف الخامس عشر، بخمس نقط، من خمس تعادلات، وأربع هزائم، بفارق نقطتين فقط عن سريع وادي زم، متذيل الترتيب، لكن مع مقابلة ناقصة.
حصيلة تعتبر مقلقة، ويبدو أنها فاجأت مسؤولي الفتح، الذين كانوا يراهنون على انطلاقة جيدة، وذلك بالاعتماد على لاعبين شباب كسبوا التجربة، وتأقلموا مع أجواء البطولة الوطنية، بعد خوض موسمين متتاليتين، كما أن التعاقد مع المدرب أمين بنهاشم كان يدخل في هذا الإطار، أي تحقيق نتائج لافتة، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما.
وما يزيد من تعقيد الوضعية، ضعف خط دفاعه، حيث تلقى مرماه إحدى عشرة إصابة، بينما لم يسجل هجومه سوى خمسة أهداف في تسع مباريات، وبدون فوز، كما حصد الهزائم داخل الميدان وخارجه، بينما لم يبرز اسم اي لاعب من لاعبيه ضمن قائمة هدافي البطولة.
ومع توالي الهزائم، توالت أيضا اجتماعات إدارته بقيادة الرئيسة الجديدة نوال خليفة. وفي كل مرة يتم تأجيل الحسم النهائي في مصير بنهاشم، هذا المدرب الذي لا يستقر على حال، فهو دائم الترحال، وناذرا ما أكمل موسما واحدا مع فريق معين.
هناك بطبيعة الحال معطيات إيجابية، أولها توفره على لاعبين متميزين وواعدين، خاضوا البطولة منذ موسمين، وكان ينتظر أن يقدموا هذا الموسم أفضل عروض، إلا أنه يبدو أن المدرب لم يتوفق في إيجاد الطريقة المثلى، تمكن من توظيف الإمكانيات الفردية في قالب جماعي، يقود إلى تحقيق نتائج إيجابية.
ثاني النقط الايجابية غياب الضغط، فأغلب مبارياته تجرى بحضور جمهور بأعداد قليلة، لا تزعج، ولا تمارس أي ضغط، أو احتجاج يخلف الارتباك، بصفوف اللاعبين ولا الطاقم التقني، وبالتالي، فإن هذا الهدوء كان من الممكن استغلاله بطريقة أفضل، لجعل الفريق مؤهل للمنافسة بقوة.
ثالث المعطيات الايجابية، هناك الاستقرار على المستوى الإداري والمالي، وهذا مكسب مهم، تفتقده الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، لكن المكونات التقنية للفريق الفتحاوي، لم تستطع استثمار هذا المكسب على نحو إيجابي.
الإخفاق حتى الآن، هو إخفاق تقني لهذا النادي العريق الذي من المفروض أن يضمن كل موسم حضورا لافتا، وينافس على المراكز المتقدمة، عوض الصراع على ضمان البقاء، كما حدث خلال بطولة الموسم الماضي.
من الممكن أن يعود النادي الفتحاوي خلال القادم من الدورات لسكة الانتصارات، سواء تحت قيادة بنهاشم أو غيره، في حالة اقتناع مسؤوليه بضرورة تعويض المدرب، قصد خلق تغيير يأتي بنتائج تختلف، عما تحقق حتى الآن، كما من الممكن استغلال فترة التوقف التي ستعرفها البطولة، لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
لكن المطلوب من إدارة الفريق هو مناقشة الأسباب والحيثيات التي تجعل الفتح عاجزا على المنافسة بقوة على الألقاب وطنيا وحتى عربيا ولما لا قاريا، فالإمكانيات التي يتوفر عليها الفتح، تسمح له بتحقيق نتائج لافتة، مع ضمان الاستمرارية المطلوبة، لكن المشكل يكمن أساسا في منهجية اختيار أعضاء الطاقم التقني، قادرا على قيادة الفتح.
وهذا ما على إدارة الفتح مناقشته بعمق وتروي، واعتماد أسس اختيار سليمة تقلص من هامش الخطأ، وتقود الفريق إلى وضع سليم…

>محمد الروحلي

Related posts

Top