ثريا جبران تقدم اليوم كتاب عبد الواحد عوزري بالمسرح الوطني محمد الخامس

ينظم المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط حفل تقديم وتوقيع كتاب “قريبا من الخشبات بعيدا عنها” للباحث والمخرج المسرحي المغربي عبد الواحد عوزري، ويتولى تقديم هذا الإصدار الفنانة ووزيرة الثقافة الأسبق ثريا جبران والكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار، وذلك مساء يومه الثلاثاء على الساعة السادسة والنصف ببهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط..
ومعلوم أن هذا الكتاب الذي يعد من آخر إصدارات عبد الواحد عوزري والذي صدر مؤخرا عن دار النشر المغربية – بالدار البيضاء، يتطرق، في 158 صفحة، إلى عدة قضايا مرتبطة بشكل مزدوج ومندمج بالمسرح وبتجربة عوزري المسرحية، عبر مقالات وقراءات وشهادات ومسارات..
ففي مقدمته الموسومة بـ “أما قبل” يقول المؤلف: “المسرح.. يبقى مجرد لقاءات قد نعتقد أنها عادية أو أتت بصدفة الأشياء، وقد تكون لقاءات فنية عميقة، مؤثرة في التجربة والمعرفة”. مؤكدا أنه توقف في هذا الكتاب عند بعض المحطات التي يعتبرها مهمة في مسيرته في التعليم والحياة في فرنسا، حيث كانت رحلته الدراسية في باريس غنية جدا، “أحتفظ فيها بالكثير من العبر واللقاءات التي ما زلت أعتز بها وتشكل ذخيرتي الإنسانية والمعرفية..”..
الفنانة ووزيرة الثقافة سابقا، الأيقونة ثريا جبران، اعتبرت في تقديمها للكتاب المعنون بـ “أفقنا المشترك”، أن هذا المنجز يشكل في رأيها، “إضافة نوعية للمجهودات الجبارة التي قام بها الباحثون والكتاب المغاربة من أجل تطوير مستوى البحث في الجانب المسرحي. كما يشكل تمثلا لأهم المسارات التي كان على المسرح المغربي أن يعبرها، منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، حتى يصبح حاملا لهذا الوعي الذي نستمر بفضله كواحد من مبررات وجودنا”. كما اعتبرت الفنانة ثريا جبران رفيقة درب الفنان عبد الواحد عوزري، أن هذا الكتاب يشكل “تجليا آخر للأفق المشترك الذي يجعل الحياة أليفة بيننا، ويمنحنا الصبر والثبات لنواصل تجربة الفن والحياة”.
وبتصفحنا لدواخل الكتاب، يذهب بنا عبد الواحد عوزري، في الفصل الأول إلى اللقاء الأول، ولو أنه غير مباشر، الذي كان مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران كمتفرج عاد بمسرح شايو بباريس، “وهو يشاهد مسرحية تعرض لعموم الجمهور، وكان يتابعها ككل الناس بشكل عاد…”.
بعد ذلك يسافر بنا المؤلف إلى اللقاء الثاني وهو الذي التقى فيه بالمخرج الإنجليزي بيتر بروك، الذي كان مقيما آنذاك بفرنسا. “ورغم أن اللقاء كان مباشرا عدة مرات، إلا أن ما أردت أن أدونه هو اللقاء غير المباشر”، عبر كتابه “الشيطان هو الضجر” (أحاديث في المسرح).

إلى جانب ذلك يتضمن الكتاب شهادات عن رفاقه في الدرب الذين لا يزالون “إلى جانبنا أو فارقونا، من غير ميعاد، كما هي سنة الحياة”. وهو، بالإضافة إلى ذلك، يشمل كتابات تحتفي بالكتابة المسرحية، أو الكتابة عن المسرح والمسرحيين “من خلال الصديقين: محمد بهجاجي في شهادته – نصه “كاتارسيس” عن الحرب؛ وحسن حبيبي من خلال احتفائه الكبير عبر كتابين بالفنان الفريد الطيب الصديقي”.
وفي قسم “مسارات” يعود بنا الكتاب إلى زمن فرقة مسرح اليوم حيث كان له أن يقدم لكل عمل من أعماله بورقة عن نوع المقاربة المعتمدة له، حيث ينشر في هذا القسم تلك الأوراق باعتبارها مكانا أثيرا من ذاكرة تلك التجربة.
ويختم سفر كتابه هذا بحوار أجراه معه الكاتب محمد بهجاجي حول قضايا لربما “لم أكن قد تمكنت من التعبير أو الجواب عنها بغير مناسبة، قضايا كثيرا ما تكون قريبة من الخشبة، ومن الممكن أن نعتقد أنها بعيدة عنها. ليس في هذا الحوار أجوبة مطلقة أو أي ادعاء للإجابة عن كل الأسئلة. فأنا بدوري أمارس الكتابة لطرح الأسئلة التي تؤرقني، ولا أجد لها دائما كل الأجوبة”.
وجدير بالذكر أن عبد الواحد عوزري سبق له أن أصدر كتاب “المسرح في المغرب.. بنيات واتجاهات” باللغتين العربية والفرنسية سنة 1987 و1988، علاوة على كتاب “تجربة المسرح” سنة 2014..

Related posts

Top