جامعة الحسن الأول بسطات تخصص درسها الافتتاحي للشخصية التاريخية المغربية

بمناسبة السنة الجامعية الحالية، ارتأت جامعة الحسن الأول بسطات أن تخصص درسها الافتتاحي في موضوع الشخصية المغربية عبر التاريخ. لهذه الغاية، تمت استضافة المؤرخ المغربي عبد المجيد القدوري رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء الذي قدم محاضرة هامة بحضور رئيسة الجامعة خديجة الصافي والأستاذ عب القادر سبيل، عميد كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية وهو الذي قام بتقديم ضيف الجامعة. كما حضر الدرس الافتتاحي أساتذة مختلف المؤسسات التابعة للجامعة وكذا الطلبة.
أشار المحاضر في البداية إلى أن الشخصية المغربية هي بشكل عام امتداد للوجود والتطور الذي حصل على مدى التاريخ، باعتبار أن الهوية المغربية استمرت طيلة قرون عديدة وتعاقبت عليها حضارات وقعت كل واحدة منها بصمتها في التكوين الهوياتي للكائن المغربي. وقد قام المحاضر بتحديد المقصود بالشخصية من خلال طرح التساؤلات التالية: هل هي جامدة، متحركة أم دينامية؟ وهل هي الفرد أم المجتمع؟ .
وفي ثنايا أجوبته، أفاد الدكتور عبد المجيد القدوري أن الشخصية المغربية شخصية متحركة ومتغيرة ولا تستقر على حال، فالمغربي اليوم مختلف عن القرن 19 الميلادي والقرون الأخرى. ومن جهة أخرى، أكد المحاضر على أن الأوروبيين لطالما كانوا يحاولون إيجاد تبرير لعملياتهم الاستعمارية. فمثلا، منذ الفترة الإستعمارية الفرنسية للمغرب في بداية القرن 20م، عمل المستعمر على خلق خطط للتفريق بين مختلف فئات الشعب المغربي. وانطلاقا من هذا التوجه العنصري الاستعماري، قام بإصدار الظهير البربري والذي ووجه برفض كبير من جميع أطياف الشعب المغربي. ومن خلال هذا، اهتمت الكتابة الإستعمارية
بداية بدراسة التاريخ القيم. والغاية من ذلك طرح أسئلة كبيرة حول أصل الأمازيغ وثقافته، لكنهم حاولوا التشبث بفكرة غير صحيحة، مفادها أن أصل الأمازيغ أوروبي.
وقد انتقل المحاضر في نهاية محاضرته للحديث عن مكون آخر للهوية المغربية والذي يتمثل في العنصر الأندلسي الذي كان بمثابة مختبر إسلامي ساهم في تكوين الشخصية المغربية التاريخية، بحيث كان المغرب القاعدة الخلفية للأندلس. كما أن الإسلام كان له دور أساسي أيضا في تطور الشخصية المغربية، باعتباره دعوة صريحة للوحدة والتلاحم.

Related posts

Top