جامعيون وخبراء يبسطون مقومات إستراتيجية المغرب المحكمة للتحكم في الوباء

اعتبر مشاركون في ندوة افتراضية أن المغرب اعتمد استراتيجية محكمة مكنته من التحكم في وباء كوفيد 19، والسيطرة عليه ، وذلك في أفق تكسير شوكته نهائيا.
وأضافوا في هذه الندوة حول موضوع ” الكشف المخبري عن فيروس كوفيد 19 .. الوسيلة والغاية ” المنظمة من طرف معهد باستور المغرب وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة ( الدار البيضاء )، أن الكشف المخبري المبكر والمكثف عن كوفيد 19، المعتمد من قبل المغرب، يعد استراتيجية هجومية لتكسير سلسلة انتشار هذا الفيروس، والسيطرة عليه .
وفي هذا السياق أكد شكيب نجاري، رئيس جامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء ، أن المغرب اعتمد استراتيجية محكمة مكنته من التحكم في الوباء ، وهو ما ساهم في ارتفاع منحى المصابين المتماثلين للشفاء، وانخفاض كبير في عدد الوفيات .
وبعد أن أشار إلى أن قابلية الانتشار مرتبطة أساسا بالفيروس نفسه وسلوكيات الناس ( التجمعات ، عدم حمل الكمامة ، عدم التقيد بالتباعد ، والنظافة )، أبرز أن التعرف المبكر على حالات الإصابة ، ساهم في تكسير سلسلة العدوى، وفي استئناف النشاط الاقتصادي، والحياة، بشكل تدريجي
وشدد في هذا السياق على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها العملية المكثفة للكشف عن الفيروس ، مشيرا إلى أن تقديم العلاج الناجع يتوقف على الكشف المبكر ، لأنه كلما كانت الإصابة في بدايتها كلما كان العلاج سهلا .
ومن جهته أبرز عبد الرحمان المعروفي مدير معهد باستور المغرب، أن توسيع عملية الكشف المخبري ساهمت في السيطرة على الفيروس، موضحا أنه منذ بدء عملية الكشف بطريقة مكثفة ” سجلنا ارتفاعا في عدد المصابين، وهذا طبيعي، لأن الأمر يتعلق بتتبع الفيروس في حجره وإخراجه منه “.
كما أن توسيع مجال الكشف المخبري، يضيف المعروفي، ساهم أيضا، في التقليص من عدد الوفيات ، لأن وسائل العلاج تكون ناجعة في بداية الإصابة، كما ساهم في ازدياد ملحوظ وكبير في نسبة التماثل للشفاء، مؤكدا أن مزايا الكشف مهمة للغاية، لأنها ساهمت وما تزل في التقليل من نسبة الانتشار من خلال عزل الفيروس وقطع الطريق عليه .
وبعد أن ذكر بالجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف المصالح، وكذا المواطنين كي يصل المغرب إلى نتائج إيجابية جدا بخصوص المعركة المفتوحة ضد الفيروس التاجي، نبه إلى أن السيطرة على الفيروس لا تعني القضاء عليه، ” لأن كوفيد 19 ما يزال بيننا، وهذا يتطلب مزيدا من الحذر والوقاية، والتقيد بتدابير السلامة الصحية “.
وفي الاتجاه ذاته قدم السيد جلال نور الليل عن مختبر علم الفيروسات التابع لمعهد باستور المغرب، معطيات ضافية حول العمل الذي يقوم به طاقم هذا المختبر، في الشق المتعلق بالتدخلات السريعة والاستباقية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وذلك انطلاقا من الخبرة والتجربة التي راكمها المختبر في التعاطي مع الفيروسات .
وتابع أنه منذ ظهور كورونا تحرك المشتغلون في المختبر في تجاه مواجهة هذا الفروس، وذلك من خلال القيام بعمليات تشخيص الحالات الأولى، فضلا عن القيام بعمليات أخرى تتعلق بتقييم خطر الفيروس .
وحسب السيد نور الليل، فإن نطاق التحاليل الذي يقوم بها المختبر اتسع ، مع اعتماد عمليات الكشف المكثفة ، مؤكدا في الوقت ذاته أنه تم القيام أيضا بدراسة عملية أكدت أن الفيروس لم يطرأ عليه أي تغيير .
أما السيدة هدى بنرحمة ” أستاذة بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة ، فقد توقفت عند تجربة المختبر الوطني المرجعي التابع لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة ، في التعاطي مع فيروس كورونا ، موضحة أنه يساهم في القيام بالكشف عن الفروس من خلال إجراء تحاليل لعدد كبير من الحالات.
وقدمت معطيات تقنية عن الرحلة التي تقطعها العينة المستخلصة من مسحة تجويف الأنف مرورا بنقلها إلى المختبر ، ووصولا إلى الكشف عن النتائج، موضحا أن الفرق الساهرة على هذه العمليات تقوم بمطابقة المعلومات ثم التحاليل، ثم التأكد من النتائج .
وحسب السيدة بنرحمة ، فإن حصول أي شخص على نتيجة سلبية لا تعني أنه سيكون بعد ذلك محميا تماما من الفيروس ، لذلك، كما قالت، يتعين اعتماد الوقاية والتقيد بتدابير السلامة الصحية .
وفي معرض تطرق مختلف المتدخلين لاعتماد تحاليل بي سي ار ” PCR ” للكشف عن الفيروس التاجي، أكدوا أن الأمر يتعلق بوسيلة للكشف عن الفيروس، في حين أن تحاليل السيرولوجى (RF-CRP-ASOT ) هي وسيلة مكملة للبحث فقط عن أثر فيروس في جسم الإنسان .
وأبرزوا أن العاملين بالمختبرات الوطنية يقومون بمجهودات جبارة إلى جانب الأطقم الطبية في إطار من التكامل ضمن معركة واحدة هي العمل على كسر شوكة الفيروس التاجي .

Related posts

Top