“جدري القرود” على أبواب المغرب والسلطات الصحية تدعو إلى الحيطة والحذر

إلى حدود عشية أول أمس السبت، لم يعلن بالمغرب عن رصد أي حالة إصابة بفيروس «جدري القرود»، الذي يعتبر من الأمراض النادرة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، ولا يوجد أي علاج أو لقاح لمكافحته حسب منظمة الصحة العالمية.
و أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن حالات الإصابة بجدري القردة المسجلة في العديد من البلدان في الأسابيع الأخيرة «لا تدعو للقلق بالنسبة للمغرب والعالم في الوقت الحالي».
وأوضح حمضي، في مقال تحت عنوان «الوضع والإنذارات الصحية يجب مراقبتها ومتابعتها، لكن ليست هناك دواعي للقلق في الوقت الحالي بالنسبة للمغرب وللدول الأخرى»، «أن حالات الإصابة بالجدري تستوجب إنذارات صحية من قبل السلطات الصحية في منظمة الصحة العالمية، في ضوء اكتشاف المزيد من الحالات في أوروبا وأمريكا الشمالية».

وتابع أن جدري القردة مرض فيروسي نادر، معروف منذ سبعة عقود في إفريقيا الوسطى، وفي غرب إفريقيا بالخصوص، وكذا في المناطق القريبة من الغابات الاستوائية الرطبة.

وأضاف الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن أصل المرض فيروس حيواني، قد ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويتسبب في بعض الأعراض ، مبرزا أن هذه الحالات كانت تظهر خاصة في إفريقيا ونادرة الحدوث في الولايات المتحدة الأمريكية في العقود الماضية.

وبخصوص أعراض المرض، يضيف الخبير، فعادة ما تكون له ثلاثة أعراض، وهي الزكام وانتفاخ الغدد اللمفاوية وطفح جلدي يظهر على شكل تقرحات في جلد الإنسان مثله مثل أعراض جدري الماء «بوشويكة» أو مرض الجدري الذي تم القضاء عليه بصفة نهائية قبل 40 سنة بفضل اللقاحات.
وأشار الدكتور حمضي إلى أنه تم اكتشاف المرض عند الرجال، خاصة من المثليين، مبرزا أن انتقال المرض يحدث من الحيوان إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الإنسان بشكل نادر، عن طريق الهواء أو الاختلاط بالسوائل البيولوجية من الحيوان المصاب أو عن طريق الجهاز التنفسي.
وسجل أن الشفاء من المرض عند الكبار يتم في أسبوعين أو أربعة أسابيع في بعض الأحيان، ولكن قد تنجم عنه وفيات لدى الأطفال في بعض الحالات، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن نسبة حالات الوفاة تتراوح ما بين 1 و 10 في المائة .
وأبرز الدكتور الطيب حمضي أنه «حاليا لا نتوفر على علاج وليس لدينا تلقيح خاص بالمرض، فلقاح مرض الجدري الذي كان يستعمل في الماضي، لم يعد ينتج بما أنه تم القضاء على هذا المرض».
وخلص إلى أن منظمة الصحة العالمية تبحث الوضع ومدى انتشار هذا الفيروس من أجل توفير معطيات أكثر، مؤكدا على ضرورة الحيطة والحذر والمراقبة لمعرفة الظروف التي ينتشر فيها الفيروس.
من جهته، نبه البرفسور مصطفى الناجي، مدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى إن المغرب ليس بمنأى عن انتقال»جدري القرود» المنتشر حديثا في بعض بلدان العالم، لاسيما، بعد رصد حالات مؤكدة لدى الجارة الشمالية اسبانيا.
وأضاف الناجي، في تصريح إعلامي، أن هذا الوضع يستوجب اتخاذ جميع التدابير الاستباقية من قبل السلطات المختصة، والتعامل بسرعة وفعالية مع أول حالة قد يتم رصدها على الحدود، لمنع انتشار عدوى «جدري القردة» داخل المملكة.
كما أكد الناجي أن المغرب يمتلك الخبرة الكافية للكشف عن مثل هذه الحالات والتعامل مع الأوبئة أو الأمراض المعدية، وهو ما أثبته من خلال تدبيره لجائحة كورونا.
هذا، وقد اتخذت السلطات المختصة كل الاحتياطات اللازمة على مستوى المطارات والموانئ والمنافذ البرية، قصد تحصين المعابر الحدودية للمملكة ومنع تسلل هذا المرض الفيروسي، بحسب ما أفاد به مصدر مسؤول في وزارة الصحة، موضحا، أن المملكة تحاول العمل بخطة استباقية من خلال مراقبة حدودها بشكل دوري للكشف عن الحالات الحاملة للمرض قبل دخولها التراب الوطني.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة الماضي، أنها تعمل عن كثب مع عدد من الدول الأوروبية أبلغت عن حالات إصابة بمرض فيروسي نادر يعرف باسم «جدري القرود»، وذلك لتحديد المصدر المحتمل للعدوى وكيفية انتشار الفيروس والحد من انتقال العدوى.
وأضافت المنظمة، في بيان، أن البلدان المعنية تتلقى أيضا التوجيه والدعم بشأن المراقبة والاختبار والوقاية من العدوى ومكافحتها والإدارة السريرية والتواصل بشأن المخاطر.
وأشار المصدر ذاته إلى أن «جدري القرود» ينتشر بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا، ولكن تفشي المرض ظهر في أجزاء أخرى من العالم في الأيام الأخيرة.
وأوضح أن أعراض الإصابة تشمل الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية، مضيفا أنه «ظهرت في أوروبا أكثر من 100 حالة إصابة، وفق تقارير إعلامية».
وتابع بأن ثماني دول أوروبية على الأقل متأثرة حتى الآن بالفيروس هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وبريطانيا، إلى جانب أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وكان المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها قد أعلن، في وقت سابق، تسجيل 26 حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدري القرود في ست من دول الاتحاد الأوروبي.

سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top