جرائم بصيغة المؤنث

ارتبطت الجريمة عموما بالرجل، والدليل على ذلك، أن أغلب السجون مكتظة بهم، فيما ظلت نسبة النساء المجرمات ضئيلة جدا مقارنة مع الرجال. لكن الملاحظ، أنه في العقدين الأخيرين، بدأ الحديث عن الجريمة بصيغة المؤنث يعرف تصاعدا، وهذا مرده، إلى كون الجرائم التي كانت مقصورة على الرجال، أضحت مشتركة وبدأت تعرف تورط النساء بدورهم، حيث تزايدت جرائمهن في مجال السرقة وتهريب المخدرات والدعارة والقوادة وقتل أزواجهن بل أبنائهن أيضا. وقد بيّنت بعض الدراسات أن المرأة في المغرب والجزائر وتونس مسؤولة عن نحو 6 في المائة من الجرائم مقارنة بالجرائم التي يرتكبها الرجل. وهذا ما جعل العديد من النساء خلف القضبان.
وهكذا لم يعد السجن خاصا بالرجال، كما كان في الماضي، بل أصبحت المرأة تتقاسمه مع الرجل ، إذ بلغ مجموع الساكنة السجنية بالمغرب خلال سنة 2019 ، 86 384 سجينا ضمنها 2,34 في المائة نساء، حسب تقرير المندوبية العامة للسجون لسنة 2019، ولتقريب القارئ من الجرائم المقترفة بصيغة المؤنث، سنكشف في هذه الحلقات عن مجموعة من النساء المجرمات اللواتي اشتهرن بجرائمهن، سواء داخل المغرب أو خارجه.

< إعداد: حسن عربي

الحلقة الأخيرة

تيلي كليمك قاتلة متسلسلة أمريكية بولندية

كانت تسمم ضحاياها بالزرنيخ

أوتيلي أو تيلي كليمك، هي قاتلة متسلسلة أمريكية بولندية، كان أغلب نشاطها الإجرامي في شيكاغو، وكانت أوتيلي ذات أفكار خاصة ، تستطيع أن تجذب بها ضحاياها، وتتجنب الشبهات بها ، حيث اعتادت أن تدعي بأن لها القدرة، على التنبؤ بموعد وفاة شخص ما، وفي الحقيقة لم يكن ما ترويه، سوى تصريح بموعد قتلها للضحية الجديدة .

مولدها ونشأتها

ولدت أوتيلي جبوريك في بولندا، وأتت برفقة والديها إلى أمريكا وهي طفلة رضيعة، وفي عام 1895م تزوجت من زوجها المدعو جون ميتكيفيتش، والذي توفى عام 1914م إثر إصابته بمرض ما، حيث ذكر تقرير للوفاة، بأن الزوج كان قد أصيب، بمرض في القلب .
وسرعان ما تزوجت أوتيلي من زوجها التالي، جوزيف روسكوفسكي ثم توفى هو الآخر عقب وقت قصير من زواجهما كما توفى أحد أصدقائها، والذي كان قد تلاعب بها لفترة من الوقت .
وكانت الجريمة التي كشفت ما فعلته أوتيلي، هي قتلها لفرانك كوبتشيك زوجها الثالث، حيث عانى الأخير من مرض مزمن في شقتهما القابعة في 924 إن. وينشستر ، حيث عاشت أوتيلي برفقة صديقها السابق ، تحت اسم مايرز وبدأت تخبر الجيران، بأن فرانك لن يعيش طويلًا.
كانت أوتيلي كثيرًا ما تصارحه بأنه لن يعيش طويلاً، وأن الموت يقترب منه بشدة ، كما كانت تخبر الجيران بأن فرانك سوف يختفي في القريب العاجل، مدعية أن لديها القدرة على التنبؤ بوفيات الأشخاص، وظلت أوتيلي ترتدي قبعة سوداء ، كانت تسميها بقبعة الموت أو الحداد ، وتجلس بها فوق فراشه، وقامت بطلب تخزين نعش في قبو المنزل، كان يتم بيعه في المزاد بسعر زهيد ، مما جعل الجميع فيما بعد ، يخبرون رجال التحقيقات بأن أوتيلي، كثيرًا ما ادعت القدرة على التنبؤ بالوفيات.
في عام 1921م تزوجت أوتيلي من رجل يدعى ، جوزيف كليمك وعاشت معه في منزله الكائن بشارع 1453 تيل بلاس ، وكان الأطباء قد اشتبهوا في تسممه بالزرنيخ، وأكدت الفحوصات شبهاتهم فألقي القبض على زوجته أوتيلي.
بدأت التحقيقات مع أوتيلي، وبالمزيد من الوقت تم استخراج جثث أزواجها الراحلين، وبالفحص تم العثور على كميات مختلفة من الزرنيخ بجثثهم، على الرغم من أن التربة المحيطة بهم ، كانت نظيفة للغاية، وكذلك اعتقلت الشرطة ابن عمتها نيلي .
تم اعتقال نيلي عقب أن أدلت أوتيلي باعترافاتها، حيث قالت أوتيلي، أنها قد أخبرت نيلي بسأمها من زوجها ، فاقترحت نيلي عليها طلب الطلاق، إلا أن أوتيلي قالت لها سوف أتخلص منه بطريقة أخرى ، وطلبت منها أن تأتيها بسم للفئران ، وقد أحضرته نيلي بالفعل .
كذلك تم الكشف عن جثث لجيرانها ، اثنين منهما كانت أوتيلي قد تشاجرت معهما من قبل ، بل قتلت كلب أحد الجيران بعدما أزعجها لفترة من الوقت، وكان قد تسمم بالزرنيخ أيضًا !
أيضًا كشف رجال التحقيقات، عن إصابة العديد من أقارب كليمك ونيلي بالمرض، بعد أن تناولوا الطعام في منزل كليمك، وتوفى حوالي أربعة عشر شخصًا منهم، وبالتالي تم اعتبار نيلي شريكة في جرائم أوتيلي، بالإضافة إلى إلقاء القبض على بعض الزوجات الأخريات، ممن قتلن ضحايا مثل أوتيلي ، فتم اعتبارها كاهنة لهن، كما وصفتها بعض الصحف المحلية .
وفي عام 1923م تمت إدانة كليمك، بقتل فرانك كوبتشيك زوجها الثاث، وتم الحكم على كليمك بالسجن مدى الحياة، وهي أقسى عقوبة قُدمت ضد امرأة في مقاطعة كوك ، ثم تمت تبرئة نيلي ، بعد ذلك بعد قضاء عام في السجن خلال محاكمتها ، وتوفيت أوتيلي في السجن 20 نوفمبر 1936م .

Related posts

Top