جريمة دموية وسط الشارع العام بأكادير.. والسلطات الأمنية توضح

تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرعب يظهر جريمة مروعة وسط الشارع العام بحي القدس بأكادير. حيث أقدم أحد الأشخاص على ذبح آخر وطعنه بسكين في أنحاء مختلف من جسمه ليلة الاثنين – الثلاثاء.
ويظهر مقطع الفيديو شخصا يوجه مجموعة من الضربات بالسلاح الأبيض إلى شخص آخر كان ساقطا على الأرض ويبدو أنه كان في غيبوبة، وذلك على مستوى عنقه ورجليه، كما يظهر الفيديو محاولات لتهدئته من طرف عدد من المارة لكنها لم تثنيه عن توجيه طعناته.
من جهة أخرى، تعددت الروايات بشأن الجريمة، بين من يؤكد أنه صراع بين شخص من أكادير وآخر من فاس بسبب حسابات قديمة، وبين من يؤكد أن الشخص المعتدَى عليه كان في حالة هيجان بسبب تعاطيه حبوب الهلوسة، وقام بمهاجمة حفل رفقة أربعة آخرين، ليقوم مجموعة من الأفراد بملاحقتهم وإلقاء القبض على واحد منهم، وتضيف ذات الرواية أن المجرم عمد، بعد القبض عليه، إلى توجيه سلاحه الأبيض اتجاه أحد مطارديه ليصيبه على مستوى الكلية، مما جعل هذا الأخير يفقد أعصابه، ويتعاطى بالمثل مع المجرم ويقوم بتوجيه مجموعة من الطعنات له.
هذا، وأكدت جل الروايات التي تناسلت بمواقع التواصل الاجتماعي أن الشخص المصاب لايزال على قيد الحياة، وأنه يرقد بمستعجلات الحسن الثاني بأكادير، بعدما سلمه المواطنون لعناصر الشرطة، التي وضعته رهن الحراسة بالمستشفى المذكور.
الرواية الأمنية أيضا دخلت على الخط، حيث نفى مصدر أمني مسؤول، بشكل قاطع، ما تداولته مجموعة من المواقع الإلكترونية من أخبار تشير إلى “تسجيل جريمة قتل بحي القدس بأكادير، صبيحة يوم الثلاثاء، راح ضحيتها شاب تم ذبحه من طرف شخص آخر، إثر مشادة كلامية بينهما أثناء الاحتفال ببوجلود”.
وأشار المصدر أن الواقعة التي شهدها الحي المذكور، منتصف ليلة أول أمس، تتعلق بتبادل الضرب والجرح بين شخصين كانا تحت تأثير السكر وبعض المشاركين في طقوس “بوجلود”، بعدما نشب خلاف بين الطرفين، حيث أصيب على إثرها ثلاثة أشخاص بجروح، تم نقلهم إلى المستشفى قصد تلقي العلاج، دون تسجيل أية حالة وفاة في صفوف المتعاركين.
وأضاف المصدر أن مصالح الأمن قد انتقلت إلى عين المكان فور توصلها بإخبارية في الموضوع، وعملت على توقيف المشتبه فيهم ووضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل السكر العلني البين، الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، كما فتحت بحثا تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد جميع ملابسات هذه القضية.
من جانب آخر، عرفت مواقع التواصل الاجتماعي نقاشا كبيرا حول السلوكات الإجرامية التي أضحت تعرفها مجموعة من المدن المغربية وخصوصا بأحيائها الشعبية، وقد تفاعل عدد من النشطاء مع الواقعة، معلقين عليها بتدوينات تدعو لرفع وتيرة التدخلات الأمنية، ومطالب بمعاقبة وزجر المخالفين كي لا تستفحل الجريمة بشكل كبير.
كما طالب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة إصلاح منظومة العقاب، التي قالوا إنها لم تعد صالحة للإصلاح والتذهيب، مشددين على ضرورة وضع قوانين زاجرة من شأنها تقويم وإصلاح المجرمين، ومن زمرة الاقتراحات التي تداولها هؤلاء الرواد إقرار الأشغال الشاقة طيلة فترة السجن وذلك لردع المخالفين.
جدير بالذكر أن العناصر الأمنية أصبحت تتفاعل بشكل كبير مع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا “فيسبوك” حيث سبق وأن أوقفت عناصر من الشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء، في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي، شخصا كان قد ظهر في مقطع “فيديو” وهو بصدد تعريض رجل مسن للسرقة بالعنف بالشارع العام بمنطقة مرس السلطان الفداء بالعاصمة الاقتصادية. وقد أفاد بلاغ للشرطة بأن الموقوف، البالغ من العمر 25 سنة، من ذوي السوابق القضائية في السرقة والاتجار بالمخدرات، وجرى إيقافه بمدينة فاس بعدما تم تشخيص هويته انطلاقا من شريط الفيديو.
كما كانت المصالح الأمنية قد عالجت عددا من الحالات من هذا القبيل خلال الأشهر الماضية، وأشهرها الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له فتاة بحافة للنقل الحضري بالدارالبيضاء بعدما حاول مجموعة من المراهقين اغتصابها بالحافلة، لتعتقلهم الشرطة مباشرة بعد تسرب مقطع “فيديو” الذي رافقته ضجة إعلامية واستياء كبير من قبل المواطنين.

محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top