جمعية “ذاكرة الرباط سلا” تختم فعاليات النسخة الثالثة من أيام التراث

اختتمت، أمس الأحد، أيام التراث، في نسختها الثالثة، والتي دأبت على تنظيميها جمعية “ذاكرة الرباط سلا”، والتي تروم التعريف بالذاكرة التراثية والتاريخية لمدينتي الرباط وسلا عبر مجموعة من الأنشطة الثقافية والجولات السياحية التي أطرها شباب متطوع تم تكوينه خصيصا من طرف مرشدين مختصين، تطوعوا بدرهم لهذه المهمة.    
وخلال افتتاح هذه الدورة، يوم الجمعة الماضي، بسلا، أكد محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدنية، على أن مدينتي الرباط وسلا تشكلان امتدادا طبيعيا لبعضهما البعض، وأنه لا يمكن أن تحيى واحدة دون عطاءات الأخرى، وبالتالي، يضيف الوزير، فإن الاحتفاء بهذه المدينة الكبرى يستوجب استحضار الخطوات التي تمت لحد الآن، والتي تندرج ضمن المجهودات التي بذلتها مختلف الجهات، من سلطات حكومية ومنتخبة، وأيضا من قبل جمعيات رائدة، كجمعية سلا المستقبل، وجمعية أبي رقراق وجمعية رباط الفتح، وأيضا جمعية “ذاكرة الرباط سلا”، مشيرا إلى أن ذلك سمح بخلق تراكم إيجابي توج هذه السنة بتسجيل مدينة سلا ضمن قائمة التراث الوطني.
وشدد محمد نبيل بنعبد الله على ضرورة الارتقاء بالتراث، ليس من أجل الاحتفال فقط، ولكن ليصبح رافعة حقيقية للتنمية في المدن المغربية على غرار المدن الأوروبية، كروما الإيطالية، وباريس الفرنسية وأثينا اليونانية، وغيرها، وهي المدن التي تستقطب ملايين السياح بفضل تراثها الحضاري والمعماري.
وأضاف الوزير أن العناية بالتراث ووضعه ضمن مسالك سياسية وإيجاد طرق لتدبيره من شأنه أن يكون عاملا أساسيا من عوامل تنمية المدن، وخلق الثروة، من خلال استقطابها للزوار سواء المغاربة أو الأجانب.
من جانبه، أثنى عمدة مدينة سلا جامع المعتصم، على أهمية المبادرة التي تقوم بها جمعية “ذاكرة الرباط سلا” مبرزا في الوقت ذاته، الأهمية التي تكتسيها عملية تسجيل مدينة سلا ضمن التراث الوطني، معربا عن أمله في أن ترتقي، ذات يوم إلى  مصاف المدن المسجلة تراثا عالميا، على اعتبار، يضيف المعتصم، أن تراث مدينة سلا هو تراث حي ومتجدد، مشيرا في السياق ذاته، إلى الاكتشاف المهم، الذي أعلن عنه مؤخرا بالمدينة حيث تم اكتشاف حي صناعي، مختص في الصناعة الخزفية بدار البارود بسلا، وهو ما يجسد البعد الحضاري للمدينة والتي ارتبطت بها منذ قرون.
وشهد حفل الافتتاح عرض لوحات فنية أدتها فرقة من إندونيسيا، ضيف شرف أيام التراث بسلا، وكانت تلك اللوحات الفنية عبارة عن رقصتين الأولى بعنوان “رقصة ميراك” وهي إحدى الإبداعات الرقصية الجديدة التي عبرت عن حياة الطاووس في حركاته الجميلة والرشيقة التي يظهر من خلالها جمال جناحيه، واللوحة الثانية هي عبارة عن رقصة تراثية أيضا، تحت عنوان “كيشاك” وهي من الرقص التقليدي من جزيرة “بالي” الإندونيسية تحيل على نوع من التصوف والباطنية.
وعرفت هذه الدورة تنظيم ندوة حول موضوع “تقييد سلا ضمن التراث الوطني” أدارها الإعلامي الصديق معنينو، وشارك فيها ثلة من الخبراء والباحثين الذين وجهوا دعوة صريحة للتصالح مع التراث، ووقفوا على الإمكانيات التي تتيحها عملية تسجيل سلا ضمن التراث الوطني.
كما تميزت الدورة، بتنظيم جولات سياحية للتعريف بالمآثر التي تزخر بها مدينتا الرباط وسلا، استهدفت بالخصوص تلاميذ المدارس الابتدائية، وفق ما أكده فكري بنعبد الله رئيس جمعية “ذاكرة الرباط سلا” في تصريخ للصحافة، حيث شدد على أهمية تعريف الناشئة بتراث وثقافة مدنهم، والتعرف على ما يحيط بحياتهم اليومية لتملكه والحفاظ عليه، مضيفا، أن الجمعية قامت في هذا الصدد، بعقد شراكات مع عدد من المؤسسات التعليمية بكل من الرباط وسلا، لإطلاق برامج مختلفة، طيلة السنوات المقبلة، تهم بالأساس برامج توعوية ونوادي وزيارات مجالية للتعريف بتراث المدينتين.
يشار إلى أن هذه الجولات السياحية انطلقت من باب المريسة بسلا، ثم تواصلت بقصبة الأوداية بالربط، ثم قصبة شالة العتيقة وغيرها من المواقع الأثرية والتاريخية التي تزخر بها المدينتان.

محمد حجيوي

Related posts

Top