جنود يتمردون في بوركينا فاسو للمطالبة برحيل قادة الجيش

تمرد جنود الأحد في عدة ثكنات في بوركينا فاسو للمطالبة برحيل قادة الجيش و”بتجهيزات أفضل لمكافحة الجهاديين الذين يشنون هجمات في هذا البلد منذ 2015″.
وتدل هذه التحركات في ثكنات بوركينا فاسو، الدولة التي شهدت في السابق عدة انقلابات ومحاولات انقلاب، على هشاشة سلطة الرئيس روش مارك كابوري في مواجهة أعمال العنف التي يقوم بها الجهاديون والتي تتزايد من دون أن يتمكن من التصدي لها.
ردت الحكومة سريعا بالاعتراف بحصول إطلاق نار في عدة ثكنات لكنها نفت “استيلاء الجيش على السلطة”.
وقال جندي في المنطقة لفرانس برس “منذ الساعة 01,00 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش)، سمع إطلاق نار هنا في غونغين مصدره معسكر سانغولي لاميزانا”.
وذكر سكان أن جنودا خرجوا من الثكنات وهم يطلقون النار في الهواء وأغلقوا المنطقة المحيطة.
وأفاد سكان منطقة غونغين في غرب العاصمة واغادوغو عن إطلاق نار كثيف في معسكر سانغولي لاميزانا وسجن عسكري حيث يحتجز جنرالا في الجيش تمت إطاحته.
بعد ظهر الأحد كان حوالي أربعون جنديا متواجدين أمام هذه الثكنة يطلقون النار في الهواء قرب مئات الأشخاص الذين كانوا يحملون الإعلام الوطنية وقدموا لدعمهم كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وأغلق جنود محيط هذه الثكنة التابعة لسلاح الجو.
كما سمع إطلاق نار في ثكنة أخرى للجيش في بابي سي (جنوب واغادوغو) وفي قاعدة جوية قرب المطار تم إغلاقها، وفق السكان.وسمع إطلاق نار أيضا في ثكنات في بلدتي كايا وواهيغويا (شمال)، بحسب ما أفاد سكان فرانس برس.
في الأثناء، توقفت خدمة إنترنت الهواتف المحمولة صباح الأحد.
وقال عسكري من ثكنة سانغولي لاميزانا رافضا الكشف عن اسمه في تسجيل صوتي وصل الى وكالة فرانس برس “نريد إمكانات متكيفة مع مكافحة” الجهاديين و”عديدا أكبر” وكذلك “استبدال” كبار الضباط في الجيش الوطني.
من جانب آخر، طالب بـ”رعاية أفضل للجرحى” خلال هجمات ومعارك مع الجهاديين وكذلك لـ”عائلات الضحايا”.
لم يطلب هذا العسكري أبدا رحيل رئيس بوركينا فاسو الذي يتهمه قسم كبير من السكان بأنه “غير قادر” على التصدي للجماعات الجهادية.
وأكدت مصادر عسكرية أخرى هذه المطالب فيما كانت محادثات جارية بعد ظهر الأحد بين ممثلين عن المتمردين ووزير الدفاع الجنرال بارثيليمي سيمبوريه بحسب مصدر حكومي.
صباحا أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي 100 شخص تجمعوا في ساحة وسط واغادوغو دعما لتحر ك الجنود، وفق مراسل فرانس برس في الموقع.
ويؤوي معسكر سانغولي لاميزانا سجنا عسكريا يقضي فيه الجنرال جلبير دياندير، المساعد المقرب للرئيس المخلوع بليز كومباوري، عقوبة بالسجن 20 عاما على خلفية محاولة انقلاب عام 2015.
كما أنه يخضع للمحاكمة على خلفية دوره المحتمل في اغتيال الزعيم الثوري للبلاد توماس سانكارا عام 1987، خلال انقلاب أوصل كوباوري إلى السلطة.
وفر كومباوري الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2014، إلى ساحل العاج، وتجري محاكمته غيابا على خلفية الاغتيال.
وأكد وزير الدفاع الجنرال بارتيليمي سيمبور في تصريحات متلفزة أن “أيا من مؤسسات الجمهورية لا تواجه اضطرابات في الوقت الحالي”، مشيرا إلى حوادث “محلية ومحدودة في بضع ثكنات”. وشدد على أن التحقيقات جارية.
تأتي هذه التحركات في الثكنات غداة تظاهرات جديدة غاضبة نظمها سكان احتجاجا على عجز السلطات عن مواجهة أعمال العنف التي يقوم بها جهاديون في بوركينا فاسو.
السبت وقعت حوادث في واغادوغو ومدن أخرى في البلاد بين قوات الأمن ومتظاهرين تحدوا حظر التجمع للاحتجاج على انعدام الأمن.
على غرار مالي والنيجر المجاورتين، دخلت بوركينا فاسو في دوامة عنف نسبت الى جماعات مسلحة جهادية تابعة للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وتتكرر الهجمات التي تستهدف مدنيين وعسكريين بشكل متزايد ويتركز غالبيتها في شمال وشرق البلاد.
وقتل حوالي 2000 شخص، وفق حصيلة فرانس برس، فيما أجبر العنف الجهادي حوالي 1,5 مليون شخص على الفرار من منازلهم في السنوات الأخيرة، وفق وكالة الطوارئ الوطنية “كوناسور”.
وتعد بوركينا فاسو الواقعة في غرب إفريقيا والتي لا تطل على أي مسطحات مائية، من بين أفقر دول العالم، ولم تتمتع بالكثير من الاستقرار منذ استقلت عن فرنسا عام 1960.

< أ.ف.ب

Related posts

Top