حاجة المنتخب إلى حمد الله

لازال إقصاء المهاجم عبد الرزاق حمد الله من لائحة الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، يشكل موضوع الساعة بالنسبة للجمهور الرياضي الوطني، خاصة بعد ردود غارقة في الضبابية، صادرة عن المدرب وليد الركراكي.
ويأتي حجم الاهتمام بملف حمد الله، بالنظر إلى حاجة المنتخب لهداف من طينة الكبار، وعجز ما يسمى ب»الرسميين» عن سد الثغرة، رغم عديد المحاولات، والفرص التي تتاح خلال المباريات سواء الرسمية أو الإعدادية.
وجاء الالتزام العلني الصادر عن الركراكي، والذي يقضي باختيار يوسف النصيري ضمن اللائحة التي ستكون حاضرة بمونديال قطر 2022 ، كيفما كان مستواه، ليزيد من درجة احتقان الشارع الرياضي الوطني، بعد أن رأى الجميع في هذا الالتزام، بمثابة تحدي وتجاهل صريح لمطلب جماهيري، يعتبر منطقيا إلى أبعد الحدود.
يحدث هذا على بعد شهر ونصف من الموعد المونديالي، حيث الملتقى الهام المنتظر بحضور صفوة كرة القدم العالمية، والمنافسة بمجموعة قوية، لا ترحم الضعاف، بضمها مدارس عريقة وقوية كبلجيكا وكرواتيا، وكندا.
فقد علقت آمال كبيرة على العهد الجديد، بعدما تم الترويج بإمكانية حدوث حالة من الانفراج، وذلك بعودة المغضوب عليهم، وفتح صفحة جديدة في خدمة المجموعة الوطنية، إلا أن هذه الخطوة المهمة، بقيت ناقصة، بعد إقصاء هداف تاريخي قادر على ملء فراغ قاتل.
والإيحابي أن الفرصة لا زالت حتى الان ممكنة، قصد تدارك ما يجمع عليه المتتبعون بـ«الخطأ الفادح»، والعمل على توجيه الدعوة للاعب متميز، قادر على منح الإضافة الضرورية، في وقت يوجد المنتخب في أمس الحاجة لخدماته…
صحيح أن سلوك اللاعب غير مقبول في الكثير من الحالات، وميزاجيته لا تطاق، ونرجسيته لا يمكن دائما تحملها، كما أن أنانيته جد مفرطة، ومع ذلك يمكن تجاوز كل هذه السلبيات، بتدخل حاسم من طرف إدارة الجامعة، ودور تأطيري مطلوب من طرف المدرب، ومساهمة أساسية من طرف العميد غانم سايس، وذلك من أجل استيعاب طاقة كبيرة، تعتبر من خيرة ما أنجبته البطولة الوطنية.
مرة قال المرحوم الحسن الثاني في حق من أساء للوطن، وطلب المغفرة والتمس العفو: «الوطن غفور رحيم»، وحمد الله لم يرتكب جرما كبيرا، حتى نحرمه بجرة قلم، من تمثيل وطنه والدفاع عن ألوانه….
الأكيد أن «الرجل المسفيوي» في انتظار الدعوة، والمؤمل أن لا يحرم من الدفاع عن الوانه الوطنية…

>محمد الروحلي

Top