حبوب منع الحمل مازالت الأكثر انتشارا رغم الجدل حولها

خصصت منظمة الصحة العالمية يوم 26 سبتمبر من كل عام للاحتفال بيوم منع الحمل، تقديرا وتعزيزا للجهود المبذولة من أجل تنظيم الأسرة والحد من الكثافة السكانية، وكذا تجنب مضاعفات الحمل والولادة على الأمهات وولادة أطفال أصحاء يعيشون حياة أفضل.
وتعتبر حبوب منع الحمل أكثر وسائل منع الحمل انتشارا، وتختلف أنواعها حسب الهرمون المكون لها، فحبوب منع الحمل أحادية الهرمون تحتوي على هرمون البروجستين فقط وهي مناسبة جدا لفترات الرضاعة ولا تؤثر على حليب الأم. أما النوع الآخر فهي الحبوب التي تحتوي على نوعين من الهرمون هما البروجستين والأستروجين. ولكل من هذين النوعين أسماء تجارية مختلفة. ويفضل دائما استشارة الطبيب لمعرفة أي نوع مناسب للمرأة الراغبة في تنظيم النسل.
ورغم انتشارها الواسع بفضل سهولة استخدامها وقلة مضاعفاتها على صحة المرأة، إلا أن حبوب الحمل ما فتئت تشكل مثار جدل واسع، خاصة مع ظهور أنواع حبوب الحمل من الجيلين الثاني والثالث، والتي ثبت أن لها تأثيرا في ارتفاع فرص تجلط الدم ومشاكل صحية أخرى قد تؤدي إلى الإعاقة أوالوفاة.
وفي هذا الصدد، أفادت دراسة حديثة أجراها باحثون في «المعهد الوطني للدراسات والأبحاث العلمية» الفرنسية، تحت إشراف طبيبة أمراض النساء أوديل بويسون، أن هناك سيدة بين كل خمس سيدات في فرنسا لم تعد تستخدم حبوب منع الحمل من الجيل الثالث إلى الرابع، حيث انخفض استهلاكها بين النساء في المرحلة العمرية ما بين 15 و49 عاما من 50 % في سنة 2010 إلى 41% في 2013. وأشارت الدراسة أن الفرنسيات أصبحن يفضلن العوازل الطبية عوضا عن حبوب منع الحمل.
وأشارت بويسون إلى أن هناك بعض المشاكل الأخرى، مثل الصداع النصفي والإرهاق والبدانة والاكتئاب، ما جعل العديد من النساء يرفضن استخدام حبوب منع الحمل واللجوء إلى وسائل أخرى، رغم أن العلم أثبت أيضا دور حبوب منع الحمل في الحماية من الإصابة بالسرطان والتهابات غشاء الرحم. لكن الدراسة أكدت أفي نفس الوقت أن هناك 4.5 مليون سيدة فرنسية مازلن يفضلن استخدام حبوب منع الحمل.
وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة الفرنسية، فإن التراجع الذي قد تكون عرفته نسب استخدام الحبوب كوسيلة لمنع الحمل يمكن أن يعزى أيضا لبدء انتشار وسائل أخرى حديثة نذكر منها، على سبيل المثال، اللولب والخاتم واللاصقات وجهاز منع الحمل الذي يغرز تحت الجلد فضلا عن الواقي الأنثوي. بل ظهرت أيضا في السنوات الأخيرة وسائل منع حمل خاصة بالرجال، فضلا عن الواقي الذكري، وعلى رأسها الحقن الهرمونية وغير الهرمونية، وحبوب ومراهم منع الحمل، وإن ظل اللجوء إلى هذه الوسائل محدودا جدا لحد الآن.

Related posts

Top