حتى لا تتكرر صدمة بنين

يواجه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، يومه الثلاثاء، منتخب مالاوي، على أرضية ملعب «أحمدو أهيدجو» بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، لحساب دور ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا بالكاميرون 2021. 
مستفيدا من أسبوع راحة، والبقاء بنفس المدينة والملعب والفندق، وهي امتيازات تحققت بفضل احتلال المرتبة الأولى بالمجموعة الثالثة، يواجه المنتخب المغربي نظيره المالاوي، صاحب المرتبة الثالثة بالمجموعة الثانية، مجموعة تعتبر من الأضعف بدور المجموعات، خاصة من الناحية التقنية، وأغرب ما في ذلك احتلال السنغال للمرتبة الأولى، رغم أنه لم يسجل سوى هدف واحد، جاء من ضربة جزاء.
استطاعت مالاوي التأهل لدور الثمن لأول مرة في تاريخها، بعد جمع أربع نقط، من هزيمة أمام غينيا، وانتصار على زيمبابوي، وتعادل أمام السنغال، ليحقق بذلك إنجازا تاريخيا، لم يصل إليه منذ 56 سنة.
ومن الإشارات الدالة في هذه النتائج، تحقيق التعادل، أمام أصدقاء العميد ساديو ماني، صحيح أن مسار السنغاليين كان متواضعا، إلا أن تجنب الهزيمة بالنسبة للملاويين، وفي ثالث مشاركة، يعتبر إنجازا مهما، تعزز بالوصول إلى الدور الثاني.
خصم «أسود الأطلس» اليوم، حقق تأهيله للنسخة (33) من كأس الأمم الإفريقية، بعد إنهاء دور المجموعات الإقصائية في المرتبة الثانية بعشر  نقاط، خلف منتخب بوركينا فاسو بفارق الأهداف، وهذا يؤكد توفره على نقط قوة لا يستهان بها أبدا، منها امتلاك لاعبوه طموحا كبيرا لمواصلة المغامرة، ولو على حساب منتخب مغربي، يقدم من بين المرشحين للذهاب إلى أبعد نقطة.
  ومن بين نقط القوة التي يعتمد عليها منتخب «الشعلات» تمرس لاعبيه بالأجواء الإفريقية، نشأة ومسارا، فأغلب لاعبيه يمارسون بالدوري المالاوي، باستثناء 7 عناصر موزعة على الدوريات الإفريقية، أبرزهم المهاجم غابادينيو مانغو هداف فريق أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، مع تواجد لاعبين فقط، يمارسان خارج القارة، واحد بالدوري المولدوفي، وآخر بجورجيا.
المطلوب احتكام المدرب وحيد خاليلوزيتش للمنطق السليم في اختياراته، وإعفاء نفسه من الاجتهادات الغريبة، تساهم في تقزيم أداء الفريق الوطني، بالاعتماد على الجاهز بدنيا وذهنيا وتقنيا، وعدم الاستمرار في منح لاعبين غير جاهزين، وقتا أكثر لكسب إيقاع المنافسة الرسمية، لما يترتب عن ذلك، من ضعف في الأداء، وارتباك في الاختيارات.
هناك عدة امتيازات تلعب لصالح أصدقاء العميد غانم سايس، مقارنة بما يتوفر لدى منتخب مالاوي، لكن التجربة عملتنا أن الاستهانة بالخصم، غالبا ما تقود إلى خسارات مدوية، ولنا في كأس إفريقيا للأمم سنة 2019 بمصر، خير دليل.
فخلال دور الثمانية بالنسخة (32)، واجهت العناصر الوطنية، منتخب بنين الذي لم يكن يرشحه أحد، حتى للمرور إلى الدور الثاني، لكن غياب الجدية والاستهانة بالخصم، سهل إلى درجة كبيرة من مهمة «السناجب»، ليتمكنوا إحداث المفاجأة بإقصاء المنتخب المغربي، أمام ذهول كل المتتبعين.
إذن كان درسا بليغا، وعلى هذا الأساس لابد من تفادي الأخطاء المجانية، والظهور بمظهر القوي الحازم وبالجدية المطلوبة، تفاديا لتكرار صدمة بنين المرة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top