حديث الأطباء

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

< إعداد: عبد الصمد ادنيدن

الحلقة 13

الدكتور لحنش شراف.. تحمل العطش خلال شهر الصيام

لعل أبرز هاجس يساور المرء قبل الدخول في شهر رمضان هو كيفية تفادي العطش الشديد خصوصا خلال السنوات الأخيرة التي تعرف ساعات طوال من الصوم تصل إلى ستة عشر ساعة يوميا، يفقد خلالها جسد الصائم السوائل بفعل عوامل عديدة، من إرتفاع درجة الحرارة إلى التعرق والإفرازات الفيزيولوجية، لهذا يستطيع المسلم إتخاذ بعض التدابير للحيلولة دون المعاناة من العطش الشديد، وبالتالي مرور الصيام في ظروف مواتية يسهل معها تحمل توالي الأيام ذات الساعات الطوال من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومن دون شك فإن التغذية الصحية دعامة أساسية يمكن الاستعانة بها لتحقيق ذلك.
ينصح الأطباء وخبراء التغذية بالإعتماد على الماء كمورد أساسي للسوائل بمقدار لتر ونصف على الأقل يوميا، ويجب استهلاكه بصفة متقطعة ومستمرة طوال الليل لاحتوائه على الأملاح المعدنية الضرورية للجسم والتي يفقدها من خلال الإفرازات البيولوجية خاصة التعرق، كما ينصح الأطباء بالسوائل الطبيعية الأخرى من مشروبات وعصائر الغنية بالأملاح كذلك، مع اجتناب المشروبات المصنعة غير الطبيعية الغنية بالسكريات والتي تكون مدرة للبول وتزيد من الشعور بالعطش خلال النهار.
إن الإعتماد على تغذية صحية تساعد بشكل كبير الجسم على تحمل عناء الصوم بشكل أسهل بكثير من استهلاك أطعمة ضارة من حيث طريقة الطهي أو التركيبة الغذائية، تناول الخضراوات و الفواكه الطازجة بالطبع الغنية بالألياف سواء في وجبتي الفطور والسحور يساعد الجسم كذلك على تفادي العطش كما يجب تفادي الأغذية الغنية بالتوابل والبهارات والأغذية المالحة، لأنها تزيد حاجة الجسم للماء، لهذا وجب تفادي المخللات وأطباق السمك المملحة و الأكلات المعسرة للهضم كما وجب تفادي الإفراط في شرب القهوة والشاي خصوصا مع اقتراب وجبة السحور الذي يجب تأخيرها قدر الإمكان مع احتوائها على سوائل وأغذية صحية.
خلال النهار ينصح بتفادي التعرض لأشعة الشمس الحارة خصوصا خلال فترة الظهيرة مع ارتداء ألبسة فضفاضة بألوان فاتحة والإستحمام بمياه باردة أو دافئة تساعد على ترطيب حرارة الجسم، كما أن ممارسة الرياضة تبقى غير منصوح بها بتاتا لأنها تؤدي إلى التعرق الزائد وتنهك وظائف الجسد وعمل الكلى.

الوسوم ,

Related posts

Top