حرب باردة

تتواصل داعيات الخروج المبكر للمنتخب المغربي لكرة القدم من منافسات كأس إفريقيا للأمم بمصر، وهو الفريق الذي راهنت عليها الجامعة للمنافسة على لقب النسخة الـ32، كما قدم كمرشح قوي إلى جانب أفضل الإفريقية. 

الخروج من دور ثمن النهاية، شكل بالنسبة للجمهور الرياضي صدمة حقيقية، وكان لابد وأن تعقبه قرارات وتغييرات تدفع في اتجاه جعل هذا المنتخب قادرا على تحقيق نتائج في مستوى تطلعات الجمهور الرياضي.

أولى هذه القرارات تهم الطاقم التقني بقيادة الفرنسي هيرفي رونار الذي رافق المنتخب لمدة ثلاث سنوات ونصف، أو كما يحسبها رونار نفسه 40 شهرا، ربما لأن الأمر مرتبط بالنسبة له بالراتب الشهري المغري التي يتقاضاه، بالإضافة إلى امتيازات عديدة.

أمام النتائج غير الإيجابية مقارنة بالإمكانيات المرصودة،  والمشاكل الكثيرة المسكوت عنها داخل المنتخب، بات من الضروري البحث عن بديل لرونار، بل إن الأمر أصبح قناعة، بعد وصول العلاقة بين المدرب والجامعة إلى حد لا يمكن معه استمرار هذا الارتباط. 

عقد رونار يمتد إلى سنة 2022 ، إلا أن هناك أهدافا يتضمنها هذا العقد وأساسها الوصول إلى المربع الذهبي خلال دورة الغابون 2017، وهو ما لم يتحقق ومع ذلك استمر، والفوز بكأس أمم إفريقيا خلال دورة مصر، وهو الهدف الذي لم يتحقق أيضا، وبالتالي فإن عدم بلوغ الأهداف المتفق عليها، يعني أن العقد يلغى بصفة تلقائية. 

االملاحظ أن الخرجات الإعلامية الأخيرة لرونار، والذي يؤكد أنه لا يزال مدربا للمنتخب المغربي، في وقت تصدر فيه أخبار قادمة من الجامعة تتحدث عن اتصالات مع مدرب جديد للإشراف على كتيبة “أسود الأطلس”.

والغريب أن رونار الذي “عذب” الجامعة بعد مونديال روسيا وأحاط نفسه بهالة كبيرة، وكان وراء تسريب الكثير من الأخبار حول إمكانية رحيله إلى أكثر من منتخب وناد، نجده بعد دورة مصر متمسكا بالمنصب ورافضا للرحيل. 

سبحان مبدل الأحوال، فأي حسابات هذه التي جعلت رونار يتغير بهذه الدرجة، الأكيد أن في الأمر مزايدة أو ابتزاز  أو “تقطار” السمع، خاصة وأن الكل يعرف أن العلاقة بين رونار ولقجع ليست على ما يرام، وأن هناك حربا باردة خيمت على العلاقة بين الرجلين منذ مدة ليست بقصيرة، وبالتالي فإن مصلحة الفريق الوطني أن يكون هناك تغيير ينهى أولا المشاكل المطروحة، وثانيا يزرع دماء جديدة داخل الطاقم التقني والإداري للمنتخب الوطني.

بقي أن نطرح سؤالا حول الخيارات الكثيرة التي كانت معروضة على رونار بعد مونديال روسيا، هل كانت فعلا حقيقة أم مزايدة؟ وهل لا زالت مطروحة ؟؟؟

محمد الروحلي
الوسوم ,

Related posts

Top